أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

بيان مؤسسة القذافي بشأن رسو سفينة الأمل في ميناء العريش المصرية

- محمد كركارة
بيان مؤسسة القذافي بشأن رسو سفينة الأمل في ميناء العريش المصرية
2010-07-14
img

قورينا

 

إن مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية المسيرة لرحلة سفينة الأمل تؤكد مجدداً على أن الهدف وراء تنظيم رحلة سفينة الأمل لم يكن لتحقيق دعاية إعلامية أو القيام بعملية استفزازية، إننا لسنا في معركة مع أحد وإن هدفنا هو الحرص على إيصال مساعدات إنسانية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر وتقديم أكبر دعم ممكن له.

سفينة الأمل وهي مجرد سفينة شحن لا تملك أية مقومات وقد تكون مهترئة أحدثت ردة الفعل الإسرائيلية التي تابعها العالم وجعلتهم يشنون ضدها مختلف أنواع التشويه والتشويش والضغط على مختلف المستويات.

إن هدفنا كان دائماً الوصول إلى غزة ومساعدة أهلها من أجل تحقيق هدف التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني ودعمه.

وأمام الإصرار الإسرائيلي على منع سفينة الأمل من الوصول إلى غايتها فإننا نشعر بأن سفينة الأمل قد حققت غايتها وبينت للعالم أجمع حقيقة ما يجري، إن الموقف الذي واجهته الأمل جعلنا في حاجة للتفكير والمفاضلة بين البدائل المتاحه. إن رسو السفينة في اشدود كان دائما خيارا غير مطروح وغير مقبول مثلما لم يكن وارداً لدينا الدخول في مواجهة وسفك دماء الأبرياء، إن البديل الوحيد الذي نفكر فيه هو الذي يحقق الهدف الإنساني والأخلاقي والسياسي الذي أبحرت الأمل من أجل تحقيقه وهو عمل كل ما من شأنه تقديم أقصى دعم ممكن وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة حتى يتمكن من نيل حقوقه الإنسانية كاملة.

لم تتمكن كل المحاولات السابقة في إنجاز شيء لصالح الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم، ولم تبدأ عملية إعادة الإعمار مع أن قمة قطر خصصت مبالغ مالية لإعادة الإعمار لكن لم تتمكن أية دولة من  إدخال أي شيء  لغزة ، حتى الآن  لم  يدخل غزة  كيس اسمنت  أو سيخ حديد  بناء ولم يصرف لهم  درهم  مما تم التعهد  به في قمة قطر.

لقد تغيرت  الصورة الآن  حيث تقدم إلينا  طرف أوروبي  بعرض التدخل  والوساطة وكانت الرسالة   التي  نقلها  إلينا الوسيط  هي أنه إذا  كان  هدفنا   مساعدة  أهالي غزة  فإن ذلك يمكن  تحقيقه  أما إذا كان  هدفنا  غير ذلك  فالبديل  هو الدخول  في مواجهة  مع الإسرائيليين  وعلينا  تحمل   نتائجها  وما يترتب عنها  من ضحايا ، أكدنا  أن هدفنا تحقيق   مكاسب للشعب الفلسطيني  لأن  غير ذلك  لا يحقق مصلحة ،  أوضحنا  للوسيط طلباتنا وكان جوابنا  تعجيزياً   : لقد اشترطنا   جملة   من الشروط  التي تبدأ  من غزة  ورفع الحصار والبدء  في إعادة الإعمار  كنا نشعر  بأن  إسرائيل  لن تقبل  لكن  يبدو أنه  كان  للأمل أثارها   وإننا أخطأنا تقدير مواقفهم.

تم القبول بشروطنا  بما فيها السماح  بدخول  مواد البناء  من إسمنت  وحديد لإعادة الإعمار  وهو ما  كان  مرفوضاً   باستمرار ،و أبلغنا الوسيط  أنهم  يقبلون بشروطنا  وعمل  كل ما يلزم  للتنفيذ.

لقد تمت  الموافقة  على السماح  لليبيا   بإنفاق مبلغ خمسين مليون  دولار  كانت  تعهدت  بها  في قمة  قطر  لتنفيذ  مشاريع  إسكانية  حتى لا يحل  فصل الشتاء  وتجد  العائلات  الفلسطينية نفسها  في العراء ، وكما  تمت الموافقة  على السماح  بدخول  مواد البناء  والإسمنت  والحديد  وهكذا  ستدخل هذه المواد  لأول مرة ، ولأول  مرة سيتم  إنجاز مشروعات  إعادة   الإعمار ويمكن  للأونروا  البدء  في مشاريعها  الإنشائية  ولتبدأ  عملية إعادة الإعمار .

لقد نجحت  الاتصالات  المتعددة  الأطراف  في انتزاع  جملة  من التنازلات  لصالح  الفلسطينيين  المحاصرين تتمثل في السماح  بتنفيذ مشروعات  لإعادة إعمار غزة   كما  تعهدت الأطراف المعنية  بالسماح  بنقل المرضى للعلاج خارج قطاع غزة.

هذا إضافة إلى تنفيذ  مبادرة  المؤسسة المتعلقة  بتوفير  500 مسكن  جاهز  كدفعة  أولى  على  وجه السرعة  وذلك لتوفير  مساكن  لائقة  بالكرامة  الإنسانية  قبل دخول  فصل الشتاء. 

وبالمقابل وأمام ما تحقق من مكاسب فإن المؤسسة وتأكيداً على عدم الرغبة في المواجهة مع أحد وحرصاً على سلامة كل من هو على ظهر السفينة قررت النظر في تغيير وجهة السفينة إلى ميناء العريش المصري وعلى أن يتم السماح بإدخال حمولة السفينة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري.

وأمام هذا الشعور الإيجابي والنتائج التي أمكن الوصول إليها عبر التفاوض عن طريق الوسطاء وتقديم كافة الضمانات بالالتزام بتنفيذ الاتفاق من كل الأطراف ذات العلاقة بما فيها الشقيقة مصر التي قدمت لنا كل الضمانات على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فإن هدف أمل قد تحقق دون سفك الدماء وأن النتيجة هي تحقيق مكاسب للفلسطينيين لم تكن حتى موضع حلم.

إن المعاناة الإنسانية للشعب المحاصر في غزة لا ينبغي أن تكون محل مزايدة أو مهاترة من أي طرف حتى ولو كان فلسطينيا. إن معاناة غزة لا يمكن مقايضتها بأهداف سياسية لأي طرف.

أما الأصوات التي تقول بأن على الليبيين الدخول في مواجهة مسلحة فإننا نرد عليهم بالقول بأن ذلك لم ولن يقدم للشعب الفلسطيني أي شيء، إن ذلك الطلب ينبغي توجيهه للجيوش العربية وليس لسفينة شحن بسيطة مهترئة ليس عليها إلا مواد غذائية وعدد محدود من الشباب المؤمنين بضرورة تقديم كل مساعدة لأهالي غزة وفك الحصار عنهم.

إن كل من يعنيه شأن الشعب الفلسطيني ينبغي أن يعمل بكل الطرق الممكنة لإنجاز الغايات لا أن نتخذ معاناة الشعب الفلسطيني سبباً أو أداة سياسية لتحقيق مكاسب في معارك قد لا تكون واجبة.

مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية.. طرابلس في 14/7/2010)

قورينا

المصدر : قورينا

Total time: 0.0461