الانفلات الأمني ظاهرة باتت تؤرق جميع أبناء اليمن الذين يتطلعون إلى عهد جديد، يكفل حماية المواطنين وحماية ممتلكاتهم، فانعدام الأمن والاستقرار يشكل خطرا على الناس بمختلف وظائفهم وأعمالهم فالأمن والاستقرار عامل أساسي للاستقرار، ويتيح للناس البدء في التفكير لخدمة المجتمع وخدمة الناس ، ويعطي هامشا لإظهار بعض الابتكارات والاستثمار في بلدهم حتى يعم الخير الجميع .
’’ ندعو الأخوة المستثمرين ورجال الأعمال اليمنيين إلى المغتربين إلى العودة إلى أرض الوطن للاستثمار في اليمن بدلاً من استثمارهم في بلاد الغير، كلمات أصم بها آذاننا الرئيس المخلوع علي صالح وهو يدعو اليمنيين إلى العودة إلى أرض الوطن للاستثمار فيه، كان يدعوهم مراراً وتكرار إلا أنه نسي أن البلاد تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في ذالك الوقت وعدم توفير الجو الملائم لهم، لن نتحدث طويلاً عن ’’ إخفاقات ’’ الرئيس المخلوع في جذب الاستثمار إلى اليمن وإن كان البعض قد انخدع بكلامه ووقعوا في شراك مكائده، حيث تقاسم المستثمرين ’’ مجبرين ’’ الاستثمار مناصفة مع بعض القيادات الأمنية تحت مسمى ’’ الحماية ’’ فأي دولة هذه التي تدعو إلى الاستثمار في بلدها وهي لم توفر الحماية بعد لهؤلاء المستثمرين، بل وتقاسمهم استثماراتهم تحت مسمى الحماية وإن امتنع المستثمر عن دفع حق ’’ ابن هادي ’’ فالويل والدمار سيحل عليه وعلى مشاريعه التي يريد أن ينشئها.
مؤخراً حدث الاعتداء على منزل رجل الأعمال المعروف شوقي هائل سعيد أنعم بعد أن قام مجهولون برمي قنبلة يدوية على شرفة منزله، صحيح أن القنبلة لم تلحق أي أضرار بشرية إلا أن مثل هذه الاعتداءات المتكررة بحد ذاتها تشكل خطراً على حياة المستثمرين اليمنيين ورجال الأعمال، وتهدد حياتهم، لاسيما وأن الجيش والأمن لا زالا منقسمين وأن القوة الأكبر في قبضة الرئيس المخلوع يحركها كيف يشاء، يثير الفزع والخوف في أوساط الشعب، يحاول الانتقام من شعب لفظه كما يلفظ البحر الميتة، إلا أنه لم يعِ الدرس ويحاول بهذه القوة التي لا زالت في يده، سيحاول الرئيس المخلوع الانتقام من رؤوس المال والأعمال الذين قدموا ويقدمون الكثير للبلاد.
قبل الاعتداء على منزل شوقي هائل حدثت عدة اعتداءات وانتهاكات صارخة في كثير من رجال الأعمال اليمنيين، سواء من خلال محاولات اغتيالهم كما حدث مع شوقي هائل وقبله رجل الأعمال أمين أحمد قاسم ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها، أو ممارسة التهديدات في حقهم كما حدث مع رجل الأعمال جمال المترب، ، أو من خلال الاعتداء على ممتلكاتهم كما حدث مع رجل الأعمال نبيل الخامري، وكذلك الاعتداء على شركة سبأفون في أغلب فروعها لا لشيء سوى أنها تتبع رجل الأعمال المعارض الشيخ حميد الأحمر المشهور بمعارضته الشديدة للنظام السابق الذي يشن عليه هجوماً عنيفاً والتحريض على شركاته تارة بالنهب والحرق وتارة بإطلاق النار عليها وتهديد الموظفين.
ومؤخراً تعرض مدير عام البنك العربي للتهديد بالقتل والتصفية من قبل الشيخ خالد عبد الوهاب الشريف بعد أيام من اقتحامه لمقر البنك في العاصمة صنعاء مع عدد من مرافقيه المسلحين، وذلك على خلفية اتهامه للبنك بالتواطؤ مع شخص يدعى (أحمد يحيى الضمين) للاستيلاء على مبالغ من حساب شركة الزاهر.
وأوضح البنك أن الشريف هدد في15 مارس الجاري مدير البنك واتهمه بالسرقة من حساباته وتهجم عليه بكلمات نابية كما هدده بالقتل وترحيله من اليمن إذا لم يستجب لطلباته غير القانونية.
واعتبر البنك اقتحام الشريف لمقره وتهديد موظفيه ومدير إدارة المنطقة يعد أمراً غير مسبوق من شخصية ذو مركز مرموق في الدولة الأمر الذي يسيء إلى سمعة البلاد، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد اليمني وينعكس سلباً على الاستثمار في اليمن وتخويف للمستثمرين.
ويعد البنك العربي المستثمر الأول من البنوك الأجنبية في اليمن منذ ما يزيد عن أربعين عام تقريباً.
وطالب البنك العربي محافظ البنك المركزي اليمني اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البنك وموظفيه تجنباً لعدم تكرار هذا التهديد مستقبلاً.
يبقى السؤال المطروح والذي لا يزال يبحث عن إجابة هل سيصغي رئيس الجمهوري عبدربه منصور هادي لإيجاد وضع ملائم وبيئة خصبة لجذب الاستثمار في اليمن أم أنه سيدعو مثل خلفه إلى الاستثمار دون إيجاد بيئة خصبة للمستثمرين وللاستثمار ووضع حد للتدهور الأمني أم أنه سيصم آذاننا بأقوال دون أفعال.
بين مطرقة الانفلات الأمني وسندان الابتزاز!!! أبعاد الاعتداءات على رجال الأعمال!
اخبار الساعة - عبدالله قابل
المصدر : صحيفة اليقين