بعد حاملات الطائرات الغواصات على مقربة من إيران.. سيناريو المواجهة
اخبار الساعة بتاريخ: 01-01-2021 | 4 سنوات مضت
القراءات : (2209) قراءة
يمكن للغواصة الإسرائيلية "دولفين 2" أن تهدّد أهدافا برية بالقرب من الساحل الإيراني أثناء وقوفها في البحر العربي رجح تقرير لمركز دراسات أمريكي أن الإيرانيين لن يسمحوا للغواصة الإسرائيلية باجتياز مضيق هرمز.
ورجح تقرير لمعهد واشنطن أنه في حال اقتراب الغواصة الإسرائيلية من المياه الإيرانية، من المحتمل أن تردّ إيران بطريقة دراماتيكية.
إلا أن التقرير اعتبر اقتراب الغواصة الإسرائيلية من المياه الإيرانية أمرا بعيد الاحتمال.
وسلط التقرير، الذي أعده فرزين نديمي المتخصص في شؤون الأمن والدفاع المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج، على التحركات العسكرية الأمريكية، خصوصا الغواصة "يو إس إس جورجيا" في الخليج، مع تزامن تحرك غواصة إسرائيلية وعبورها قناة السويس إلى البحر الأحمر.
كما سلط التقرير الضوء على القدرات البحرية الإيرانية، وإمكانية تصديها لتلك التحركات.
في 21 كانون الأول/ ديسمبر، عبرت غواصة الصواريخ الموجهة الأمريكية "يو إس إس جورجيا" SSGN 729)) التي تعمل بالطاقة النووية مضيق هرمز، ودخلت المياه الضحلة للخليج العربي.
وهذه السفينة الضخمة هي واحدة من أربع غواصات فقط تابعة للبحرية الأمريكية جرى تحويلها لتحمل 154 صاروخا تقليديا جوالا للهجوم البري من طراز "توماهوك" - حوالي نصف قدرة الضربة الصاروخية التكتيكية لقوة بحرية كاملة، بمدى يتراوح من 1300 إلى 2500 كيلومتر.
ويمكن لـ "جورجيا" أيضا حمل ستة وستين جنديا من قوات SEAL (قوات العمليات الخاصة الرئيسية للبحرية الأمريكية)، ونشرهم خفية للعمليات السرية.
ويعتقد أن هذا التحرك يأتي في إطار رسالة ردع للقادة في إيران، تحذّرهم من عدم الإيعاز بشنّ هجمات ضد الأفراد أو الأصول الأمريكية في المنطقة مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.
في اليوم نفسه الذي دخلت فيه الغواصة "جورجيا" إلى الخليج العربي، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن غواصة هجومية إسرائيلية عبرت قناة السويس إلى البحر الأحمر، في خطوة نادرة للغاية، ربما متجهة إلى المياه القريبة من إيران أو حتى الخليج العربي نفسه.
ولا يمكن استبعاد السيناريو الأخير بالكامل في ضوء التطبيع الأخير للعلاقات الدبلوماسية والأمنية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين.
ومع ذلك، فإن أي محاولة إسرائيلية علنية لعبور مضيق هرمز من شأنها أن تؤدي بشكل شبه حتمي إلى خوض مواجهة مع القوات الإيرانية، وفق التقرير.
ويمكن للغواصة الإسرائيلية "دولفين 2" أن تهدّد أهدافا برية بالقرب من الساحل الإيراني أثناء وقوفها في البحر العربي، أو حتى منشآت نطنز وأصفهان النووية الحساسة إذا خاطرت بالإبحار إلى مسافة أبعد شمالا إلى خليج عُمان.
إجراءات مضادة يُعتقد أن بحرية جمهورية إيران الإسلامية تَعتبر غواصاتها الثلاث الروسية الصنع من فئة "كيلو" وغواصتها الأصلية من فئة "فاتح" (كلاهما تعملان بالديزل والكهرباء) كخط دفاعها الأول ضد غواصات العدو (قد تلعب "سافيز، وهي سفينة استخبارات/ترسانة راسية بشكل دائم شمال مضيق باب المندب، دورا أيضا).
وعند الجمع بين موارد "بحرية جمهورية إيران الإسلامية" و"قوات البحرية التابعة للحرس الثوري، وشبكاتها الحالية من أجهزة الاستشعار، بإمكان إيران اكتشاف أنشطة الغواصات المشبوهة في المياه القريبة، خاصة في الأعماق الأكثر ضحالة.
وإلى جانب نشر غواصات مزودة بأجهزة سونار (أجهزة سبر بالصدى) لتحديد مواقع التهديدات تحت الماء، يُعتقد أيضا أن إيران أجرت تحسينات صغيرة على قدراتها المضادة للغواصات في السنوات الأخيرة.
وتشمل هذه حفنة من طائرات الهليكوبتر من طراز "S-61 (SH-3D) Sea King" التي يمكن أن تَنشر أجهزة السونار النشطة والطوربيدات المربوطة.
ويمكن للقوات الإيرانية أيضا نشر ألغام أرضية مضادة للغواصات في سواحل الخليج العربي، في حين لدى قوات البحرية التابعة للحرس الثوري أسطول من زوارق الطوربيد السريعة الصغيرة.
يشير التقرير إلى أن طهران لا تزال مصممة على توجيه ضربة مؤلمة بما يكفي لإرغام القوات الأمريكية على الرحيل النهائي من الشرق الأوسط.
لذلك، اتخذت وزارة الدفاع الأمريكية خطوات لتحسين موقفها الرادع المحلي، مثل المناورة بمجموعة حاملة الطائرات الهجومية الوحيدة المتبقية في المنطقة، وإصدار الأوامر لإقلاع القاذفات الإستراتيجية من طراز "بي 52"، وطيرانها مباشرة من الولايات المتحدة إلى الخليج العربي في 10 كانون الأول/ ديسمبر، وإرسالها الآن واحدة من أكثر غواصات صواريخ كروز متعددة الاستخدامات إلى الخليج.
ويؤكد المعهد أن سلوك إيران إزاء الغواصة الإسرائيلية سيكون مختلفا جدا عن سلوكها تجاه الغواصة والقطع البحرية الأمريكية، ويرجح التقرير أن تحاول إيران اتخاذ إجراءات متعددة من أجل منع الغواصة الإسرائيلية من دخول مضيق هرمز، مثل الإعلان عن أن هذا الإجراء سيتجاوز خطا أحمر، ورفض السماح لها بالمرور البريء، وإجراء تدريبات عسكرية في المنطقة، وزيادة دورياتها لتحديد موقع الغواصة واعتراضها.
اقرأ ايضا: