أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » حوارات ولقائات

مُنظر الحوثيين المنشق شائف أحمد العميسي: الحوثي دفع بخلاياه النائمة بصنعاء إلى ساحة التغيير وانشأ جماعة الصمود هناك ووجههم لمخالفة قرارات الثوار وإيران سخرت إعلامها لصالحهم..

- حاوره / عبد العليم الحاج

قال شائف العميسي إن على الغرب أن يقتنع أن الحوثي يمارس أنشطة إرهابية تتنافى مع حقوق الإنسان وإيران أزعجتها المبادرة الخليجية.
وكشف العميسي وهو أحد المُنظرين المنشقين عن الفكر الحوثي انه كان هناك توجه لدى الحوثي لتكرار سيناريو صعدة في تعز موضحاً أنه رفض هذا المنطق العنيف والدموي.
وقال أنه قبل الثورة الشعبية كان الحوثي يصر على أظهار نفسه على أنه مظلوم ويصرخ "يا حسين" ويرى أنه الحسين، ولكن عندما جاءت الثورة وتحرك الشباب الذين كانوا جذوتها وبعد تحرك الأحزاب قام الحوثي بالدفع بخلاياه النائمة في صنعاء وأول ما فعله الحوثي هو أنشاء "جماعة الصمود" بإيعاز من إيران وبعثوا مندوبين لهم إلى ساحة التغيير بصنعاء وحشدوا لهم الدعم الإعلامي بقنواته المتعددة: المنار والعالم والاتجاه وبرس تي في- وقيل لهم خالفوا شباب الثورة، مؤكداً أن الحوثي لم يقدم للثورة وشبابها شيئاً ما عدى ترسيخ المبدأ العنصري فقط.
وقال إن إيران أزعجتها التسوية السياسية والمبادرة الخليجية وكانت تريد أن يشتعل البلد لكي يتسنى لأطرافها وأذرعها أن تتحرك في اليمن.
وأوضح العميسي أن فكر الحوثيين فكر جديد، في ظاهره الميل لأهل البيت، لكنه في الحقيقة لايمت لها بصلة ففقههم اجتهادي غريب ويرون في حسين بدر الدين بأنه المهدي ويقولون إن الله قذف النور في قلبه ليتحرك في مران.
وعلى عكس الحوثيين الذين عرف عنهم الجهل -كما يقول العميسي- فإنه يجيد القرآن الكريم بالقراءات السبع كما يجيد اللغة الانجليزية واستخدام الكمبيوتر.
ويوضح الشاب الثلاثيني أن ما حصل لأمين حزب الحق حسن زيد من إقصاء كان من تدبير الحوثي، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يقتنع بأن الحوثي يمارس أنشطة إرهابية وقمعية تتنافى مع حقوق الإنسان.
ويؤكد المُنظر المنشق والذي يصر على ظهور العلم اليمني خلفه باستمرار طموحه للدولة المدنية الحديثة مشيراً، إلى أنه شارك في الانتخابات بدليل الحبر الذي آثاره ما تزال باقية على إبهامه الأيسر..
داعياً عبد الملك الحوثي أن يكف عن الغطرسة فما يحصل من قتل للأبرياء في كشر وعاهم سيكون الربيع القادم إليه لاجتثاثه فالقبائل لن تصبر على الظلم طويلا..وقال:" أقول له كن يمنياً وكف عن تلقي الأوامر فالثورة اليمنية صدمتك وأهل دماج أيضاً".فإلى تفاصيل الحوار.

ـ بداية من هو شائف العميسي؟
× أنا شائف أحمد علي ناشر العميسي الأنسي ـ العمر 29 عاماً ـ قائد أحد الأذرع والمنظرين للحركة الحوثية في محافظات صنعاء وتعز وذمار ـ وكان عملي ثلاث سنوات تقريباً مع الأخوة الحوثيين وكانت تحركاتنا فكرية، خاصة بالفكر عن طريق ناس.
المستوى الدراسي خريج ثانوية ومتعلم قرءآن بالقراءات السبع عكس الحوثيين المعروف عنهم الجهل الواحد منهم لا يعرف أن يقرأ حرفاً وعندي لغة انجليزية وأستخدم الكمبيوتر.

ـ ما الذي دفعك للانضمام إلى جماعة الحوثي؟
× ما دفعني هو التقارب الفكري والثقافي؛ لأنه عندما تصل إليهم تغربل ويصنفوك ويضعونك في مكان معين ويتم تحركك في الشيء الذي أنت مبدع فيه مثلاً تحل قضايا الناس لديك لسان طليق للتحاور مع الزعامات القبلية التي صعب ما يحاورها أحد مع الحماية الكبيرة من قبل الحوثي.

