بعد عام في الفيس بوك نبيل الصوفي يظهر في الجمهورية : ليس هناك شيء اسمه المؤتمر والإصلاح يحكم بطريقة فوقية من خارج قواعد
راقب الأزمة اليمنية وأمطرها على مدار الساعة بتعليقاته على كل حدث عبر صفحته على الفيسبوك.. قدم استقالته من حزب التجمع اليمني للإصلاح في عام 2009م ويجد نفسه اليوم قريباً من المؤتمر الشعبي العام. . الصحفي والإعلامي والكاتب/نبيل الصوفي في حوار يقول: إن اليمن على مفترق طرق خطيرة.
ــ قراءتك لآخر مستجدات المشهد اليمني الراهن؟
إن قلنا إن المشهد غريب فلن نكون دقيقين، وإن قلنا إن المشهد القديم هو نفسه المشهد الجديد فلن نكون دقيقين أيضا، المشهد خليط مما كان عليه الأمر من قبل في السنوات الأخيرة، وبين المستجدات الأخيرة، لا يزال المشهد معقدا في أحد أجزائه، وفي الجزء الآخر ثمة بوادر أمل أن تنفرج عقدة الأزمة حتى تعود البلاد أدراجها..
ــ كأني بك غير متفائل بما تسير عليه الأمور؟
غير قادر على التفاؤل، وبالمقابل لست متشائماً، وأنا لا أتحدث عن مسألة نفسية أو شخصية حتى أتفاءل أو أتشاءم، الصراع الآن متعب ومجهد، النخبة السياسية اليوم أصبحت ضيقة، وإن كان الحديث السياسي يتسع بين الناس اليوم لكنه حديث غير مرتبط بطبيعة أداء النخبة السياسية، الصراعات لا يستبعد أن تنفرج من جديد، الوضع غير مطمئن، اليمن اليوم متهيئة لتغيير ما إما إلى اليمين أو إلى اليسار، الطريق أمامها ضبابي..
ــ ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المتأزم وأدخل البلاد نفقاً مظلماً؟
سيكون حديثا طويلا وسأركز على عناوين المشكلة، أقول: الدولة اليمنية دولة مخادعة، إذا ما استعرضنا نشأة الدولة وصعودها، في اليمن لم يكن هناك دولة تقليدية على أول محاولة لبناء الدولة أيام الإمام يحيى لم يستطع الإمام يحيى بناء دولة ولا الذين بعده، لطالما دخل الناس في صراع المصالح من أيامه ثم بعده وكذا بعد الثورتين سبتمبر وأكتوبر، ولكن هذا الصراع انحصر بين النخب لوحدها، لم يكن هناك صراع مثلا حول حقوق الملاك والمؤجرين الإقطاعيين، بما في ذلك صراع اليمين واليسار الذي كان صراع رؤى فردية في الغالب، الجهد السياسي استغل بعيدا عن حاجات الناس، واستمرت هذه الصراعات حتى جاءت الوحدة اليمنية فأدخلت اليمن مربعا ثانيا من الصراع، حالة يستعاد فيها النفوذ من جديد، وقد فشلت النخب أن تحقق إنجازا ما بعد ذلك، وعدنا مرة ثانية إلى يد القوى التقليدية بعد حرب 94م، وهو ما يحصل اليوم، أعتقد أن الدعوة للتغيير من قبل الشباب أعطت فرصة مناسبة للقوى التقليدية لأن تطل برأسها من جديد، وكان العام 2006م أحسن من الأعوام التي جاءت بعدها، في هذا العام عاشت اليمن أفضل حركة سياسية هزت الشارع اليمني، وكانت تلك الفترة مناسبة لبناء اليمن من جديد، فشلت المعارضة في التقاط فرصة التواصل مع الطرف الفائز ودخلوا في مماحكات سياسية، وكما لم تستطع المعارضة التقاط فرصة التواصل مع الطرف الفائز آنذاك أيضا علي عبدالله صالح لم يستطع أن ينجز شيئا فيما يتعلق بتغيير إدارة الدولة، على الرغم من التجديد فيما يتعلق بانتخابات المحافظين، فجأة دخلت البلاد في الأزمة السياسية وتأجلت الانتخابات البرلمانية في 2009م مع أنه كانت هناك مبادرة تصالح سياسي بين الأطراف المشترك والمؤتمر، لكن الرئيس السابق لم يلتقط الفرصة أو لم تعد لديه القدرة على التقاطها مثلما هي مفقودة لدى الطرفين أن يجلسوا على طاولة حوار ويتناقشوا، والحقيقة أن هذه النخبة هي التي تدير اليمن وتثير مشاكله وغباره من أربعين سنة مضت، فخرج الناس إلى الشارع إلا أن الذين خرجوا إلى الشارع كانوا أضعف بكثير من النخبة التي بقيت في البيوت والقصور، وتحول الخروج إلى الشارع إلى أزمة، طبعا لا نستطيع أن نقول: إنه لم يحل شيء، أعتقد أن التوقيع على المبادرة الخليجية وخروج علي عبدالله صالح من دار الرئاسة أو من القصر الجمهوري هذان إنجازان مهمان في حد ذاتهما لأنه لأول مرة يخرج طرف قوي مقابل وجود طرف قوي أيضا ويبقون معا في الميدان للعمل المشترك وفق وثيقة بينهما.
