اخبار الساعة
لا يملك النازح اليمني أكرم القديمي من متاع الحياة سوى خزان ماء سعة 200 لتر ومولد كهرباء، لكنهما مكناه من توفير لقمة العيش لأسرته بعد النزوح من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء، عقب تدمير غارة لطيران التحالف السعودي الإماراتي منزله ومزرعته.
وقال القديمي : "بعد نزوحنا قبل سنة تقريبا، لم نكن نملك شيئا، ولا مأوى لنا إلا الشارع الذي كنت لفترة أفترشه مع أسرتي. لم أتخيل نفسي يوما أقوم بغسيل السيارات لكسب العيش، فأنا مزارع آكل من خيرات أرضي، وأقوم ببيع الفاكهة التي تنتجها مزرعتي في الأسواق، لكن خلال الحرب تعرض منزلي ومزرعتي للقصف، مما دفعني إلى هذا العمل".
يطلق اليمنيون على تلك المهنة شعبيا اسم "السرويس المتنقل"، وقال القديمي إنه عمل في أحد محال السرويس لفترة قبل أن يقرر إيجاد مشروع خاص به، لأن المال الذي كان يحصل عليه مقابل عمله لم يكن يكفي طعام أسرته.
ولكونه نازحا ولا يعرف أحدا في صنعاء، فإن التحدي كان كبيرا، لكنه قرر خوض تجربة السرويس المتنقل، ونجح مشروعه في كسب الزبائن بسبب اجتهاده وإتقانه.
وقال سائق الأجرة خطاب الخطري ، إن غالبية من يعملون في السرويس المتنقل من النازحين، ولم تكن تلك مهنتهم، وإنما يعملون بها لعدم توفر الوظائف، ورغبة في إطعام عائلاتهم.
وأضاف الخطري: "كثير من أصحاب السيارات عبروا عن سعادتهم بفكرة السرويس المتنقل، فهو يوفر الوقت والمال بعكس محلات السرويس التي تتطلب وقتا مضاعفا، وتكلفة أكبر،
وحاجة النازحين إلى العمل جعلت المشروع ينتشر في صنعاء".