ـ كيف جاء انضمامك إلى الحوثيين؟
× عن طريق أناس في صنعاء كانوا قد ذهبوا إلى إيران في الثمانينات ووصلت لهم الدعوات فتم اختياري وبدأت العمل.

ـ هل ذهبت إلى إيران؟
× كان هاك تنسيق وربما كنت سأذهب إذا حصلت إشكالات أو حتى مجرد زيارة، لكني استمريت مع الحوثيين ونظرت لهم واطلعت على فكرهم أكثر؛ لأنه في الفكر الحوثي ليس شرطاً أن تكون زيدياً أو أثني عشرياً، فكرهم فكر جديد الإدعاء على أنه يكون مائلاً لأهل البيت لكن في الحقيقة لا، حتى فقههم غريب، فقه اجتهادي يرون في حسين بدر الدين بأنه المهدي،هم يقولون: الله سبحانه وتعالى يقول " ولكل قوم هاد " وإن الله قذف النور في قلب حسين بدر الدين وتحرك في مران.

ـ هل كان لإيران دور في دعم حسن بدر الدين؟
× نعم حسين بدر الدين ذهب إلى إيران وأشخاص آخرون وقابلوا الخميني حينها وعلي الخامنئي المرشد الحالي ولوكانوا جاءوا بهذا الفكر الصرخة " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " بعد هذه اللقاءات لما كان صدقهم أحد فاختاروا أن يتم الانطلاق بعد احتلال العراق وما حصل من جرائم من قبل الاحتلال الأمريكي فقالوا هذا هو الوقت المناسب للتحرك فأعلنها في مران ولكن لسوء حظه ما تمت.

ـ كيف ذلك والحوثي اليوم يكاد يسيطر على أربع محافظات؟
× الجيش اليمني كان مسيطراً بمجرد أن رأى النقاط والتسلح تحرك الجيش وتم القضاء عليه، حوصر في جرف في مران وقتل فيه، الشيء الذي أريد أساءل عليه بعد مران من البديهي أن يكون النظام مسيطراً على الوضع كاملاً.

ـ برأيك ما الذي حصل؟
× الذي حصل لا أستطيع أجيبك بكلام، لكنه يفترض بمجرد قضاءك على رأس التمرد انتهى الكلام، لكن الذي حصل أن الدولة غضت النظر وكفت الطرف عن كل ما يحصل، انتقلوا من مران راحوا سكنوا شعاب منطقة ما تجلس فيها القرود استوطنوها وجهزوها بأجهزة اتصالات ولا سلكي وإمكانات كبيرة.

ـ هل تعني أن النظام هو من ساعدهم وسلم لهم هذه الإمكانيات؟
× خلينا نكون صريحين وواقعيين وحتى لا ندعي الغيب ونقول إن الدولة هي التي ساعدت لكن نقول إنها غضت الطرف وتساهلت وللقارئ أن يأخذ خفايا كلامي، ولا ننسى أن ايران ضخت فلوساً وعملة صعبة عن طريق أشخاص وبعد ذالك تدخلت القوى الإقليمية وتدخلت ليبيا بالمفتوح ودفعت منذ الحرب الثالثة.

ما هو دافع القذافي من دعم الحوثيين من خلال معرفتك؟
القذافي ليس بينه رابط يجمعه بالحوثيين، رجل كان اشتراكياً وكان يقول إن الفكر الديني أخطر فكر، إلا أنه دعم الحوثيين نكاية بالسعودية ولعلك سمعت الملاسنة في القمة العربية بين القذافي والملك عبد الله وكان القذافي يدعم حركات التمرد في العالم وتحرك إلى اليمن وتم إيصال ملايين الدولارات لتقوية الحوثيين.

