وقفت المملكة العربية السعودية ولاتزال مع اليمن في السراء والضراء, ولم تدخر جهداً في سبيل استقرار وتنمية اليمن, وبذلت في هذا المضمار جهوداً لا ينكرها الا جاحد, فالمشاريع التي مولتها مملكة الخير كثيرة, والافعال السياسية التي حافظت على وحدة واستقرار اليمن مشهودة.
وبغض النظر عن كل ما ذكرت في هذه الإطلالة فإنني أقف مشدوها أمام الأسرة المالكة, وتصرفات عناصرها مع الناس, أشعر بعضمه لا يمكن وصفها, واصالة لم تتمكن كل الثقافات من تجاوزها, وعروبة لا تزال تحتفظ بكل تفاصيل الثقافة العربية والاسلامية, فأضفت على هذه الاسرة عمقاً وأبعاداً تقف كل ثقافات الدنيا مطأطئة الرأس أمام هذا الفيض الكبير من الثقة المستندة الى إرث عظيم من خصال النبل والكرم والتواضع, وهي صفة أكدت كل التجارب بأنها لا تجتمع في آن معاً, لكن هذه الاسرة أثبتت بسلاسة وبدون تكلف أهليتها في التفرد بكل حميد وعظيم ونبيل في تاريخ الحياة الانسانية .
كل فرد في هذه الاسرة يشعر من يتعامل معه بالألفة وأنه قريب الى القلب.
ومن تجربتي الخاصة أدهشت في أحد المواقف بأخلاق وتواضع الأمير/ فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز وطريقة استقباله للناس, وكنت أحد أولئك الذين وقفوا بدهشة أمام هذا الأمير الذي يبهرك بحسن اخلاقه, وكرمة وحفاوته بضيوفه .. لم تضع السلطة وموقعة الاجتماعي مسافة بينة وبين عامة الناس, ولم تتمكن المسئولية من تغيير سلوكه لان ثقافته الأصيلة أقوى من أن تؤثر فيها بهارج الحياة .
وبصدق كلما تأملت سيرة هذه الاسرة العظيمة كلما تعمق إحترامي لها .. وبإختصار إنها تشيع عدلاً وخيراً وأصالة وإنسانية, لذلك فإنها تستحق كل الحب والاحترام .