وكانت مؤسسة الفكر العربي قد اعتزمت تعيين سفراء من الشباب بهدف التعريف بالمؤسسة وأهدافها والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب لتكوين نموذج من الشباب العربي المثقّف الذي يعنى بقضايا الأمة ولديه الرغبة في المشاركة بالتغيير للنهوض بالأمة العربية.
ويأتي هذا الإعلان بعد انعقاد ورشة عمل خاصّة بالشباب، أقيمت فعالياتها يوم 19 مايو 2010، في بيروت، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات فكر، والذي أشار إلى أن "مبادرة سفراء شباب الفكر العربي هي مبادرةً جديدةً نأمل منها أن تشكل قاعدة قوية للتواصل مع أبنائنا، أثمن ثروات الأمة الذين يُشكّلون مستقبلها الواعد والمشرق بإذن الله."
وقد شكلت الورشة إحدى العلامات الفارقة في مجال إشراك الشباب في صنع القرار داخل المؤسسة من خلال ضم أربعة منهم إلى الهيئة الاستشاريّة وهم: سمر سمير المزغني من تونس، عبد اللطيف حسين محمد من الصومال، جهاد شجاعية من فلسطين، وإبراهيم مثنى من اليمن. وكذلك من خلال وضع إستراتيجية واضحة وفاعلة لإشراك الشباب في كافّة أنشطة المؤسسة الثقافيّة والفكريّة .
أما السفراء الشباب الذين بلغ عددهم 19
وهم، بحسب الترتيب الأبجدي: ابراهيم مثنى من اليمن، الجيلي احمد من السودان، أماني راجح من اليمن، بندر المطلق من السعودية، جهاد شجاعية وحسن كراجة من فلسطين، حنان ولدا من المغرب، رغدا هادي من مصر، سمر المزغني من تونس، سيد عثمان ولد الشيخ الطالب أخيار من موريتانيا، سيف الله المشاط من تونس، شريف عازر من مصر، صفاء العامري من قطر، عبد اللطيف حسين محمد من الصومال، عبد المحسن العجمي من الكويت، علي شرفي من البحرين، مراد خواجا من الاردن، ميليا عيدموني من سوريا ونوفل الحمومي من المغرب.
وقد اختارتهم المؤسسة وفقاً لمعايير عالية من الكفاءة والخبرة والانخراط الاجتماعي، إذ حددت مجموعة من الشروط وهي أن يكون السفير شاباً (أو شابة) ناشطاً في مجتمعه وذي ثقافة وأخلاق عالية ، وأن يتقن اللغة العربية ، وألا يكون له انتماء حزبي ، طائفي أو عشائري، وألا يكون من ذوي السوابق الجنائية أو الأخلاقية. كما شددت المؤسسة في شروطها على أن يكون السفير ذي شخصية قيادية وقدرة على تطوير الذات، وذي كفاءة عالية في إدارة الوقت، وعلى استعداد للعمل التطوعي، كما يفترض به أن يكون من ذوي الخبرة في تنظيم اللقاءات وفي العمل المدني وعمل المؤسسات غير الربحية، كما يتمتع بمهارات مفاهيمية متطورة ومهارات في التدريب والإشراف على الأنشطة وفي أصول التواصل مع الغير.
المؤسسة وتماشياً مع أهدافها، حددت مجموعة من الأهداف التي ترتئيها نتيجة إدراج الشباب وإشراكهم في نشاطاتها وتسميتهم سفراء لها، تتمثل ببناء القيادات الشبابية ودعم المواهب العلمية الفاعلة وإرساء ثقافة المسؤوليّة الاجتماعية وتمكين الشباب العربي من لعب دور رئيس في تطوّر المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب التشريفي سيكون لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد لسنة أخرى، على أن يقوم كل سفير بترشيح ثلاثة أشخاص لخلافته، وأن يكون طوال الفترة المذكورة مسؤولاً أمام مؤسسة الفكر العربي، ملتزماً بتوجيهات القائمين عليها، بحيث يقوم بالتعريف بمؤسسة الفكر العربي، رؤيةً وأهدافاً، يشكل صلة الوصل بينها وبين منظمات المجتمع المدني الأخرى، ويعمل على تنظيم لقاء شبابي في بلده تحت رعاية مؤسسة الفكر العربي، لتبادل وجهات النظر والآراء من خلال الصفحة الخاصة بالمدونة على موقع المؤسسة. إضافة إلى المشاركة في جميع الأنشطة الشبابية في بلده، وإبداء الرأي وتقييم النشاطات والمبادرات الشبابية التي تقوم بها المؤسسة، فضلاً عن متابعة تلك الأنشطة وتحضير تقارير مفصلة حولها.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لنهج المؤسّسة التي تسعى منذ مؤتمرها السادس إلى اختيار عدد من الشباب من مختلف الدول العربية للمشاركة بفعاليات وورش عمل المؤتمر السنوي "فكر"، بالإضافة إلى العديد من المبادرات الشبابية التي أطلقتها المؤسّسة أو شاركت في دعمها، ومنها مشروع "شباب من أجل التغيير" الذي شاركت فيه مؤسّسة الفكر العربي بالتعاون مع منظّمة Taking IT Global ومكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى دعم إنشاء "الشبكة الإلكترونيّة للشباب العرب"، بما يشكّله هذا الموقع من بوابة رسمية تمكّن الشباب من التواصل مع المؤسسات والأفراد المهتمّين بالشأن الشبابي.
وكان فريق اللجنة التحضيرية لمؤتمرات "فكر" بإدارة الأستاذ حمد العماري، الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي، قد وضع تصوّراً لإدراج الشباب وإشراكهم في نشاطات المؤسسة المتعدّدة نظراً لمشاركات الشباب الفاعلة على صعيد الجلسات الشبابية التي ترافق مسيرة المؤتمرات السنوية للمؤسسة. علماً انه من المقرر اختيار عدد من الشباب من مختلف الدول العربية للمشاركة بفعاليات وورش عمل مؤتمر فكر9 الذي سيعقد في بيروت في ديسمبر 2010 . وسيعمل، بمناسبة السنة العاشرة لتأسيس مؤسسة الفكر العربي، على إلهام العالم العربي بأفكار تدفع عجلة التقدم فيه وتحثه على المضي قدماً نحو التغيير الإيجابي.كما انه سيسلط الضوء على إنجازات العرب في مختلف أنحاء العالم، معرّفاً بأكثر الشخصيات العربية تألّقاً ونجاحاً، منوهاً بدورها الريادي على كافة الأصعدة.
بهذه المناسبة أشاد السفيران في دولة اليمن بالمؤسسة ودورها الحضاري والثقافي وشكرا على الثقة التي يعتزان بها آملين أن تتكلل مهمتهما بالنجاح.
*مؤسّسة الفكر العربي مؤسّسة دولية مستقلّة، ليس لها ارتباط بالأنظمة أو التوجّهات الحزبية أو الطائفية، وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة، وتعنى بمختلف سبل المعرفة من علوم وطب واقتصاد وإدارة وإعلام وآداب في سبيل توحيد الجهود الفكرية والثقافية التي تدعو إلى تضامن الأمّة والنهوض بها والمحافظة على هويّتها.