ـ كيف ترد على إدعاء الحوثيين من أنهم لا يحملون أجندة خارجية؟
× أقول لك: قبل الثورة الشعبية وتحرك الشعب بمختلف شرائحه الحوثي كان يصور نفسه على أنه مظلوم ويرفع الرايات السوداء ويصرخ يا حسين ويرى أنه الحسين، الإشاعة والهيلمة هي التي صنعت عبد الملك وهو شخص بسني صنعته الإمكانات الموجودة، تصور أن آل بدر الدين كانوا لا يمتلكون اللقمة في الثمانينات بل يقال إن بدر الدين ما كان معه إلا ثوبين ثم أصبح بعد ذهابه إلى إيران والصلاة أمام الخميني والتبخر بمباخر إيران أصبح ملياردير، وعندما جاءت الثورة تحرك الشباب الذين كانوا جذوة الثورة وكان ينظر لهم أنهم شباب نت وبلوتوث وبعد تحرك الأحزاب أراد الدفع بأصحابه وخلاياه النائمة في صنعاء التي ما كانت تظهر في العلن خوفاً من المخابرات اليمنية فأول ما فعله أنشأ جماعة الصمود بإيعاز من ايران وبعثوا مندوبين لهم إلى ساحة التغيير، وحشدوا لهم الدعم الإعلامي بقنواته المتعددة كالمنار والعالم والاتجاه وبرس تي في، وقيل لهم إن هذه ستسوق فكركم، خالفوا الشباب الثوار إذا قالوا يمين أنتم قولوا يسار، كان توجههم خالف تعرف.

ـ برأيك هل تعتقد أن رفض الحوثيين للتسوية السياسية كان بتوجيه إيرانياً؟
× لو كانوا يقدرون تضحيات الشباب لكانوا حافظوا على شباب صعدة الذين حولوهم إلى متسولين وحولوا ميسوريها إلى فقراء وأعزاءها أذلاء، ولذلك أعتقد أن الحوثي أثناء الثورة صٌدم بعد فشله في تسويق نفسه باسم الثورية وركوبه موجة الثورة وتحركت معه كل مليشياته حتى مليشيات العراق منها ـ عصائب أهل الحق المدعومة إيرانياً وحزب الله العراق وحزب الله اللبناني وجيش المهدي.

هل نستطيع القول إن الدعم الذي حصل عليه الحوثي هو بمثابة اصطفاف شيعي؟
نستطيع القول إنه اصطفاف شيعي والدليل أن الخطيب الشيعي الذي خطب باسم الحوثيين بالستين كان يدعو بالنصر لإخواننا في البحرين بينما كان الجيش السوري يمعن في قتل الثوار في سوريا، وأنا أعتقد أن الحوثي هو عبارة عن كرت هاتف دفع مسبق سينتهي،لأن إيران الآن تتعرض لأكبر حملة عقوبات ولن تستمر معه طويلاً.
 

  • - إن صرخة الحوثيين بالشعار"الموت لأميركا الموت لإسرائيل" لم يكن ليظهر عقب لقاءات حسين بدر الدين وآخرين بالخميني حينها وعلي خامنئي المرشد الحالي لأنه حينها لن يصدقهم أحد، لكنهم انتظروا احتلال العراق وما حصل من جرائم هناك ليعلنوا صرختهم.


ـ قلت إن عبد الملك الحوثي لا يحمل فكراً سياسياً ما وجه الشبه بأخيه حسين بدر الدين؟
× عبد الملك درس على يد والده علم الكلام وعلم الفلسفة و بعض عقائد الزيدية وهذه كلها لم تعد تنفعه الآن، أما حسين فكان متعلماً ذكياً وله بصمات واضحة وإلا لما استطاع أن ينتشر في صعدة معقل الإخوان المسلمين وتحرك الشيخ مقبل الوادعي بعد عودته من السعودية.

ـ إذاً برأيكم ما الذي خدم عبد الملك الحوثي حتى يتوسع في أربع محافظات؟
× الذي خدمه هي المتناقضات القبلية، إن مثله رجل مغلوب على أمره، إذا استمر في الحروب في حجة وقتل إخوانه وأبناء عمومته في حجة وكشر وعاهم ومستبأ وكذا الإعتداء على قبائل وائلة في كتاف, وإذا استمر في التوغل في قبيلة حاشد كل هذا كفيل بإحراق كل أوراقه والنظام الإيراني لن يدوم له، أنا أنصحه أن ينخرط في الحوار الوطني والعمل السياسي، لأنه يخسر في كل معاركه التي يخوضها وقد بدأ الناس ينفروا منه لأنه يغدر بأبناء عمه.

ـ كيف قرأت إقالة أمين حزب الحق حسن زيد؟
× أرادوا أن يفرضوا عليه ولاية الفقيه تحت ذريعة مقابلته السفير الأميركي وصار كبش فداء وكان يطلع على الإعلام والآن حرق كرته، وببساطة يعتقدون انه حرام عليه استقبال السفير الأميركي وحلال لهم مقابلة المسوؤلين الأوربيين ومبعوث الأمم المتحدة مع أن حسن زيد كان من أصدقاء حسين بدر الدين المقربين، لكن خوفهم من سطوع نجمه وبالذات أمام الخارج وتحديداً الإتحاد الأوربي وباعتباره متعلماً اتهموه اتهاماً شنيعاً من أنه كان يأخذ موارد حزب الحق وأنا أبريه من ذلك لأن حزب الحق لم يكن لديه موارد.

