اليمن: النازحون العائدون إلى القرى يفتقرون للمياه اللازمة للمحاصيل
بتاريخ 2012-03-08T02:00:52+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (2473) قراءة
اخبار الساعة - ايرين
ترك عبد الله المراني وزوجته وأطفاله التسعة الكهوف التي كانوا يحتمون بها في منتصف فبراير وعادوا إلى بلادهم، ولكن الحياة لم تكن أفضل كثيرا في ديارهم بقرية شعب بمديرية أرحب، على بعد 30 كم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء.
وهم يعيشون في الغرفة الوحيدة التي لا زالت تحظى بسقف في منزلهم المكون من طابقين بعدما تضرر المنزل بشدة أثناء الاشتباكات التي دارت بين قوات الحرس الجمهوري (التي يقودها العميد أحمد علي نجل الرئيس السابق على صالح) ومسلحين من المعارضة.
وقد قرر المراني أن يعود هو وأسرته إلى منزله بعدما هدأ القتال في أعقاب اتفاق نقل السلطة في نوفمبر 2011.
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين) قال المراني: "هذه هي الغرفة الوحيدة التي نجت من الصراع، في حين أصبحت جميع الغرف الأخرى والمطبخ والحمامين أنقاضاً....لقد أصبحنا مضطرين لقضاء حاجتنا في الهواء الطلق"، مضيفاً أنهم أصبحوا أيضاً مضطرين لصد الأفاعي والجرذان والعقارب.
ويعتبر القات مصدر الدخل الرئيسي للأسرة، لكن محصولهم منه تدهور بعدما عجزوا عن الاعتناء به نتيجة أعمال العنف. وقال المراني أن "المساعدات الغذائية التي نتلقاها من منظمات الإغاثة غير كافية بالنسبة لنا جميعا. فنحن نستطيع تحمل الجوع وتفويت الوجبات لكن أطفالنا الصغار لا يستطيعون ذلك".
وكانت عمليات النزوح التي استمرت لمدة سبعة أشهر تقريبا قد تسببت في تعثر الإنتاج الزراعي بشدة في المحافظة بما في ذلك إنتاج البرتقال والعنب والحبوب.
وفي هذا السياق، قال عبد العليم الحمدي، رئيس جمعية أرحب الخيرية الاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية محلية أن معظم الأسر التي بلغ عددها 1500 والتي فرت من المنطقة واحتمت في الكهوف القريبة أو في محافظة عمران تعتمد على المياه التي يتم ضخها لري مزارع القات الخاصة بها.
من جهته، قال كناف الظاري، وهو مزارع قات بقرية مجاورة: "إننا نجد ما يكفي من المياه للاستخدام المنزلي بصعوبة... فكيف يمكننا أن نروي النبات إذا زرعنا حقولنا".
تدمير الآبار
أفاد منصور الحنيك، عضو البرلمان عن أرحب، أنه تم تدمير أو إتلاف نحو 25 بئراً في المنطقة، مضيفاً أن "أياً من هذه الآبار لا تعمل في هذه الأيام. وفي بعض القرى مثل قرية شعب تمت سرقة مضخات المياه".
من جهته، أفاد الشيخ صالح المراني، من قرية شعب، أنه حتى إذا تم إصلاح الآبار، فإن القات يحتاج إلى شهرين من الزراعة قبل أن يمكن إنتاج محصوله وفي حالة العنب يحتاج المحصول إلى ستة أشهر".
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين)، قال عبد الخالق الرجاوي، من جمعية أرحب الخيرية الاجتماعية، أن ما يقرب من 80 بالمائة من العائلات عادت إلى ديارها في بعض قرى المديرية لشعب، ولكن بعض القرى الأخرى لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة بين قوات الحرس الجمهوري وعناصر مسلحة من المعارضة. وأضاف أن "معظم الأسر لم تعد بعد إلى منازلها حتى الآن في هذه القرى بسبب القصف المتقطع".
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أدريان جاغيرسما من منظمة فيجن هوب إنترناشيونال أن التقييم الصادر عن المنظمة في يناير 2012 أظهر أن 70 بالمائة من النازحين داخلياً بمحافظة أرحب عادوا إلى ديارهم ولكنهم يفتقرون إلى المياه وغالبا ما يكونون غير قادرين على الزراعة بسبب تحطم الآبار.
وتقوم منظمة رؤية الأمل الدولية حالياً بتوزيع المواد الغذائية مثل الدقيق وزيت الطعام والبقوليات والسكر والأرز على الآلاف من النازحين داخلياً العائدين إلى الوطن.
وحسب الرجاوي، هناك حالياً وكالتان إنسانيتان تعملان على مساعدة العائدين، وهما منظمة فيجن هوب إنترناشيونال والهيئة السبتية للتنمية والإغاثة Adventist Development and Relief Agency. وتقدم الوكالتان بعض الأغراض غير الغذائية مثل البطانيات والمراتب.
من جهته، أفاد أحمد الرحابي، رئيس تقييم الخسائر المادية في منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات، أن هناك 500 منزل تعرض للضرر والدمار في محافظة أرحب.