أسفرت الانتخابات عن اختيار عبدربه منصور هادي، المرشح الوحيد الذي كان لواء بالجيش ونائباً للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومقرباً منه رئيساً بموجب اتفاق أيدته الولايات المتحدة والسعودية وغيرها من دول الخليج .
وهادي مكلف بتنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة مع المعارضين السياسيين لصالح بموجب الاتفاق الذي رعاه مجلس التعاون الخليجي وأنهى رئاسة صالح لليمن التي دامت 33 عاماً .
وأصبح صالح رابع حاكم يطاح به في موجة الاحتجاجات التي بدأت في تونس قبل أكثر من عام فيما أطلق عليه “الربيع العربي” في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يترك صالح وراءه اقتصاداً متداعياً وتمرداً في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وجناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجيشاً منقسماً ما زال أقاربه يسيطرون على قطاعات منه .
وفيما يذكر بالمهمة المضنية التي يواجهها خليفته لتحقيق تماسك بين اليمنيين تحدثت تقارير عن أعمال عنف في مدن بالجنوب بينما طالب الانفصاليون بمقاطعة الانتخابات، حيث قتل تسعة أشخاص بعدما اقتحم انفصاليون مراكز الاقتراع وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين .
وبدت شوارع مدينة عدن الجنوبية شبه خالية وترددت أصداء إطلاق نار متقطع، ونظم شبان ملثمون يحملون بنادق وأسلحة آلية دوريات عند تقاطع الطرق لمنع الناس من الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وقال سكان إن مسلحين هاجموا مراكز اقتراع في المنصورة وخورمكسر في منطقة عدن وقت الفجر فقتلوا جندياً واحداً وسرقوا صناديق اقتراع وأشعلوا فيها النار في الشارع .
وقال عبدالحميد شكري، القيادي في الحراك الجنوبي إن أربعة مدنيين بينهم طفل قتلوا في عدن منذ الصباح نتيجة للاشتباكات بين قوات الأمن ومعارضين للانتخابات .
وندد بعض النشطاء الشبان بالانتخابات مسبقاً وكانوا أول من انطلق إلى الشوارع للمطالبة بالإطاحة بصالح، ويعتبرون خطة نقل السلطة اتفاقاً بين النخبة التي يعتبرونها شريكة في الجرائم التي ارتكبت خلال عهد صالح بما في ذلك قتل المحتجين .
وقالت الناشطة توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام إن اليمنيين يعلنون نهاية عهد علي عبدالله صالح وسوف يبنون يمناً جديداً .
ومن شأن الإقبال الكبير أن يمنح هادي الشرعية التي يحتاجها لتنفيذ التغييرات الواردة في اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول الخليج ومنها وضع دستور جديد وإعادة هيكلة القوات المسلحة والإعداد لانتخابات تعددية خلال عامين، لكن العنف في عدن المدينة الرئيسية في الجنوب الذي كان مستقلا في فترة سابقة أثر على نسبة الإقبال الذي قال مسؤول إنها بلغت ما يصل إلى 80 في المئة .
وقال مسؤول انتخابي في الجنوب إن الهجمات أجبرته على إنهاء التصويت بحلول العصر تقريباً، وقال محمد حسين الحكيمي للصحفيين في صنعاء إن هناك مقاطعة وعندما وجد من قاطعوا الانتخابات أنهم لن يفوزوا لجأوا للمقاومة واستولوا على صناديق الاقتراع واقتحموا مراكز الاقتراع .
وقال خميس الدياني المسؤول في لجنة الانتخابات إن تسعة من نحو 300 منطقة انتخابية شهدت تعطيلاً كبيراً لأسباب أمنية وإن مسؤولاً انتخابياً قتل في مدينة تعز، جنوبي العاصمة .
ويطالب جنوبيون يتهمون الشمال بالاستيلاء على مواردهم والتمييز ضدهم بإلغاء الوحدة مع الشمال الذي خاضوا معه حرباً أهلية في 1994 بعد وحدة سياسية رسمية في 1990 .
ودعا المتمردون الحوثيون في الشمال إلى مقاطعة كاملة، وأقام الحوثيون من الناحية الفعلية دولة خاصة بهم داخل الدولة نتيجة ضعف الحكومة المركزية، وقال ضيف الله الشامي، عضو المكتب السياسي للحوثيين إن هذه ليست انتخابات حقيقية وإنما مجرد إضفاء للطابع الرسمي على مبادرة مجلس التعاون الخليجي المدعومة من الولايات المتحدة والتي قال إنها تهدف للسيطرة على الثورة اليمنية، مشيراً إلى أن الانتخابات “مجرد إعادة إنتاج لنفس النظام” .