اخبار الساعة - خاص
شهدت محافظة المهرة صراع نفوذ بين السعودية وعمان، وذلك عقب سعي الحكومة السعودية إلى مد انبوب نفطي من منطقة الخراخير السعودية الحدودية، ورفض السكان المحليين لذلك.
وكانت السعودية أرسلت تعزيزات عسكرية، وأستحدثت نقاط عسكرية بمحاذاة طريق الأنبوب النفطي الذي تسعى الرياض لإنشائه بدءًا من منطقة الخراخير الواقعة على الحدود مع المملكة السعودية، كما اشترت عدد من السكان المحليين ومشائخ القبائل، وقامت بدعمهم وتجنيس بعضهم، في محاولة لاستمالتهم من اجل الوقوف إلى جانبها في انشاء الخط النفطي، إذا ان ذلك لقي معارضة من مشائخ اخرين وكان منهم وكيل محافظة المهرة السابق بن حريك.
وامس الاول دعمت السعودية اطرافاً مهرية موالية لها وحاولت الدفع بهم لمواجهة خصومهم المعارضين، إلا ان ذلك قوبل بالرفض بحجة انهم لا يدعمون الاقتتال الداخلي بين ابناء المهرة، داعيين إلى الحوار مع تلك الاطراف.
واصدرت السعودية مذكرة باعتقال الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق بسبب معارضته لتواجد القوات السعودية في المهرة، وهو ما دفع الآلاف من ابناء المهرة إلى الوقوف إلى جانبه والتضامن معه.
ودعا الحريزي في مقابله له مع قناة الجزيرة السعودية إلى سحب قواتها من المهرة، وان لها اكثر من سنة لم تضبط اي تهريب للحوثيين عبر المهرة.
وقال الحريزي أننا نعرف نوايا السعودية في المهرة، إنها تريد ان تمد خط انبوب نفطي طوله 300 كيلو ميتر من السعودية إلى بحر العرب، وانها تريد فرض سياسة أمر واقع، وهذا سيرفضه الشعب، ولا يمكن ان يكون هناك مد انبوب نفطي الا عندما يكون هناك دولة ومؤسسات وسلطات تشريعية.
وتبدو السعودية مصممة على المُضي قدمًا لتثبيت تواجدها في محافظة المهرة ولكن هذا قد يدفعها لتدعيم وتعزيز حضورها العسكري في المواقع الحيوية التي يطالب السكان المحليين بخروجهم منها ومن هنا قد تزداد العلاقة سوءًا بين الأهالي في المهرة من جهة والسلطات السعودية من جهة أخرى.
غير إن الأهالي وزعماء القبائل ليس وحدهم من يقفون ضد التحركات السعودية في المهرة، سلطنة عمان هي الأخرى تمتلك نفوذًا بين رجال القبائل المهرية وعلاقات إجتماعية متشابكة وبالتالي فأن دخول السعودية على الخط في المهرة سيضر بعمان من الناحيتين الإقتصادية والسياسية.