ــ تتخاطر بذهني عدة أسئلة حاليا لكن دعني أسألك عن قولك أن النخب السياسية خلال الفترة الماضية لم تكن تمثل الشعب، وأتفق معك هنا، لكن هل ينطبق هذا الكلام اليوم على النخب السياسية الحالية؟
أخرج إلى الشارع اليوم واسألهم ما هي أولوياتكم؟ هل يهمهم العمل السياسي؟ هل يهمهم العمل الحزبي؟ هل هم مهتمون بحرية التعبير؟ هل هم مهتمون بالعلاقات الدولية؟ هذه قضايا ثانوية لهم، اهتماماتهم المباشرة بقضايا الغذاء والسكن والدواء. كيف تستطيع أن تفرق اليوم بين المؤتمر والإصلاح أو الاشتراكي والإصلاح حول نظرة كل منهم للخدمات العامة للشعب؟ السياسيون اليوم كأنهم لايفهمون ما ذا يريد الشارع.
هم يقولون عكس ما تقول الآن.. هم يقولون إنهم يتبنون مشاكل الناس وتطلعاتهم ويعملون من أجلهم؟
فرق كبير جدا بين أن تتكلم عن مشاكل الشارع لتستغلها كدعاية لصالحك الحزبي وفرق بين أن تتكلم عنها بغرض أن يدعمك الشارع نفسه من أجل تمرير سياستك، مثلا حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت لا تكاد تلمح أي تغيير منها حتى الآن، لا تكاد تجد لها رؤية فيما يتعلق بتقديم الخدمة العامة البسيطة للناس..
ــ حكومة الوفاق ماشية على قدم وساق وهي ترث اليوم أعباء كبيرة من النظام السابق من الصعوبة تجاوزها بكل سهولة؟
أقول لك: في صنعاء رئيس وزراء جديد وفي تعز محافظ جديد، قارن بين الاثنين، لا من حيث تقديم شيء حتى الآن فالوقت قصير، ولكن من حيث الرؤية التي يملكها محافظ تعز، هناك نخبة سياسية يعبر عنها شوقي هايل راح مباشرة باتجاهها..
ــ ألم أقل لك أن ثقالة النظام السابق عائقة عن تحقيق أي إنجاز بسهولة؟
ما ذا تقصد أولا بالنظام السابق؟
ــ نظام علي عبدالله صالح.
هؤلاء كلهم القائمون اليوم على الحكم هم من نظام علي عبدالله صالح، هم النظام السابق. إلا أنهم هم اليوم بلا ثقالة وهي علي عبدالله صالح الذي كانوا يقولون عنه إنه هذه الثقالة التي تشير إليها!! كل ما في الأمر أنه خرج الرئيس وبقي النظام.
ــ موروث ما يزيد عن ثلاثين عاما قائم اليوم؟
قل لي مثل ماذا؟
القوانين التي فصلها على نفسه.. أدواته السياسية في مفاصل الحكم والإدارة.. أتباعه.. العاملون معه اليوم..