ـ هل تعتقد أن حزبي الحق والأمة هما واجهتان سياسيتان للحوثيين؟
× بلا شك لكن الحوثي حيران مابين مشاركته في العمل السياسي وبين رؤية العالم الديمقراطي له إذا أنخرط في العمل السياسي وما يزال يحتفظ بالسلاح فإن هدفه سيظهر على الملا وهو السيطرة على اليمن بقوة السلاح مثل ما يفعل تنظيم القاعدة، فتنظيم القاعدة على الأقل منبوذ ومطارد ومرصود من القوى الكبرى بأنه إرهابي، وأنا أطلب من الدول الكبرى أن تطلب من الحوثي الانخراط في العمل السياسي أو يقول وراء الأكمة ما وراءها وإذا استمر بهذا العنف فأعتقد أن نهايته ستكون على يد القبائل التي بدأت تتحرك ورأت أن الرجل يسوق نفسه بأنه مظلوم ثم يضمر الشر من تحت الرماد.

ـ هل يمكن وضع الحوثي والقاعدة من حيث الخطورة في سلة واحدة؟
× بلاشك, لكن للأسف الغرب إلى الآن لم يفهم الصورة وأقولها بصراحة في إحدى المرات جاءني وفد إعلامي أمريكي وعندما تحدثت عن التدخل الإيران في الشأن اليمني رد الصحفي الأمريكي علي بقوله: تصوروا أن الحكومة اليمنية ما قالت لنا إن إيران تدخلت في شأنها، وأنا أقول للحوثي أين الأمريكان وإسرائيل؟ هل هم في كشر وعاهم؟ أم أن من تقوم بقتلهم هم مواطنيون يمنيون.، تصور أنهم يدفعوا بالأطفال مقابل قات ومصاريف جيب.استطاعوا أن يلعبوا بأوراق كثيرة أهمها الشبهة والشهوة ـ شهوة المال وشبهة الفكر.

ـ البعض يقول إن النظام استخدم ورقة الحوثيين كما استخدم ورقة القاعدة ما رأيك؟
× إلى حد ما لعب بورقة الحوثي بهدف استدرار الدعم الخليجي لكن لا يجب أن نطلق العنان لهذه المقولة لأن الحوثي بغض النظر عن استخدامه من قبل النظام كان خطيراً بسبب قبلة المسلمين وموطن السنة، والدليل دخولهم في الحرب السادسة، وأنا أطلب من السعودية أن تشدد الرقابة على حدودها، وعلى حكومة الوفاق الوطني ورئيس الدولة الإعلان صراحة أن كل مليشيا أو حزب أو جماعة أو قبيلة أو فكر أو مذهب كل هؤلاء تحت مضلة اليمن وحزبنا اليمن ومذهبنا اليمن وكل من يخالف ذلك سواء أكان الحوثي أو أنصار الشريعة فعلى الدولة ردعهم، لكن أتمنى من حكومة الوفاق إذا لم يرتدع الحوثي فتقوم برفع تقرير إلى الأمم المتحدة لأن الحوثي قريب إلى تنظيم القاعدة لكن المشكلة تكمن في الغرب الذي لا يريد أن يقتنع أن الحوثي يمارس نشاطات إرهابية وقمعية تتنافى مع حقوق الإنسان.

ـ إذا كانت جماعة بهذه الدموية كما ذكرت ما الذي دفعك للانضمام إليها؟
× انضممت نتيجة لتقارب الفكر وقد حصل حوار معنا فوجدت أننا يمكن أن نتعاون معهم خاصة أن عملي كان بمثابة الوجاهة للزعامة القبلية وتحديدا في محافظة الجوف حتى الحرب الخامسة وهم استفادوا مني أكثر مما استفيد منهم. 

ـ كيف توصف عبد الملك الحوثي هل هو زعيم ديني أم زعيم عصابة؟
× هو قائد مليشيا مسلحة مع احترامي له، يستطيع أن يضع نفسه في المكان الذي يريد ويستطيع أن يكون رئيس وزراء لأنه لم يعد بعد اليوم سيطرة لأحد سواء أكان حزباً أو عائلة أو فرد أو قبيلة، أكبر زعيم قبلي صادق الأحمر قال إذا الدولة أمنتني سأترك الكتيبة إلي ورائي. اليوم إذا صدق كل الخيرين في اليمن نحن داخلون على الديمقراطية والدولة المدنية.
 

