اخبار الساعة - العربية نت بتاريخ: 04-07-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (5352) قراءة
عكست الأزمة السياسية والمواجهات التي شهدتها اليمن بين الأطراف العسكرية والقبلية طوال العام الماضي، فضلاً عن المواجهات المستمرة مع القاعدة، تأثيرات سلبية على أطفال اليمن الذين باتوا يفضلون لعبة "الكلاشينكوف" والألعاب النارية الأخرى على ألعاب "البلاستيشن" والدُمى والسيارات الصغيرة.
وفي الوقت الذي لا زال ملف "تجنيد الأطفال" يلقي بظلاله على الساحة اليمنية خصوصا وأن الجيش الحكومي والميليشيات والقاعدة وحركة الحوثيين جميعهم تورطوا في تلك القضية، أصبح ملحوظا في العاصمة صنعاء طغيان الألعاب النارية على غيرها من الألعاب لدى الأطفال، كما برع أطفال مدينة تعز ـ التي شهدت أعنف المواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين المناصرين لحركة الاحتجاجات ـ باختراع لعبتهم الخاصة، وهي بندقية بدائية تطلق الرصاص وتصدر عنها أصوات تسبب الفزع للناس.
ووفقا لمصادر محلية فقد شهدت إحدى مدارس مدينة تعز يوم أمس أغرب فصول هذه الحكاية عندما أقامت المدرسة حفلا تكريمياً لطلابها المتفوقين بحضور شخصيات تربوية واجتماعية، وكانت المفاجأة توزيع لُعَب "كلاشينكوفات " و"مسدسات" وألعاب نارية أخرى على الأطفال المتفوقين عوضا عن الأقلام والكتب التثقيفية والشهادات التقديرية.
عبدالله عبدالحميد فرحان وهو والد أحد الأطفال المتفوقين في تلك المدرسة تحدث لـ"العربية.نت" قائلاً: تم تكريم ابني بلعبة كلاشينكوف مثل آخرين بعضهم حصل على مسدسات وقنابل ومفرقعات وألعاب نارية أخرى. هذا الأمر يثير الرعب ويرسم صورة قاتمة لما سيكون عليه حاضر ومستقبل أطفالنا".
بدلات عسكرية
وخلال الأعياد الدينية والوطنية التي مرت بالبلد خلال فترة الأزمة، أقبل الأطفال اليمنيين بشكل كبير على الألعاب النارية التي صارت تباع في الشوارع خلال تلك المناسبات، كما لوحظ تفضيل الأطفال للظهور ببدلات عسكرية مختلفة وفقا لتعدد ملابس وحدات الجيش، خلافا لما كان عليه الحال في سنوات سابقة من التسابق على الظهور ببدلات رسمية ذات "ربطات عنق" أو ثياب عربية جاهزة ومفصلة.
محمد سلطان وهو أحد التجار في سوق الملح بالعاصمة صنعاء قال لـ"العربية.نت" إن الأرباح التي يجنيها من الألعاب النارية أكثر من أي سلعه أخرى والأطفال مقبلين عليها طوال السنة.
وفي المقابل يقول الباحث الاجتماعي ناجي دبوان: "للأسف هناك غياب للدور الرقابي للجان التفتيش التي لا نلمس لها وجودا في اليمن، وبالتالي فإن التجار استغلوا سكوت الدولة وعقال الحارات بل وحتى أولياء الأمور فقاموا بالمتاجرة بالألعاب النارية نهارا جهارا وأمام الجميع".
ويتحدث دبوان عن الظاهرة من جوانبها الاجتماعية والنفسية فيقول "عمليات الصراع المسلح تؤثر على شخصيات الأطفال وسلوكهم، فيميلون إلى الألعاب القِتالية المليئة بمظاهر العنف والرعب. ليس غريباً أن ترى في اليمن طفلاً ماسكاً بسلاح بدل قلمٍ، ويحمل جعبة مليئة بالذخيرة والقنابل بدلاً عن حقيبة كُتبه المدرسية... إنها ظروف الحرب والنزاعات الدائمة في اليمن، تلك التي تدفع بالمئات من الأطفال إلى الوقوف خلف متاريس القتال بدلاً من الاصطفاف أمام فصول الدراسة".
يشار الى أن مكتب الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بمطار صنعاء الدولي منع مؤخرا دخول ثلاث شحنات تحتوي على 65 طرداً من ألعاب الأطفال على شكل حبيبات الكريستال لما لها من آثار خطيرة على الأطفال دون سن الثالثة بناء على التعميم الصادر من الهيئة.
وحذر مدير مكتب الهيئة بمطار صنعاء الدولي محسن شاكر من خطورة تلك الحبيبات التي تعد ضارة بالنسبة للأطفال كونها تبدأ بالانتفاخ بشكل تدريجي حتى تصل إلى حجم الكرة الصغيرة خاصة إذا وقعت عليها مادة سائلة وهو ما قد يسبب حدوث مضاعفات للطفل قد تصل إلى الوفاة خاصة إذا قام بابتلاعها.
ودعا شاكر المواطنين إلى عدم التهاون مع مثل هذه الألعاب التي تسربت إلى الأسواق اليمنية عن طريق التهريب من بعض المنافذ وذلك لما لها من مخاطر على الأطفال.