لا لا . هذه وسيلة لإقصاء الآخرين، للأسف يتحدثون عن علي عبدالله صالح كما لو أنه كان عنده دولة بوليسية ضخمة على ما تشاء قدير يفصل القوانين ويستزرع المخبرين و.. إلى آخر، في اليمن أنت تعرف أننا بالكاد وخلال الفترة الأخيرة استطعنا أن نقنع الناس بوجود الدولة، مفاهيم كالاستقرار السياسي..كالديمقراطية.. كالسلم الاجتماعي هذه تحتاج لوقت طويل، لدورة زمنية كاملة، اليوم اليمنيون يتساءلون: كيف شخص واحد يقطع الكهرباء على شعب كامل؟!! طبعا بعض الناس يقولون علي عبدالله صالح يدعم طرفا ما من الأطراف لقطع الكهرباء، آخرون يقولون هو علي محسن الذي يفعل ذلك، وأنا لا أفكر بمن يمول أفكر بالذي يضرب البرج لم يتشكل لديه وعي المصلحة العامة وثقافة الدولة لا يزال القبيلي داخل الجوف أو في حاشد أو بكيل يعمل نفسه دولة، لم يترسخ مفهوم الدولة عند المواطن العادي، لأنه إما أن تحقق له مصلحته الخاصة وإلا فلا!! القبيلي يتعامل مع القانون كأنه بندق عدال فوق ظهره وإلا فإنه لا يريده..
ــ ألا تعتبر هذا من مخرجات النظام السابق وموروثه الذي يعيقني ويعيقك اليوم في الشارع؟
ليس لدينا دولة من سابق، لا بوليسية ولا غيرها وإلا لما حصل ما حصل. اليمن تعقيداتها كبيرة، أقول لك: خذ أجندة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية التي كان المجتمع الدولي وعلي عبدالله صالح يتفاوضون عليها خلال الفترة السابقة ولم تستطع الحكومة السابقة أن تحقق شيئا، ما ذا فعلت حكومة الوفاق فيها؟ مثلا الإعلام كان له الدور الأكبر في ما حصل. هل تغير شيء على ضوئه في رؤية الحكومة أو الدولة كلها؟
ــ ما أوجه الربط بين الأداء الإعلامي وتغير الأداء الحكومي؟
أنا كنت أعاني من الحكومة، هي التي تمنع عني الترخيص وهي من تسحبه، وهي التي تمنع عني المعلومة وتحجبها..
ــ ألا ترى أن فترة تولي الحكومة الجديدة ليست كافية حتى الآن للتقييم الموضوعي أو الحكم عليها بالنجاح أو الفشل، وبالنسبة للإعلام تحديدا يكفي أنه على الأقل ضبط أداء بعض المؤسسات الإعلامية الرسمية وجعلها وطنية بعد أن كانت بيد أشخاص؟
نتمنى أن يكون القادم أفضل.
ــ برأيك من المتسبب في هذا كله لو نظرنا إلى المشكلة من أعماقها البعيدة؟
ما رأيك نتحدث عن الحل وكيف نستطيع الخروج من هذه الأزمة؟ العودة إلى الوراء قد لا تفيدنا، وفي الواقع ليس هناك طرف سياسي في اليمن نستطيع القول أنه بريء، لا نستطيع أن ننفي تحمل أي طرف من الأطراف جزءا من المسئولية الكل يتحمل ذلك. هذه البلاد بلاد تشاركية، مجتمع حكم تشاركيا ولا يزال إلى اليوم يُحكم تشاركيا رغم التغييرات التي حصلت.
ــ ولكن علي عبدالله صالح نفسه لم يكن يقول هذا الكلام الذي تقوله كان يقول: نحن دولة ونحن حزب حاكم، وكانت هناك سلطة ومعارضة بالنهاية؟
وهو قال إننا دولة ديمقراطية وأنتم تقولون غير ذلك. وقال إننا دولة حقوقية وأنتم تقولون غير ذلك.
ــ بالفعل الأمر ليس كذلك وإلا لما خرجت هذه الملايين ثائرة في الساحات والميادين تبحث عن حقوقها المهدورة، فعلاً الأمر ليس كذلك؟
وفي الموضوع الآخر الأمر ليس كذلك.
ــ الدولة حكمت منذ أكثر من ثلاثين عاماً من قبل طرف واحد وللموضوعية فقد كانت هناك شخصيات مؤثرة على السلطة ولكن كأشخاص لا مراكز؟
أنت تنظر للحكم باعتباره الخطاب الإعلامي؟ إذا كان رئيس الجمهورية يعي�'ن محافظا ثم إن هذا المحافظ لا يستطيع الانتقال إلى محافظته فأين الاستبداد هنا؟
ــ هذا حاصل، ولكن التقييم الموضوعي له عدم قدرته على تنفيذ قراره، عجز وفشل في الإدارة وليس استبدادا؟
هكذا الأمور كانت ولا تزال بهذه الطريقة! نحن نقول: إن علي عبدالله صالح حكم بقدرته على التواصل مع مختلف الأطراف وخاض ترضيات هنا وترضيات هناك، وكل هذه الأطراف كانت مشاركة معه في الحكم. هذا يتناقض مع مفهوم الاستبداد، في اليمن لا يمكن أن يكون هناك استبداد.