  • - الذي حصل أن الدولة غضت الطرف عن الحوثي وجماعته فانتقلوا من مران و سكنوا في شعاب منطقة لا تسكنها القرود واستوطنوها وجهزوها بأجهزة اتصالات ولاسلكي وإمكانات كبيرة.


ـ شباب الثورة قدموا مئات القتلى وآلاف الجرحى مالذي قدمه أنصار الحوثي في ساحات الحرية والتغيير؟
× لم يقدموا أي شيء ما عدى ترسيخ المبدأ العنصري فقط.

ـ ماذا عن نشاطكم الفكري في تعز؟
× لدينا في صنعاء وذمار وتعز أكثر من 2000 شخص هؤلاء يحملون الفكر ومتعلمون وفلاسفة ونوابغ وشعراء لكنهم يرفضون العنف الذي يمارسه الحوثي رغم أننا أقرب للحوثيين فكراً واتجاهاً إيماناً عقائدياً صلاة وصياماً لكن العنف والقتل نرفضه جملة وتفصيلا، لسنا طامعين، لكن في المستقبل إذا حصلنا على دعم يمكن أن يترشح واحد منا في المجلس النيابي أو غيره لكننا سننظر للسلام وعدم حمل السلاح، وفي تعز سمحت لنا مواردنا المالية أن نوطد علاقتنا بها لأن تعز منطقة مثقفة وفكرهم قريب من فكر العقلنة، فكر فلسفي قائم على التساؤلات، مثلا يقولون دعونا من السنة وخلونا نهتم بالكتاب فقط،وهاك من هذا الكلام فوجدنا من يأخذ معنا ويعطي، لكن قضية السلاح أنا ما كنت أحبذها في تعز.

ـ هل كان لدى الحوثيين توجهاً لتكرار سيناريو صعدة في تعز؟
× نعم كان هناك توجه لكني كنت أرفضه لأننا نرفض فتح معارك إضافية سواء مع السعودية أو في مناطق أخرى بما فيها تعز وكان الهدف عندي في تعز أن نجد لنا أنصاراً يحضرون معنا في صعدة في المولد النبوي.

ـ هل أنضم أنصارك في تعز إلى ساحة الحرية؟
× أنصاري لم يدخلوا ساحة التغيير ليس كرهاً في الثورة وإنما ربطوا دخولهم بدخولي، وأنا كنت أخشى إذا أعلنت ذلك  فسوف أصطدم مع النظام وربما هذا دفعني على عدم الظهور وإخفاء سكني الذي ما يزال مبهماً حتى الآن.

ـ ممن تخشى من النظام أم من الحوثي؟
× أخشى النظام أما الحوثيون فنحن على استعداد على أن نزورهم ويزورنا وأنا مستعد على إدخال الشباب في أي حزب يرونه لكن شرط ترك التبعية والارتزاق والتبخر بمباخر إيران وإظهار حسن النوايا، ولا أريد أن أظهر شيئاً وأبطن شيئاً آخر وليكون منهجنا منهجاً واحداً، وسننخرط في أي عملية سياسية،ونحن لسنا طامحين بأي منصب سياسي لأننا لم نطلبه من النظام السابق رغم المحاضرات الدعوية في وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة والهيئة الوطنية للتوعية وفي سكرتارية الرئاسة والتي كانت متواصلة معي تواصلاً تاماً.

ـ هل نستطيع القول إن النظام أستوعبك وفتح لك المجال طولاً وعرضاً لنشر أفكارك؟
× أنا لست بهذه السذاجة خلي بالك لو كنت معاه لطبلت أثناء الثورة ولو كنت خفيف ضل إلى هذه الدرجة لكنت سأطلع على الإعلام وسأتكلم،أنا رفضت عندما دعيت من فضائية سبأ ولدي علاقة وطيدة مع مسؤولين في الإعلام وكنت قادراً على طلبهم من سكرتارية الرئاسة من عبد بورجي وفارس السنباني.

