ألأغلبية الصامتة ...تحيي ذكرى النكبة وتمجد الأسير وتتمسك بحق العودة
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 21-05-2012 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2355) قراءة
ألأغلبية الصامتة ...تحيي ذكرى النكبة وتمجد الأسير وتتمسك بحق العودة
عباس عواد موسى
ألربيع العربي , ثورات مباركة , إندلعت إحتجاجاً على سلطات دأبت على الإعتماد على جهلائها عِوضاً عن علمائها . وجهلائها هم جبنائها الذين أعلى سقفٍ لهم هو بيانات الشجب والإستنكار بدل المقاومة والإنتصار . ولما ارتفعت نسبة العلماء الذين رفضوا الدخول في دوائر الجهلاء , ألمخلصة لشرور ذاتها والممتهنة لآفة الكذب المُهلكة والمتحلية بالأخلاق المنحلّة . وغدت دوائر النظام تتهالك وتتهاوى , عمّت الثورات أوطاننا , فأسقطت أنظمة وأخرى تنتظر .وأما علماء السلطة ومثقفوها فهم شركاء النظام في مؤامراته الخفية , أي أنهم أشرار الأمة وكبار منافقيها , فقد هَزُل دورهم وانكشف أمرهم فما عرف التاريخ العربي من هو أكثر منهم إنحطاطاً وجشعاً بل وشهد على حقارتهم وعمالتهم وانحيازهم لكل ما يؤذي شعبهم . والنظام , أنشأ ترسانةً عسكريةً تحفظ له بقائه للأبد , فتنافست الأنظمة في خدمة نفسها وذاتها , وأجادت الأدوار , حتى فضحها جهلائها فثار الصامتون لإسقاطها .
فئة فلسطينية ضالة , أعربت عن استعدادها وقد وضعت يدها في يد الصهاينة , لمحاربة العرب , متذرعة بأنهم هم الذين أوصلوها إلى هذا الحد .
يعرف أهالي بلدة شويكة , كيف أن رجالات الفئة الضالة أقنعوا ( أبوعاطف ) بضرورة خوض الإنتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني , وأن ياسر عرفات أوصى به خيراً بناءاً على توصياتهم , فعلّق يافطاته التي لخّص فيها برنامجه الإنتخابي بشعار ( أبوعمار عالهاتف...إنتخبوا أبوعاطف ) .وملأوا جيوبهم من ماله , وكادوا أن يفرغوه تماماً , وما وجد مقعداً له في مجلسٍ تشريعي ولا في مكتب عقاري .
ما لم يسجله أحد , في التاريخ الأردني المعاصر , أن المرحوم بإذن الله ارفيفان خالد الخريشا رفض طلب المرحوم بإذن الله وصفي التل رئيس الوزراء الذي اغتيل في القاهرة أن يتبوأ منصب مدير الأمن العام عام 1970 وقال له ( أتريد مني أن أقاتل من قاتلت معهم الصهاينة المجرمين ؟ ) . ولما سمع عرفات بالقصة أتاه عارضاً عليه الإنضمام للثورة مثل المرحوم بإذن الله الفريق مشهور حديثة والمرحوم بإذن الله سعد صايل الذي تم اغتياله في لبنان بعد الإجتياح الصهيوني له عام 1982 , فأجابه لقد عدت إلى فلسطين متسلّلاً بعد النكسة , وقد كنت متقاعداً من الجيش العربي الذي كنت على رأسه في معارك النكبة , لأنتقم من الصهاينة وأنت تعلم بأنني ذهبت للجهاد في فلسطين عام 1936 وقد كنت في الخامسة عشرة من عمري فألقى الإنجليز القبض عليّ قرب أريحا وعرفوا بنيّتي وأعادوني للأردن الذي ما دخلت صفوف جيشه إلا لأجل فلسطين وكان مشواري الجهادي , واعتبِرْني معكم إن كنتم تنوون محاربة الكيان الصهيوني . وفي مذكّراته التي لا تزال بخط يده يشهد على معارك البرج وبيرماعين , باب الواد , معركة الشيخ جرّاح , جنين التي ساند فيها القوات العراقية بقيادة عبدالكريم قاسم , صدّ قوات البالمخ الصهيونية التي هدفت لاحتلال مدينة بيت لحم وإشتراكه مع المقدم المصري أحمد عبدالعزيز في القتال ضد الصهاينة وعصاباتهم . ويبدوا أنه اكتشف بأن الطريق إلى دحر الإحتلال ستكون طويلة ومريرة .
إنطلقت المسيرة الصاخبة , فور انتهاء ندوة أقامتها جمعية الحرفيين الأردنيين بعنوان ( ألنكبة في عيون أصحابها ) , وأحد المتحدثين فيها هاجم في كلمته الإسلاميين الذين يقودون الحزب الأكبر على الساحة الأردنية , واتسع امتداده بعد وقوفه إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يعاني من بطش نظام لا يعرف إلا ألوهية رئيسه ألخادم الأمين لطائفته وناشر الفساد الذي جعل منه ساحة مُخترقة من قبل أعداء الأمة .
ألتجاذبات السياسية , التي تشهدها الساحة الأردنية , ستكشف الأيام القادمة عن تداعياتها على القضية الفلسطينية , التي ارتفع شأنها عقب الربيع العربي فأيقظت مغربنا العربي بعد أن أغفلتها ساحاته لعدة سنين .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: