أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحوثيون: بين إدعاء الظُلم وممارسات التمرد والتسلط

- ماجد البكالي

 

أثبتت جديد الأحداث المتتالية منذ ما يقارب العامين أن الحوثيين ليسوا فئة مظلومة ولا مواطنين صالحين أعتدت الحكومة عليهم بما تسمى الحروب الستة في صعدة ـ فتلك شماعتهم الوحيدة للتبرير ـ أطفأتها ممارساتهم واعتداءاتهم التي تحدثت عن حقيقتهم بأنهم كيان يريد أن يكون كل الدولة ومالك البلاد والعباد، فالمظلوم الحقيقي هو من لا يعتدي على أحد، ولا يملك الأسلحة التي تملكها الدولة، ولا يمارس التوسع العرقي والطائفي، ولا يبتدع في المجتمع الواحد المسلم(من الممارسات، والثقافة، والأفكار) ..ما يشتت الشمل ويذكي الصراع، ويسيء للدين الإسلامي الحنيف أنه دين فرقة وتناحر واعتداء وتخلف ـ والدين منه براء ـ والمظلوم أيضاً لا يعتدي على المال العام، ويجعله غنيمة، ولا يستبيح دم أمرئ مسلم؛لكونه جندياً أو مخالفاً في الرأي والمعتقد ـ وباستغلال عباءة الدين الذي يبرء إلى الله من تلك الممارسات. 
 في هذا التقرير المختصر نورد بعضاً من الشواهد الواقعية التي عاشها ويلامسها كل اليمنيين في تعاملات الحوثيين وممارساتهم والتي تعد مجتمعة ومفترقة أدلة ناصعة على أنها حركة تمرد ليس فقط على الحكومات المتعاقبة وإنما على كل اليمنيين وعلى الدستور والقانون والقيم (دينية، أو إنسانية)، فإلى التحليل : 
 
•   ممارسة الحوثيين التوسع على الأرض، وعدم خضوعهم للقانون، وممارسة القتل، وإشاعة الفوضى، جميعها تدل على أنها حركة تمرد.
    
شعاراتهم ومناهجهم 
بالنسبة لشعارات الحوثيين فلم تعد خافية على أحد، أبرزها شعار:(الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود)، أما مناهجهم فمنهجهم ليس بارزاً كشعارهم ولكنك سرعان ما تدركه من خلال ملازمهم وجلساتهم، ففي مناهجهم أنهم ورثة نبي الله من ناحية وهم شيعة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مدعين في عمق معتقدات منهجهم أن رسالة النبوة كانت لعلي - رضي الله عنه غير - أن جبريل عليه السلام أخطأ الرسالة، منهج مشحون بالتناقضات التي لا يصدقها عقل في محتواه ومضامينه التي تمثل معتقدات لتيار الإثنى عشرية الحوثية، وتتنافى مع القرآن الكريم وتعاليمه، ناهيك عن السنة النبوية التي ما زالت تخضع لاجتهادات ورثة عبد الله أبن سبأ وسلالته حتى اليوم. 
 
ومن بين معتقدات هؤلاء التي يغرسها أبناء حسين بدر الدين كما غرسها أبوهم من قبل في أذهان البسطاء هي أن أسرة الحوثي هي من عترة النبي عليه السلام وسلالته، وأنهم أولياء الله والأحق بالحكم والخلافة والبيعة، مع أن كل ذلك وغيره من منهجهم ومعتقداتهم تتنافى وحقائق التاريخ الإسلامي، والإنساني وكذا مع سلسلة أنساب وقبائل العرب قبل الإسلام وبعده حقائق تنفي وجود أي صلة مطلقاً بينهم وبين خاتم الأنبياء وكذا علي بن أبي طالب لا في نسب ولا أصل بل إن ممارساتهم التبجيلاية الهشة ليست للسلالة الحقيقية لخاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم وخليفة المسلمين علي - رضي الله عنه - فهم يكذبون أولاً أنهم من آل البيت كذب على نبي الأمة وعلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وبعد كذبهم المتكرر أنهم من آل البيت يبدأون الكذب على خاتم الأنبياء والمرسلين في نشر ثقافة الولاء والطاعة والاستسلام والخضوع والإنقياد لآل البيت (عترة النبي الكريم)، وبما يتنافى وتوجيهات النبي الكريم وسيرته صلى الله عليه وسلم القائل يوم وفاة أبنه إبراهيم، وصادف يوم وفاته خسوف للشمس فبدأ بعض المسلمين يرددون أن الشمس خسفت لموت إبراهيم ولد نبي الله فقال عليه السلام: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته)، ومتنافي أيضاً مع قوله عليه السلام :(والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). 
 فنبي الأمة يعلم الناس عدم الانقياد إلا لغير الله تعالى ومنهجه وتعاليم القرآن الكريم وعدم تجاوزها، نابذا ثقافة الكذب والتمويه والتضليل والمحاباة والتبجيل حتى لأقرب آل عترته ـ يا حوثة ـ وهم أبناؤه..وحتى ممارساته عليه السلام لم يحرص على وضع الحكم والحق فيه لآل بيته ولا لمسمى سيد أو هاشمي، بل إنه من خلال أمره لأبي بكر الصديق أن يصلي بالناس أثناء مرضه عليه السلام أعطى المسلمين إشارة فقط عمن يراه عليه السلام خليفة له بعد موته فأدركها المسلمون بدقة لعلمهم التام بما يعنيه منبر رسول الله، وما يعنيه أمره ورأيه عليه السلام، ولم يكن صلى الله عليه وسلم متعصباً لآل بيته طوال حياته ولا منحازاً لهم ولا مفضلهم على غيرهم لا في حكم ولا في غنيمة ولا في قيادة جيوش وإن كانوا جديرون بها غير أنها أخلاق النبوة وشيم النبلاء وقيم عظماء القادة في تاريخ الإنسانية وصفة مميزة للمؤمنين، أن يؤثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما وصفهم القرآن الكريم. 
 