ـ إذاً ماذا نسمي العلاقة التي تربطك بالشخصيات التي ذكرتها؟
× الذي يربطني بهم هو الحوار، فكرنا لنا وأعلنتها صراحة أمام القيادة والأجهزة والمؤسسات التي صار بيني وبينها حوار على أعلى مستوى،لأن الخوف كان لديهم ليس من قبل شائف الشاب الثلاثيني الخوف كان ممن وراءه، هل يمكن أن يحدث بلبلة ويحرك من وراءه في تعز فقالوا لا بد أن نسد الباب ونتركه ويمكن أن نتبناه فكرياً وإعلامياً.
 

  • - لا نريد أن نجزم أن الدولة هي التي ساعدت الحوثي ولكنها تساهلت وإيران ضخت عملة صعبة وبعد ذالك تدخلت ليبيا ودفعت منذ الحرب الثالثة نكاية بالسعودية


ـ ما هي المضايقات التي قلت إنك تعرضت لها من قبل النظام؟
× المضايقات كثيرة تمثلت بعدم الخروج والدخول التحرك ومراقبة هاتفي وقالوا ذلك في وزارة الداخلية وقابلت مسؤولين كثر فيها خاصة بعد الحرب السادسة.

ـ كيف نفهم هذا التناقض تقول النظام كان يراقبك وهو في الوقت ذاته فتح لك الباب على مصراعيه حتى وصلت إلى دار الرئاسة بحسب ما فهمت من كلامك؟
الخوف ليس مني بل من أتباعي كانوا يعتقدون أنني سأوعز إليهم بطريقة معينة لعمل تحرك عبر مسيرات وكانوا يخافون من خروج المسيرات بالعشرات فما بالك اليوم تخرج بالملايين مع احترامنا لكل التضحيات إلا أنني أقول حتى ما يكون هناك تناقض نحن ننظر بكل إكبار واعتزاز لتضحيات الشباب وكل إنسان من الطرفين والتاريخ سيكتب، نحن آثرنا السكوت ولن يستطيع أن يثبت علينا أحد أننا قلنا كلاماً ضد التحرك الشعبي نحن نريد إصلاح وضع البلاد.

ـ كيف هي علاقتك الآن بالنظام السابق؟
× علاقتنا بالنظام ما زال فيها احتراما لبعض الأشخاص وحتى المسؤولين لم يكونوا يتعاملوا تعال،روح، إتكلم، لا تتكلم فأنا لم أكن أقبل بذلك ومعروف عني هذا الأمر حتى القيادة السياسية تعرف عقليتي، ظهرت في وسائل الإعلام الرسمية في أكثر من حلقة كانوا يقولوا هذا اتركوه عكس أشخاص آخرين كان يتم تلقينهم أما أنا فكانوا يقولون اتركوا العميسي يتكلم بما يشاء.

ـ هل كان لكم تواصل مع الرئيس السابق؟
× آخر كلمة أذكر قالها عني رئيس الجمهورية السابق ووصلت إلي هذه الكلمة أنني شخص ممتاز وهذا يعود إلى مشروع توعوي عكفت عليه ووصل إلى يد رئيس الجمهورية السابق والمشروع التوعوي يتحدث عن التطرف والحد منه وعدم استغلال المنابر الدينية كما قدمت عدة مشاريع إلى سكرتارية الجمهورية وتابع الحلقات التي سجلتها للفضائية و أعيدت في قنوات سبأ والإيمان كما سجلت حلقة لقناة العقيق ولم تظهر حتى الآن، وأقول إذا كان النظام جاد في محاربة التطرف والإرهاب فليذيع الحلقة وإذا كان متوطئاً مع الحوثي يمجده نكاية بمن ثاروا عليه حينها سأعرف.

ـ قد يقول الحوثي إنك تركته بسبب صفقة عقدتها مع النظام كيف ترد؟
× لا يهم، الحوثي لديه لكل سؤال جواب هو يعرف الحقيقة على أني وجماعتي وأصحابي لسنا طامعين بشيء، يعني حياتنا المادية بسيطة، لكن الجانب الأمني هو المعقد في تحركاتي في من يمشي معي، إذا اتهمني أني مع النظام فأنا سوف أتهمه بأنه مع النظام وسأتهمه بالفساد في الأرض وأن النظام هو الذي يمجده في قناة العقيق إلا أن يظهر خلاف ذلك.

ـ ما هو تفسيرك للاحتياطات الأمنية المحيطة بك هل هي خوف من تهديد الحوثي أم طرف آخر؟
× أنا لا أخاف من أحد أنا أخاف على بلادي،أخاف من الفكر الديني الذي يتخذ من الدين ورقة لتحقيق أهداف شخصية، الحوثي يسعى للتوسع ونحن نريد من الحوثي إثبات حسن النية.

