نص كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي امام البرلمان
بتاريخ 2012-02-25T03:07:23+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (3372) قراءة
اخبار الساعة - صنعاء
الحمد لله الذي جاوزنا بفضله حالة العسر إلى اليسر ومشقة اليأس إلى موجبات الأمل
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس الشورى
الأخوة أعضاء مجلس القضاء الأعلى
الأخوة والأصدقاء سفراء الدول الصديقة والشقيقة وممثل الأمين العام للأمم المتحدة
الأخ رئيس الوزراء وحكومة الوفاق الوطني
أقف هنا في لحظة تاريخية فارقة في عمر اليمن بعد أن اكتملت العملية الانتخابية بنجاح لم يكن متوقعا صنعه أبناء هذا الشعب اليمني الذي أكد للعالم أجمع بقدرته وتجاوز المحن ومشاق الصعاب بإرادة لم تنل منها تقولات المرجفين وكيد الكائدين ولا يسعني هنا إلا أن أقوم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأبناء الشعب اليمني الذين منحوني أصواتهم دون استثناء وهو ما يحملني مسؤولية ثقيلة أدعو الله أن يعينني على أداءها كما أشكر رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات الذين بذلوا جهودا جبارة لإنجاح الاستحقاق الديمقراطي لكل من ساهم داخليا وخارجيا بوصولنا بالنتيجة ا المشرفة التي ستعود سلاما وأمنا واستقرارا لبلد أهنهكها الانشقاق ونال منها صراع المتخاصمين ولكل ما أنجزناه يعد تجربة غير مسبوقة للتعامل مع أزمة وصلت الى كل مدينة وقرية وبيت ستمثل بدون شك نموذجا للاقتداء به حاضرا ومستقبلا.
كما أشكر القوات المسلحة والأمن على جهودهم الكبيرة وجهود اللجان الفرعية في المحافظات ونترحم على الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.
الأخوة والأصدقاء الحاضرون
لقد مثلت الانتخابات الجسر الذي عبر عليه الناس من ضفةاليأس الى ضفة الأمل وهو ما يحمل للأحزاب السياسية بتمثيلها الحكومي ولكل من هو صاحب صوت مسموع من المنتمين الى هذا البلد أمانة المسؤولية بان يعبروا مع الناس الى المستقبل بقلوب بيضاء صافية متسامحة بخطاب يحمل بشارات أمل وملامح المستقبل وعدل واضح المعالم حتى نتمكن من تعويض ما فات ومحاولة الالحاق بمن سبق لأن التحولات الكبرى لا يمكن تصنعها الصدفة او تأتي بها الأمنيات لأنها ستضل مجرد أمنيات عاجزة في حال ما أثقلنا كواهلنا بأثقال الماضي وتبعات عداواته إننا نعرف جميعا أن أمن واستقرار أي بلد مرهون بمدى تماسكه الاجتماعي والتقاءه حول مشروع وطني كبير تثقل أمامه المشاريع الذاتية والطموحات الصغيرة وإن من يتقدم لها بتصورات زائفة ومنطق خادع وقد جرب وخبر شعبنا كل ما له علاقة بألاعيب هكذا بما فيه الأخذ بمنطق القوة يتوجب إسقاطه من روس كل من ما زال يجاري خداع نفسه باعتبار أن السلطة اليوم صارت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها او الانتقاص منها.
الحضور جميعا
أعلم يقينا ما ذا يعني العامين القادمين للناس الذي تشرفت بحمل ثقتهم مثل ماذا أعلم أن الأزمات المعقدة والمتشابكة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا وإنسانيا ولذا فإن البلاد ليست بحاجة الى أزمات كيدية تهد حيالها لأن الفترة القادمة تحتاج منا الى حوار جاد يرسم معالم الحكم القادم عبر دستور جديد يلبي الطموحات الوطنية الذي تنقله من الشرعية التقليدية الى الشرعية الوطنية المبنية على الحكم الرشيد وبناء دولة قوية من خلال إيجاد وتفعيل المؤسسات التي لا تقوم على الشخصنة وبناء الإنسان اليمني القوي يتوجب توظيف طاقات إنسانية في مختلف مناحي الحياة العملية وجعل الأمن واقعا يلمسه المواطن باعتباره سابقا لأي تنمية مطلوبة وقوة لأية قانون يرى تطبيقه كإعادة بناء الاقتصاد الوطني والاستفادة القصوى مما يقدمه الأشقاء والأصدقاء والاستقلال الأمثل لقدرات اليمن المختلفة وتبني حلا للمشاكل المعيقة للتنمية لتجاوز الإنهاك التي ألحقته الأزمة الماضية وبما يعيد إحياء الطبقة المتوسطة باعتبارها الأساس لأي بلد.
استمرار الحرب ضد القاعدة باعتباره واجبا دينيا ووطنيا بما يؤدي الى إعادة النازحين الى مدنهم وقراهم
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب
الحاضرون جميعا
ما سبق ليس أكثر من عناوين لمشاكل حقيقية إذا لم نستطيع التعامل معها بطرق واقعية ومنظمة فأن الفوضى هي البديل المحتمل ولذا فإني أعول كثيرا على دوركم كممثلين للشعب بأكمله الذي قدم بتفاعله نسبة مشاركة بالعملية الانتخابية رسالة للعالم بأن قد منح التغيير الشرعية والتغيير هنا لا يحتمل إلا أن يكون للأفضل وهو ما عليكم أن تعملوا لأجله من خلال النظر ما يطرح على مجلسكم الموقر بعين الحرص على مصلحة البلد لا الحزب الذي يمثله أي منكم وعلينا نتذكر أن الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول أو يتعاطى مع من يبيعه الأوهام او يكون سببا في إعادة خطواته الى الخلف.
لا أريد الإطالة عليكم ولكن قبل أن أختم أدعوا صادقا كل من له سلطة مهما ما بلغت أن يبحث عن التغيير أن يجيب على تساؤل المرحلة الى أين نريد أن نتجه ماهي الطريقة التي نسير عليها ماهو الهدف الذي نريد تحقيقه وبأي رؤية سنصل إليه.
وفقنا الله جميعا نتلمس الطريق إلى المستقبل ونفوسنا خالية من البغضاء ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض لكي نستطيع نبني اليمن الجديد الذي يتسع لكل أبناءه دون تمييز وأفئدتنا نقية من الكراهية وعقولنا متحررة من التفكير إلا بما يصلح حال أوطاننا ومواطنينا اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.