علاقتهم بالمجتمع: 
علاقة الحوثيين مع المجتمع من حولهم (المجتمع المدني، العامة)، قائمة على تقسيم المجتمع إلى فئات وطوائف تعتمد على أكثر من قاعدة وأسلوب، فيقنعون من يحمل لقب ما عُرف بالسادة في عهد الإمامة بأنك منا وجميعنا آل البيت ولنا فقط الحق في البيعة والسلطة والثروة، وكذا المنتمين للمذهب الزيدي يخاطبهم الحوثي يأتي منكم وجميعنا شيعة علي ابن أبي طالب عليه السلام ومن سننتصر له، وهي ما يرونها العلاقة الأقوى، فيما الفئة المهمشة يحاولون إقناعها بأننا خلفاء الله في البلاد وسننتصر لكم من خلال قضاء يطبق أحكام الشريعة الإسلامية، وقبلها أن تطلب الأمر سننتزع حقكم بأيدينا، ويمني جميع الفئات والشرائح وبالذات الشباب بأننا سنستعيد أراضينا من السعودية ونزيل الوصاية على بلادنا ـ وإن كان ذلك المطلب يمثل طموحنا جميعاً كشباب وغالبية اليمنيين ـ لكن الفئوية والطبقية، والتشيع المذموم والضار بالدين والحياة، أمر لا نتقبله أو نرضى به.            
 