ـ كيف قرأتم التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخراً عن قيام طهران بتنفيذ مخطط توسعي إيراني في اليمن عن طريق المال والإعلام والسياسة؟
× دخول إيران اليمن كان منذ 2004، دخول علني لكنه في الأصل منذ 1979م ومما زاد في زعل إيران هي التسوية السياسية، كانت تريد أن يشتعل البلد لكي يتسنى لأطرافها وأذرعها الأخطبوطية أن تتحرك في اليمن وقد وصلتنا أخبار أن الحوثيين يتحركون في شبوة لنشر أفكارهم في أوساط القبائل، فزعل إيران وحمقها مصدره المبادرة الخليجية.

ـ ما صحة ما يقال عن تواجد أنصار للحوثي في تعز؟
× في تعز وما جاورها لدينا ما يقارب 1500شخص تابعين لي ولا أعتقد أن للحوثي أتباع في تعز، تعز صعب تبذر فيها لأنك تحتاج إلى دعم مادي وتحتاج إلى شخصية معينة وإذا وٌجدوا في ساحة الحرية فلا شك أنه سيكون لهم خيام مكتوب عليها شعارهم المعروف كما هو الحال في ساحة التغيير في صنعاء المقدر عددهم بأكثر من 500 شخص دفع بهم من الخلايا النائمة في صعدة وعمران وصنعاء.

ـ قلت إن لديك أنصار بحدود 1500شخص السؤال من الذي يدعمكم كي تنفذوا أنشطتكم؟
× سأجاوبك بكل صراحة وخلافا للدبلوماسية، دعمنا هو دعم ذاتي شبابنا نجتمع معهم في أي مكان ولا يتبنى دعمنا أي هيئة أو مؤسسة حتى ما يقال إن النظام السابق كان يعطينا،لدينا بعض الموارد والمشاريع التي تم بناءوها من خلال مصاريف شهرية على قدر المستطاع ينٌتج منها مبالغ مالية زهيدة تكفي مثلاً لعمل مسيرات.

ـ أين كنتم أثناء الثورة السلمية هل شاركتم بالمسيرات؟
× لم نشارك بالمسيرات، مربط الفرس مسائل أمنية خاصة بي قلت لهم من أراد أن يشارك فليذهب لكنهم ربطوا مشاركتهم بمشاركتي.

ـ هل شاركت في الانتخابات الرئاسية؟
نعم شاركت وأنت ترى إبهامي اليسرى ما زال الحبر عليها، شاركت خلافاً للحوثيين وشبابنا جميعهم صوتوا بدون استثناء وكنت قد أعلنت موقفي قبل الانتخابات بأربعة أيام.

ـ هل تقدم نفسك لأنصارك زعيماً دينياً؟
× لا يوجد مانع لدي من ذلك، لكن زعيم ديني برؤية تكون رافداً للبلاد، وليس شرطاً أن أمسك منصب حكومي أنا أريد أن أقدم نفسي رافدا لبلدي ودحض كل فكر متطرف.

ـ كيف قرأتم مشهد الأحداث التي وقعت في دماج؟
الذي حصل في دماج أن الحوثيين أثناء الثورة ارتأوا أن يتمددوا لأنهم أخذوا سلاحاً ثقيلاً من النظام طيلة الحروب السابقة وصواريخ متوسطة المدى،و هاونات بي 10 والشيء الذي لم يحسبوه استعداد شباب دماج والقبائل السنية الموالية لشباب دماج وقد صٌدم الحوثيون فيها لأن أبنائها كانوا مظلومين ودافعوا عن مظلوميتهم وأعتقد أن السبب لهذه الحرب هو التمدد الفكري والخوف من تأليب أبناء دماج الناس على الحوثيين وللعلم فإنهم متعلمين أكثر بكثير من مراجع آل بدر الدين الذين يدعون العلم وبأيديهم الثروة وأقنية الدعم سواء الداخلي المتثمل بفرض الإتاوات على المواطنين أو خارجياً المتمثل بالدعم الإيراني والليبي سابقاً.

ـ ما شكل الدولة القادمة التي تنشدها؟
× أنا مؤمن بالدولة المدنية الحديثة،دولة مدنية يحكمنا كتاب الله وسنة النبي وليكن حب آل البيت عند الحوثيين وكذا الدين الوسطي ولا يتخذ منه متكأ لقتل عباد الله.

