اخبار الساعة
نشرت جماعة الحوثي اليمنية قوات إضافية في مدينة الحديدة، التي يوجد فيها الميناء الرئيسي في البلاد، يوم الأحد فيما يقترب التحالف بقيادة السعودية من وسط المدينة في أكبر هجوم في الحرب مما أثار مخاوف الأمم المتحدة من كارثة إنسانية.
وبدأ التحالف بقيادة السعودية والإمارات هجومه على المدينة شديدة التحصين الواقعة على البحر الأحمر يوم 12 يونيو حزيران في محاولة لإضعاف الحوثيين المتحالفين مع إيران بقطع خط الإمدادات الرئيسي عن الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق المأهولة بالسكان.
وقال أحد السكان ”هناك انتشار كثيف لمسلحين حوثيين في المدينة وأقيمت نقاط تفتيش جديدة في أحياء يوجد بها أنصار ألوية تهامة“ في إشارة إلى فصيل يمني من السهل الساحلي للبحر الأحمر يقاتل مع قوات التحالف.
وأضاف الساكن الذي طلب عدم نشر اسمه أن اشتباكات ضارية اندلعت بعد منتصف الليل قرب جامعة الحديدة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات غربي وسط المدينة على الطريق الساحلي الذي يربط المطار بالميناء.
وسيطرت قوات التحالف على المطار يوم الأربعاء وعملت على تدعيم سيطرتها على المنطقة فيما تواصلت جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يمنع شن هجوم على الميناء الذي يمثل شريان حياة لملايين اليمنيين.
وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي تصاعد القتال إلى تفاقم أزمة هي بالفعل أكثر وضع إنساني إلحاحا في العالم إذ يعتمد نحو 22 مليون يمني على المساعدات فيما يقدر أن 8.4 مليون على شفا المجاعة.
وأسفر القتال عن إصابة وتشريد مدنيين.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها استقبلت 151 مصابا على مدى الأسابيع الماضية في مركز للعلاج من الصدمة تابع لها في عدن بجنوب البلاد وإن كثيرا من المصابين قدموا من الحديدة. وتوقعت المنظمة زيادة عدد المصابين مع اقتراب القتال من المدينة.
وقالت كارولين سيجوين مديرة برنامج اليمن في المنظمة لرويترز عبر الهاتف ”يوجد 86 سريرا في مركز العلاج من الصدمة ونحن في أمس الحاجة للمزيد... نأمل في إنشاء مستشفى ميداني يضم 20 سريرا خلال الأسبوعين المقبلين“.
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب في اليمن عام 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا والتي خرجت من البلاد لكن منذ ذلك الحين لم يحقق أي طرف تقدما يذكر في الحرب التي تعتبر صراعا بالوكالة بين السعودية وإيران.
* دور الأمم المتحدة
قال برنامج الأغذية العالمي إن القتال قد يتسبب في تشريد أو حصار ما يصل إلى 1.1 مليون شخص واحتياجهم لمساعدات غذائية عاجلة.
وزار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث صنعاء والسعودية في محاولة للتفاوض على حل.
وقالت مصادر لرويترز إن الحوثيين أشاروا إلى استعدادهم تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة. وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تحث السعودية والإمارات على القبول بذلك.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على تويتر يوم السبت ”التحالف سيحقق هدفه بتحرير الحديدة... مدينة وميناء. لكننا سنساند أيضا كل الجهود لتحقيق انسحاب غير مشروط وسلمي للعصابات الحوثية“.
وتقول الدول العربية في التحالف إنها يجب أن تسيطر على الحديدة لتحرم الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ولتمنعهم من تهريب صواريخ إيرانية الصنع يطلقونها على مدن سعودية. وينفي الحوثيون وطهران هذه الاتهامات.
وتعهد التحالف بأن تكون العملية العسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة لتقليص الخسائر بين المدنيين وللحفاظ على تدفق السلع.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تحذير من الصراع ”معركة الحديدة تصل إلى نقطة اللا عودة“.
وأضافت ”تلك هي اللحظة الأخيرة الحساسة التي لا يزال من الممكن فيها للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة منع قتال مدمر سينتج عنه على الأرجح ظروف إنسانية متردية وسيؤخر أكثر إجراء مفاوضات أوسع نطاقا لإنهاء الحرب“.