إدعاءاتهم والفائدة من وجود هذا الكيان 
الغريب أن حركة الحوثيين ليست حركة مطالب حقوقية وعادلة، كما كنا نتصور بأنها حركة لفئة من الناس ظُلموا وأُعتدي عليهم، لكن ذلك أثبتت كذبه الأيام وممارسات الحوثيين منذ بدء الثورة بداية 2011م وحتى اليوم وما قاموا به في الجوف وصنعاء ودماج، وحجة، وأخيراً في ذكرى المولد النبوي الشريف، .. جميعها ممارسات تفصح عن أنها حركة تريد الوصول إلى الحُكم تحت قاعدة:(جنان يخارجك ولا عقل يحنبك)، بدعوى بعيدة عن الواقع والعصر وعن طموحات اليمنيين، فلا هي حركة تنمية وتحضر ولا إبداع وتطوير، ولا حرية وعدالة، ومساواة ..بل حركة اسمها في شخص صاحبها كالمزاج، ..لا تجيد سوى العنف والخراب والدمار باسم سنحرركم من الاحتلال الأميركي، والصهيوني، فتسأل وأين هذا الاحتلال؟ فيقولون في كل مكان في غذائنا وملبسنا وبحرنا وبرنا؟فتتساءل كيف ستحرروننا من هذا الاحتلال؟ فترد عليك ممارساتهم..الأمريكان في البحر اذهبوا للموت والجهاد في ميدي، فتموت وتقتل أخوك الجندي اليمني والصياد وجميعكم مسلمون.. 
فتتساءل لماذا لا تحررونا بإنشاء مصانع خاصة بكم محلياً تغنينا عن منتجات اليهود، ولماذا تخدعون شبابنا ليضحوا بأنفسهم معتقدين أنهم يجاهدون وهم يقتلون إخوانهم اليمنيين المسلمين؟.. 
ممارسات تفصح عن استغلالهم الدين للتضليل على المساكين ومحدودي الفهم الذين يضحون بأنفسهم، ليتحقق لهذه الحركة السطو على مساحات من الوطن كما فعلت في صعده، والجوف، ..وكذا على منافذ بحرية هامة كما حاولت مراراً في ميدي، ومن ثم تدريجياً على كل الوطن لتبدأ بتنفيذ دورها في خدمة الولي الفقيه، ..فلو كانت وطنية حقاً والله لكنت أول المنضمين لهذه الحركة. 
أتحدث وأنا أحن وأتألم على كل يمني خدع بهم وضُلل بأفكارهم لأنه في الأول والأخير أخونا ومن أبناء وطننا في ظلاله إضرار بنفسه وأسرته ووطنه، وفي صلاحه فائدتهم جميعاً..                  
لذا فمنذ ظهرت هذه الحركة لم تستفد اليمن سوى الخراب والدمار في صعدة وتشريد أبناء هذه المحافظة وأجزاء من محافظة عمران تتسع الأضرار من عام لآخر لتزحف إلى حجة والجوف، وتستمر أضرارها حتى أثناء وبعد الثورة الشعبية اليمنية ضد نظام صالح ـ رُغم أن هذه الحركة ادعت بداية الثورة من باب المبارزة الدعائية أنها أول من ثار ضد نظام صالح في اليمن منذ 2004م ـ فجأة فإذا بها تدعم نظام صالح في الخطوات الهامة والحاسمة للثورة الشعبية السلمية ، وتستمر بالفوضى وثقافة القتل والحصار في دماج وحجة، لتؤكد أنها حركة ضد كل اليمن ضد كل قوى تخالفها الرأي والثقافة والأفكار سواء كانت قوى دينية أو سياسية .. لذا فهي حركة تبحث فقط عن فرض نفسها دون أن تجيد في لحظات الجد سوى الجنون وفقدان العقل والعشوائية والدمار ولم يستفد اليمن لا حكومة ولا شعباً منذ وجود هذه الحركة سوى الاقتتال والدمار والخسائر الفادحة للميزانية العامة للدولة وللمواطنين من خلال ما ينجم عن الصراع من ارتفاع لأسعار السلع والخدمات، واتساع للبطالة والفقر. 
 
علاقتهم بالحكومات 
في معتقدات وممارسات حركة الحوثيين ترى بجلاء علاقة الحوثيين بالحكومات ففي إيمانهم أن الحكومات اليمنية حكومات عميلة لأمريكا وإسرائيل، وبناء عليه فمعتقدهم يعطيهم الفتوى بشرعية وحِل سلب المال العام سواء سيارات أو عقارات ، و..ويصفون المال العام بالغنيمة، وكذا الموظف العام لاسيما في السلك العسكري مقتله بنظرهم حلال بصفته عميل..فبالله عليكم ألا تعد كل تلك الممارسات جرائم وحدوداً من حدود الله حرمها سبحانه في كتابه ونبيه في سنته، وكل الأعراف القبلية والإنسانية..لا تفسير لها سوى ما تعبر عنه من الغباء الشديد والطمع المهلك المعمي للبصيرة ليدفعهم لمثل تلك الممارسات وغيرها كُثر. 
 