ــ كان لك موقف مناوئ لثورة الشعب الشبابية السلمية بصورة تبدو لافته باعتبارك مثقفا ومستنيرا، وكان الأصل مساندة خيارات الشعب اليمني لا مناوءته؟
أنا كنت ضد الثورة من حيث المبدأ، وليس ضد ثورة الشعب أو الشباب فحسب، الفعل الثوري لا يخدم إلا ما كان قبل الثورة، يتم إعادة ما كان من قبل بصورة جديدة وتقوية ما كان قبلها..
ــ كيف حكمت على ذلك؟
اقرأ كل ما حصل في الثورات اليمنية من 48 إلى 62 إلى 63م كلها لم تأت بجديد، ثورات لم تستطع أن تبني دولة، لأن التعدد السكاني فيه يفرز تعددا في الرؤى والمصالح والتوجهات، ومن الصعوبة أن يكون هناك مشروع واحد، كنت أرى الانبهار الغربي بما حدث من خروج للشارع في اليمن وأتعجب من ذلك حين يرى ذلك مظهرا حضاريا لأنه يقيس الديمقراطية بنسبة خروج الناس إلى الشارع وممارسة ما يريدون لكن هؤلاء المراقبين لا يدركون أنه يمكن في ظرف ثلاثة أسابيع لا وجود لها، وتصبح مجزأة ومقسمة، تموت الأفكار العامة ويبقى الصراع الشخصي. كنت أرى ولا زلت أرى أن الثورة هي ضد التغيير..
ــ جميل.. الثورة ضد التغيير. كيف؟!!
الثورة تعيد الذي كان، وأنا هنا لا أغمط حقوق القوى التقليدية التي ثارت ولم تكن النخب السياسية والمثقفة إلا لافتة لها، لكن الذي مول ونصب الخيمة وأتى بالأعضاء ونظم الناس كل هؤلاء هي قوى تقليدية ولا علاقة لها بقوى الثورة.
ــ بما في ذلك الأحزاب؟
نعم. بما في ذلك الأحزاب
ــ وهل الأحزاب السياسية من ضمن القوى التقليدية؟
نعم. ليس هناك أحزاب تقود ثورة، الأحزاب تقود انقلابات، تقود حركات سياسية، أما أن تقود ثورة فهذا غير معقول.
ــ ألم تلتحم الأحزاب السياسية بالشباب والثوار في مشهد ثوري واحد؟
لم تجتمع ولم تلتحم، الذي حصل أن الحركة المدنية في اليمن خرجت تطالب بما تراه حقا لها، فالتحقت بها القوى التقليدية، الإصلاح تحرك كقوة تقليدية الاشتراكي كذلك بعيدا عن خطابه النظري، الأمين العام للحزب الاشتراكي قال لأعضائه ادخلوا في الثورة وبإمكانكم أن تشكلوا حتى حزبا سياسيا، لكنه لم يربطهم بالتنظيم، الإصلاح ربط أعضاءه بالتنظيم، وخرج للشارع ورتب أفراده حتى الخيام التابعة لهم أين تكون وكيف تكون؟ وكذا مسئوليتهم داخل الساحة من الغرف المغلقة، فهل تُقاد الثورة من الغرف المغلقة؟
ــ لما ذا لا نحسب هذا الفعل ميزة للإصلاح لاسيما ولديه القدرة على الحشد والتحشيد والتنظيم والسيطرة؟
الإصلاح ساند الذين خرجوا من أجل التفاوض السياسي معه، أما من أجل الثور فلا. ولما يأتي طرف ما من هذه الأطراف للسيطرة بهذه الصورة بحجة أن الطرف الآخر ضعيف فهذا شيء آخر، فهل أخذ الإصلاح تفويضا من قوى الثورة لقيادتهم؟
ــ وهل الإصلاح هو الذي يقود الثورة؟
قادها. قادها من اللحظة الأولى.
ــ قادها أم شارك في قيادتها؟
بل قادها.
