أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

من المنتصر ..صالح أم خصومه..؟

- عاصم السادة

هل من منتصر ومنهزم في ألازمه السياسية التي مرت بها اليمن خلال العام الماضي..؟
 ثمة من يعتقد أن الرئيس صالح خرج من تلك الأزمة منهزم سياسياً بتركة كرسي الحكم رغماً عنه ..في حين أن المنتصر فيها خصومه في القوى التقليدية والعسكرية والسياسية..!
 وشخصياً لا أرى أن صالح منهزماً بل منتصراً بغض النظر عن تنازله لسدة الحكم وان كانت قسراً ليس من قوة خصومة في الداخل فحسب وإنما القوة الخارج أيضاً والضغوط المستمرة عليه في نقل السلطة لنائبه..وبالتالي كان بمقدوره تصفية خصومة والانقضاض عليهم..إذ انه فعلها في بادئ الأمر مع اعدئه التقليدين وارد كسر شوكتهم ..وبالتالي حاولوا قتله كرد فعل وفشل الاغتيال ..حيث يتمثل انتصار الرئيس صالح في الأتي:  أولاً: انه ترك الكرسي لنائبه الذي هو نائب له في حزبه حيث انتقل الحكم من "مؤتمري" إلى "مؤتمري" ..حتى وان أطلق عليه تسمية رئيس توافقي لكن الفرع يرجع دائماً إلى الأصل ..
 ثانياً: مناصفة السلطة التنفيذية بين حزبه "المؤتمر" وأحزاب "المشترك" لتصبح الحكومة شراكة وطنية..
 ثالثاً: لا يزال المؤتمر يمتلك الأغلبية العظمى في السلطة التشريعية هم "مؤتمر يون"..  رابعاً: حاز على الحصانة القانونية له ولأتباعه وأقاربه ومن عمل معه خلال فترة حكمة ال33 عاماً من المسائلة والملاحقة القانونية..
 خامساً: لا يزال أبنائه وإخوانه وأقاربه قابضين على أقوى واعتى الأجنحة العسكرية في البلد باستثناء علي محسن الذي انشق عنه إذ يظن الآخرين أن بند هيكلة الجيش في المبادرة الخليجية سيأتي لإقصاء هؤلاء من السلك العسكري ليصبح الجيش محرر من أبناء وأقارب الرئيس صالح.. في حين أن البند سيطبق لا محالة على الجميع ماعدا نجل صالح العميد احمد علي من منصبه كقائد الحرس الجمهوري القوة الضاربة في الجيش والذي لا يمكن أن سيتغنى عنه هادي خلال الفترة المقبلة ..وهذا ما يدور الآن تحت الطاولة..
 سادساً: الرئيس صالح خرج من السلطة وهو قابض على ثروته في يده مستأمناً عليها من  التجميد سواء في الداخل أو الخارج..
 سابعاً: لا يزال صالح يحضى باحترام وتقدير الدول الإقليمية وكذا الخارجية وهذا يظهر من خلال اللهجة التي كانت تتحدث معه خلال الأزمة الماضية فلم نسمع أن اوباما صعد شخصياً متحدثاً يطالب صالح بالرحيل فوراً كما فعل مع مبارك والقذافي وزين العابدين بن علي ..وهكذا المانيا وروسيا والصين التي وقفت بجانبه أثناء ألازمه..حيث كان الخطاب الرسمي لتلك الدول متمركز حول نقل السلطة لنائبه لا الرحيل فوراً..
 ثامناً: يكمن انتصر صالح في إخراج البلد من مأزقه عبر صناديق الاقتراع خشية منه أن يدخل اليمن في فراغ دستوري وذلك عن طريق المبادرة الخليجية لا كما يريده خصومه السياسيين في المعارضة..!
 تاسعاً: سيكون نائب الرئيس هادي في المرحلة الانتقالية الأولى المقبلة رجل يعتبر من رجال الرئيس صالح وشريك في حكمه وعضو في حزبه سابقاً هو عبد القادر علي هلال حيث أجمعت عليه كافة الأطراف السياسية كشخصية سياسية كاريزمية مقبولة لدى الشعب اليمني شمالاً وجنوباً..
 وبالتالي فان الانتصار الكبير الذي نالته القوى السياسية على صعيد هذه الأزمة يتمثل في  الشراكة الوطنية وعزل الرئيس صالح من الحياة السلطوية  ..!
 واعتقد بل اجزم انه ليس هناك منهزم في هذه المعمعة فلكل منتصرين على حد سوى وهذا الانتصار يتجسد في إخراج البلد من مصير مجهول كان ينتظره اليمن ..وبالتالي كان المنتصر في الأول والأخير الوطن واليمنيين معاً..

Total time: 0.0615