شواهد 
أما الحريات فقد تسمع في تصريحات أو تقرأ في نشرات للحوثيين أنهم ينشدون ويؤيدون الحريات، لاسيما حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، ولكن ذلك لا وجود له في الواقع... أي حرية وأنت لا تدخل دماج، ولا حتى من حرف سفيان إلا بشعار الموت :(الموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود)، وإن كان معتقد كل يمني منا وقيمه الدينية وموروثه الاجتماعي جميعها تعادي كل من يعادي الإسلام والمسلمين ويحتل أرضهم ويعبث بأمنهم واستقرارهم ويتحدثون عن ذلك بشكل شبه يومي في صلواتهم، واجتماعاتهم، واحتفالاتهم، ومدارسهم، ..من قبل أن يظهر الحوثي وحركته وشعاراته بـ1420عام ، فما فائدة الشعارات الورقية، بينما الممارسات الفعلية تؤكد أنها عكس تلك الشعارات تماماً فما رأينا ولا سمعنا يوماً بهذه الحركة تجاهد في فلسطين ولا بتسلل مجموعات من أفرادها للجهاد ضد اليهود وإنما يقتلون إخواننا اليمنيين المسلمين المسالمين ويسلبوا حقوقهم تحت حجة بناء إمارة الإسلام واستعادة كرامة الأمة..وبما يتنافى مع العقل والمنطق، والعُرف..أيقتل اليمنيون لنرفع شعار الموت لأمريكا، وإسرائيل؟وهل نقتلهم بتهمة العمالة ونبرر أننا لن نصل لأمريكا وإسرائيل إلا بعد أن نقضي على العملاء؟ فأيهم العميل بالله عليكم من يخدع اليمنيين برفع الشعار(الموت لأمريكا، وإسرائيل) - مستغلاً عاطفة اليمنيين وقيمهم الدينية - ومن ثم يقتلهم؟ فذلك سلوك من يظهر عكس ما يبطن، سلوك معروف عبر تاريخ البشرية والإسلام.. فكم من الأبرياء اليمنيين الضحايا عشرات الآلاف عسكريين ومدنيين، ومئات من المخدوعين بأفكار وتعبئة هذه الحركة، راحوا جميعهم ضحايا وأميريكا وإسرائيل في خير وأمن وسلام لم يطلها من الحوثي وشعاره شيء.. 
لذا أقول كلمة لوجه الله لمن تنحرف أفكارهم ويراودهم الوهم بوشاح الدين الجديد للحوثيين:اتقوا الله أن تكونوا من أتباع أبن سبأ فقد خدع آباء لكم من قبل أنه من عترة نبيكم الكريم ومن شيعة علي كرم الله وجهه فتمكنوا بذلك من قتل علي رضي الله عنه وقتل أولاده من بعده، وشعارهم مع كل وأحد أنت لها ونحن نبايعك) فاتقوا الله..وأنا أتحدث بهذا الأمر وحول هذا الموضوع بمجمله يشهد الله أني لست متعصباً ولا منحازا مع طائفة أو مذهب ولا انتمي لأي من الفرق الدينية فديننا الإسلامي بينٌ جلي، كما أن طريق الخير بين وكذا الشر وبينهما أمور مشتبهة يتضح اشتباهها ففي اجتناب تلك الشبهات براءة للدين والعرض ـ حسب وصف الني عليه السلام ـ ولنا في قوله صلى الله عليه وسلم:(الدين المعاملة)دليل نجاة وتمييز بين المعاملة المتوافقة مع تعاليم الإسلام، والمتنافية معها، وحتى كل مواقفهم من الوطن وقضاياه وأخرها موقفهم من الانتخابات الرئاسية موقف يعكس عدم رضاهم بخير وأمن الوطن واستقراره. 
 
اعتماد 
اعتمادات هذه الحركة لا تتوفر لدي المعلومات الدقيقة عن مصادر دعم هذه الحركة سوى تلك المعلومات التي تؤكد أنها دُعمت في بادئ الأمر من علي عبد الله صالح لأسباب واعتبارات عدة في سبيل مواجهة المد السلفي وورقة ضغط على السعودية متى اقتضت الحاجة، وكان يطلق عليها حينها حركة الشباب المؤمن.. ولكنها حسب معنيين ومختصين راودتها بعد ذلك أحلام فاقت غاية إنشائها فارتبطت بعلاقات مع إيران وكشفت ممارساتها وثقافتها، وعتادها أنها تحضى بالدعم الإيراني مما يعني أنها أمضت عقداً بالعمالة لإيران في المنطقة وتنفيذ طموحات وتطلعات الإمبراطورية الإيرانية في الجزيرة العربية وفي مقدمتها امتثال النهج الأثنى عشري. 
 
المطلوب 
من خلال ما سبق يتضح لنا أن هذه القضية من أبرز القضايا التي تهدد أمن واستقرار الوطن بل وسبق أن تسببت في خسائر بمليارات الريالات في حروب ستة في صعدة، وفي إقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة، نتيجة القتل والاقتتال الذي راح ضحيته ألاف اليمنيين من عسكريين، وحوثيين، ومدنيين أبرياء، وتشرد آلاف الأسر من قراها وعُزلها.. 
لذا فالمطلوب واضح من هذه الحركة ومن الحكومة فالحركة معنية بالتعايش مع المجتمع والاندماج فيه كمواطنين صالحين لهم ما لكل يمني وعليهم ما عليه في دولة سيدها القانون والدستور، وأن تندرج مع باقي الحركات والأحزاب السياسية في الحوار الوطني الشامل وتعمل مع الجميع لما فيه مصلحة الوطن والخضوع لسيادة النظام والقانون..وفي حال عدم وعي الحركة لما يجب عليها عمله فإن الحكومة الانتقالية معنية بحماية المواطنين اليمنيين وتطبيق سيادة القانون على كل الناس، والحفاظ على سيادة وهيبة الدولة، ووحدة الوطن، لاسيما وقد وعى اليمنيون وعرف الجميع أن المطالب لم تعد حقوقاً مشروعة ولا مظالم تستحق النصرة بل غدت تمرداً وتحد بواح.
المصدر : مواقع إخبارية

Total time: 0.0605