ـ أنت تقول أنك تحمل الفكر الشيعي لكنك في نفس الوقت تنتقد إيران وحزب الله والحوثين ما هو تفسيركم؟
×إن مثالي مثال الشيخ صبحي الطفيلي كان أول أمين عام لحزب الله فعندما كان حزب الله منظمات تحارب إسرائيل تدخلت إيران بأجندتها وفرضت قرارات سياسية لفت عضد الدولة اللبنانية واللحمة الوطنية فصبحي الطفيلي أنتقد إيران وهو شيعي، و قال نحن لا نريد أن نتبخر بمباخر إيران عندما تغير مفهوم المقاومة.

ـ ما هي التسمية التي يمكن أن نطلقها عليكم؟
× يحلو لك أن تسمينا المنشقين عن الحوثي أو سميتني المنظر السابق للحوثيين في تعز هذا يكفي، وفي المقام الأول والأخير أنا يمني، الفرق بيني وبين الحوثي أنه إذا جلس مع الصحفيين لا يضع خلفه العلم الوطني ولا يعترف به، هو يسعى للعنف وأنا ليس معي سلاح والذين يرافقوني لا يحملون السلاح، إذاً أنا أنشد السلام والعدالة وليس هذا بغرض تلميع نفسي حتى أدخل في حوار وطني.

  • - لو كان الحوثيون يقدرون تضحيات الشباب لكانوا حافظوا على شباب صعدة الذين حولوهم إلى متسولين وحولوا ميسوريها إلى فقراء وأذلوا أعزاءها


ـ كيف قرأتم ما حدث في أبين في ضل الحديث عن تواطوء جهات أمنية في العملية؟
× أنا أدعو الرئيس المنتخب وأدعو حكومة الوفاق قبل أن تهيكل الجيش عليها أن تنظر من الذي قتل الجنود،نحن نريد تفسيراً كيمنيين من الفاعل الظاهر والباطن، وكيف تمكنت القاعدة من دخول ثكنة عسكرية بهذه البساطة هذا يحتاج إلى جواب وإذا كانت اللجنة العسكرية التي أوفدت بقيادة غلي محمد صلاح نزيهة فإنها ستحاسب المتسبب سواء أكانت قيادات أمنية أو خلاف ذلك.

ـ برأيكم إلى أين يتجه اليمن اليوم؟
× بصراحة أقول إن اليمن تغير فيه كل شيء حتى الهواء، الإعلام الرسمي صار يخاطب كل الطيف السياسي، ولا يستطيع أي شخص مهما كان أن يتخفى خلف ثيابه في هذا العصر بعد التحرك هذا وصار مفهوم الديمقراطية هدفا يسعى الجميع لترسيخه أكثر من أي وقت مضى. 
في نهاية هذا اللقاء ما هي رسالتك التي توجهها لعبد الملك الحوثي؟
ادعوه أن يكف عن الغطرسة فما يحصل في الشمال من قتل للأبرياء في كشر وعاهم سيكون الربيع القادم إليه لاجتثاثه لأن القبائل لن تصبر على الظلم طويلا، وأقول له كن يمنيا ـ الأصل والهواء وكف عن تلقي الأوامر فالثورة اليمنية صدمتك وعليك أن تظهر حسن النوايا تجاهها، وأهل دماج صدموك لأنك فكرت بقتلهم عبر استخدام ترساناتك التي أخذتها من الجيش.
 

المصدر : اخبار اليوم
تعليقات الزوار
1)
محمد شرف -   بتاريخ: 11-03-2012    
كلامك هذا يدل على انك لم تعرف الحوثيين ولم تكن معهم وانما استقيت هذا المعلومات من القنوات الفضائيه فكل هذه الاخبار قد سمعناها من الحرب الاولى على السيد حسين والشباب المؤمن اما بالنسبة لدخولهم ساحة التغيير فقد دخلوا قبل الاحزاب ايام ما كانت الاحزاب على طاولت الحوار مع النظام فاتقي الله فيما تقول والكذب لن يؤثر في انصار الله لانهم مع الله
2)
أبوعبدالله الأثري -   بتاريخ: 12-03-2012    

حقائق واضحة الكل يعلمها وهذا الكلام يدل على خطر الدولة الصفوية على دول المنطقة وعلى استقرار الأمن، فأين عقلاء اليمن من هذه النبتة التي تنفذ توجيهات مطامع إيران في المنطقة. وتريد تفتيت وحدة اليمن حفظها الله من كيد الأعداء.
3)
محمد الظرف -   بتاريخ: 13-03-2012    
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح

Total time: 0.1881