ــ طيب هل الشعب اليمني كله هو الإصلاح؟ وأين ذهبت بقية القوى السياسية كالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين وغيرهم؟
كانوا موجودين في الساحة بنفس الطريقة التي يتواجد فيها المصلون مثلا لصلاة الجمعة، كل الناس موجودين، لكن الذي يتكلم ويوجه الناس هو الإمام. خطاب الإصلاح فرض على قوى الثورة، وعندما أتكلم عن الإصلاح اليوم فليس هو ذلك الإصلاح الذي كنا عرفناه قبل الثورة، جاء خطاب آخر وجديد.. لو أن الشباب الذين خرجوا إلى الساحات واعتصموا فيها ولم يكن فيها شعار إسقاط النظام ولم يحصل أن انضمت القوى القبلية والقوى العسكرية للثورة وأصبح لدينا ثلاث كتل: كتلة الشباب المستقلين في الميدان وكتلة القوى المحافظة في أماكنها وكذا كتلة النظام في مكانه لاستمرت الأزمة أكثر ولما وصلنا إلى تسوية يصبح الشباب فيها طرف، اليوم الشباب أين هم؟
ــ خرج إلى الميادين والساحات ما يزيد عن ثمانية مليون يمني تختزلهم بهذه السهولة في طرف ما؟
أنا في البداية معترض على الرقم لا أظن يزيدون عن اثنين مليون، اليمن تستحق التغيير، والمجتمع يريد التغيير، الناس يريدون التغيير في الأمور المتعلقة بشئون حياتهم المعيشية والساسة يريدون ذلك لغرض سياسي آخر..
ــ ما رأيك بالمبادرة الخليجية؟
هي في النهاية مخرج لليمن ولليمنيين من أجل يكون هناك طرفان سياسيان قويان يتشاركان في حكم البلاد وسنرى مشاركتهما مستقبلا. هم الآن يجربوا تعايش الخصمين في بلد لا زالت ديمقراطيته ناشئة كما ذكر جمال بن عمر.
ــ ألا ترى أن لها انعكاسات سلبية؟
بالتأكيد لها انعكاسات سلبية.
ــ مثل ماذا؟
نعود للتقاسم، التقاسم في اليمن طريقة يختفي فيها القوي، في 94م استطاع المؤتمر والإصلاح أن يقصيا الاشتراكي من الدولة بقوة انتصارهم العسكري عليه وهو إقصاء كبير وكامل وبعد 97م المؤتمر الشعبي العام سقى الإصلاح من نفس الكأس، اليوم الذي يحدث أن الإصلاح أولا ومعه بعض الأطراف ثانيا يمارسون ذات الإقصاء على المؤتمر الشعبي العام ويقصون كوادره بطريقة غير عادية في بعض الوزارات، الخلل في رئيس حكومة الوفاق الوطني، وفي مكتبه، الرجل فاضل لكنه يعيش خصومة لأربعين سنة مع الرئيس السابق..
ــ كان صديقا مقربا منه ومسئولا أيضا في الدولة؟
علي محسن كان أخوه أيضا، ولا يهم علاقته بعلي عبدالله صالح، المهم أنه لم يستطع أن يدرك أنه أمام تحد كبير من الصراع. وكان عليه أن يبادر إلى ردم الهوة بين فرقاء العمل السياسي.
ــ في تعليقاتك على صفحة الفايسبوك وفي كتاباتك ما يوحي بالانتقام من أصدقائك السابقين في الإصلاح بصورة يراها البعض غير موضوعية، لما ذا؟
كثيرون قالوا لي ذلك، ولكن أنت أمام موقف سياسي تكتب ما تراه صحيحاً وبعدها ليحسب من شاء ما يحسب لا يهم في النهاية. هم كانوا شركاء مع علي عبدالله صالح واليوم هو يقولون فيه الكثير، فلماذا لا نسقط عليهم ما يسقطونه هم على الآخرين؟! وفي الحقيقة أنا ليس لي غير الفايسبوك أكتب فيه ولم أعد أكتب مقالات سياسية، نظرا للظرف المعقد، وأنا قلق على الإصلاح كحزب مهم على الساحة لكني أرى أن الخطورة تأتي منه حين يتغول في المشهد السياسي. والخصومة شيء طبيعي بالنهاية، خاصة في العمل السياسي إنما الإشكال هو الإيغال في الخصومة.
ــ ما ذا عن بداية خلافاتك مع إخوانك الإصلاحيين وأنت رئيس تحرير