اثارت زيارة الداعية الاسلامي اليمني علي حبيب الجفري لمدينة القدس واداء الصلاة في المسجد الاقصى الاسبوع الماضي بتأشيرة دخول اسرائيلية حالة من الانقسام في صفوف الفلسطينيين بين مرحب وبين داع لمحاكمته محاكمة شرعية بحجة مخالفته فتوى شرعية تحرم زيارة القدس والمسجد الاقصى وهي تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي لان في ذلك تطبيعا وقبولا بالامر الواقع.
ذلك التفسير الذي ترفضه السلطة الفلسطينية والتي حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على دعوة العرب والمسلمين اكثر من مرة لزيارة المدينة المقدسة لتعزيز صمودها والتمسك بعروبتها واسلاميتها.
وفي ذلك الاتجاه عبّر الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية في تصريح رسمي ‘عن فائق التقدير للموقف الشجاع للداعية الإسلامي علي حبيب الجفري، بزيارة القدس والصلاة في الأقصى’. وجاء ذلك في بيان رسمي اصدره نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، ونشرته وكالة الانباء الفلسطينية وفا’ الليلة قبل الماضية.
الموقف الرسمي الفلسطيني رفضته حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وعبرت عن رفضها له حيث أكد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى ابومرزوق بأن زيارة الجفري وآلاف المسيحيين الاقباط المصريين خلال الايام الماضية لمدينة القدس المحتلة ‘مفاجأة غير مقبولة’.
وأوضح أبو مرزوق في تعليق له على صفحته على الموقع الاجتماعي ‘الفيسبوك’ إن البابا شنودة منع المسيحيين في مصر من هذه الزيارة، ولم يمض على وفاته 40 يومًا بعد، متسائلاً: فلماذا الآن؟. وأضاف ابومرزوق قائلا: أن أشواق الجفري يشاركه بها مئات الملايين من المسلمين، فلماذا التعبير عن هذه الأشواق بهذه الزيارة ؟
وشدد أبو مرزوق على أن ‘هذه الزيارة تعني الاعتراف بالاحتلال، وتطبيع العلاقات مع العدو وإعطاءه شهادة أخلاقية، وتشجيع السياسيات الصهيونية المانعة لأهلنا بالضفة والقطاع من الصلاة في المسجد الأقصى، وزيادة قوة الاقتصاد الصهيوني’، مضيفا ‘إذا كان هناك طرف يعترف بالكيان الصهيوني فليس من المصلحة أن يعترف الجميع بهذا الكيان’. ومن جهته انتقد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، قيام الداعية الجفري بزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى بتأشيرة وبتصريح اسرائيلي، وقال: إن زيارة القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية وبتصريح من الاحتلال، تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للمدينة’.
وأضاف صبري أن ‘كل من يدعي الحرص على القدس عليه أن يعمل على تحريرها، لا أن يعمل على تكريس الاحتلال’ من خلال زيارتها وهي تحت الاحتلال، مؤكدًا على ضرورة العمل على تحرير القدس قبل زيارتها.
ودعت هيئة مقدسية إلى تقديم الجفري، الذي زار مدينة القدس والمسجد الأقصى رغم وجود فتوى تحرّم مثل هذه الزيارة في ظل الاحتلال الاسرائيلي إلى ‘محاكمة شرعية يحكم فيها قضاة من كبار العلماء’.
ونددت ‘الحملة الإسلامية لنصرة الأقصى’، في بيان صحافي الاثنين بزيارة الجفري للمسجد الأقصى، ‘تحت حماية قوات الاحتلال’، مشيرة إلى أنه ‘أدى صلاته ورفع يديه بأدعيته مرورًا بجثث الضحايا ومشيًا على أشلاء المذبوحين ومن بين طرقاتنا التي تحت ترابها يرقد المدافعون عن شرف أمتنا في قتالها ضد اليهود الصهاينة الغاصبين’.
ودعت الحملة العلماء والدعاة والصناع والتجار والمفكرين والبسطاء من الأمة الإسلامية أن ‘يأتوا إلى القدس فاتحين لا سائحين، وأن لا يكونوا عوناً لليهود على إخوانهم المسلمين’، معتبرة ذلك ‘إقرارا بالسيادة الصهيونية على القدس وبقية فلسطين’.