اخبار الساعة

.. واشنطن ! حنيش.

اخبار الساعة - عزالدين سعيد الاصبحي بتاريخ: 16-07-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (2588) قراءة

اذا زرت واشنطن سيلفت نظرك ان قلب (دي سي ) ودي سي هي واشنطن العاصمة

ان معظم السائقين من أثيوبيا

وكثير ما زرت واشنطن ولفت نظري هذا الأمر وأنا استمتع بالحديث الحميمي معهم وستجد ان معظمهم أصحاب شهادات وقدرات ممتازة

اقول لهم اني من اليمن فيبتسمون واذكر لهم - كم كلمة بالامهري فيفرحون –

واذكر أني أنجزت واحد من أهم ماكتبت كتحقيق صحفي عن أثيوبيا من أكثر من عشر سنوات  وأدهشني ذلك البلد الجميل  ولا زلت أتذكر كلمات إثيوبية بسبب زياراتي لأثيوبيا وأهمها أني أقول لهم أني اعرف

امهري-  تنش تنش ( أي قليل قليل ) وغيرها لا اعرف كلمة ولكنها مفتاح للتواصل الإنساني وللشعور بالأمان وأنت تركب التاكسي – لا أزال احمل هذا الحذر معي وأنا أجوب العالم عندما اركب قطار او تاكسي -  ومن كثر التعليمات التي تلقيناها صغارا من جرائم التاكسي والمواصلات تولد رعب غير عادي واذكر العام قبل الماضي اني كنت في البرتغال وضاعت الحسبة بالتواصل مع القطار وقيل لي انقذ الموقف واركب تاكسي والعنوان للمؤتمر سهل وأخذته بالتلفون ويا لك من مشوار ومن مؤتمر يومها وبالفعل صرخت يا شماتة ابله زازازه فيك ياعز

السائق لم يفهمني ورأني عربي اصيل وفهم اني اريد مكان اخر وسفخنا مشوااااااار الى مدينة جنب العاصمة ممده على البحر ليس فيها من يلبس والكل نائم ومسترخي يأخذ حمام شمس

وانا هبطت عليهم كائن عجيب ببدلة سوداء ونظارة طبية وبيدي ملف من أربعمائة وخمسين صفحة وخمسة أقلام بالجيب  ولابس كرافته وشراب صوف وااااااه على المنظر الذي لفت الشاطئ المبلطح ؟؟! تماما مثل لو دخل حد عريان على سوق شعبي عندنا سيكون غريب ومستهجن والكل ينظر اليه مجنون وقليل أدب

انا كنت بين النائمين والنائمات بالشمس هكذا شبه  أبو العلمين حموده –فيلم هنيدي الشهير –

ومن يومها لا اركب التاكسي إلا بعد شريعة وتأكيد

 

أعود الى تاكسي واشنطن الآن  

المهم بعد ان أدركت ان المترو لا يجدي أحيانا لأصل مواعيدي في وقتها

عدت لأنسجم مع غلاء التاكسيات وحديث السائقين ؟

 

ولا أنسى نظرة الشفقة هذه عنما يسألك احدهم أنت من  أين فتقول من اليمن

ويرد باندهاش اووووه من اليمن !!!

ويردفها بحسرة

 

مساكين كان الله بعونكم ؟ خلصتم الحرب ام لا ؟

 

فلا تدري بماذا ترد وكيف تشرح بصدق التفاصيل الصعبة

ويحاصرك بسؤال أوسخ من الأول - هل نجحت ثورتكم ام لا ؟

فتزيد لعثمة ؟

ثم يقضي عليك بسؤال الضربة القاضية

 

- طيب الشعب مرتاح من الوضع ومن الحكومة الجديد؟ فلا تدري ما تقول

 

ويسأل يعني الحكومة كلها جديده  ومالها  علاقة بالقديم

 

تشير بيدك كمن أصابه شلل رعاش مبكر  يعني نص نص ؟ّ!

 

فيرد بحصار أوسخ

 

-  طيب مش انتم عملتم ثورة ؟؟ ايش حصل ؟؟

 

فتعيد تقليب يدك من الجهة الأخرى ؟ برضه نص نص ؟

 

فيتنهد وهو يرقبك بألم وحسرة وينظر اليك كمريض خارج او داخل مصحة عقلية

ويدعو الله ان يعينك ولا يطلب منك ( بخشيش !!) على اساس انه اقتنع انك من مستحقي الصدقة

 

وتنزل وكلك غضب على هذا الوضع الذي اوصلك لتكون في حالة مزرية وينظر اليها بعطف وشفقة من أي سائق ؟ّ!

أي وضع هذا يجعلنا بهذه الصورة المزرية في نظر العالم ؟؟؟؟

اووووووووووووووف

 

انزل إلى الاجتماع وبي من الغضب ما يجعلني لا انظر الى دفتر ملاحظاتي لأي لقاء بل انفجر مقهورا من كل شيء

فنظرات الشفقة من سائق التاكسي سياط تلاحقني

وأقول خلاص سأحرم ركوب التاكس في واشنطن لأنه غالي جدا اولا  وثانيا لأجنب نفسي هذا الحرج الإثيوبي ..  ولا اقدر لأن الامر الصعب هو ان تكون وحيدا في مدينة صعبة وليس معك غير عنوان من كلمتين واضحتين لأهل العلم وليس لشخص قادم من اليمن السعيد ذو العناوين العجيبة

دعوني اضرب لكم مثلا

الشوارع مقسمة ببساطة حسب الحروف الهجائية وتتعامد مع شوارع حسب الأرقام ببساطة وكل مبنى رقم وانتهينا

 

انا اسمع  عناويننا باليمن هكذا ( جولة الدائري أمام المخبازة خلف عمارة الشيخ  الجديدة على أساس ما في إلا المشائخ يبنوا عمارات ! بجانب مقلب القمامة الكبير مش الصغير بعد الحفرة الصغيرة والمطب الثالث عند البالوعه المفتوحة تجد بيت مدير النظافة  وسلامتكم )

 

اعود لأوشنطن  والتاكسي ..اليوم يوم التأكسي... وأقنعت نفسي ان  الأمر جيد ولا بأس فيه  والحديث مع البسطاء الطيبين يفتح النفس ليوم جميل

 

 

 

هذا الصباح تعكنن المزاج من السائق العصبي جدا

الذي بادرته مبتسما ومؤكدا له اني اكتشفته انه من اثيوبيا الجميلة وشعبها الطيب الأصيل والشجاع وهات يا غزل بأثيوبيا

قبل ان يوقف السائق المتوتر غزلي بحده ويؤكد لي

- But I am from Eritrea, sir

انا من اريتريا يا سيدي

واسقط في يدي

ورايته يعرف مباشرة اني يمني ولا يحتاج الى أدلة وبراهين !!

 

وبدأ يغضب للتعصب اليمني

وبدل من نقاش صباحي هادئ اذا انا في نزاع على المياه والجزر وحنيش هل هي يمنية ام ارتيريه ؟؟

 

ونقح عرق الوطنية اليمنية

واذا بي اعطيه محاضرة عن  اليمن الحضارية التي امتدت الى البر والبحر

وسخر الرجل من كل ذلك  وقال :

- يالله وصلت انزل والله يعينك على البلاوي وبلاد الحضارات وثورة النص نص حقكم .. هذا هو  مبنى مكتبة الكونجرس

 

وشكرته

وانا في حالة الم من الحضارات والعسكر الذين أضاعوا البلاد والعباد

ونزلت وكان المقلب

نعم هو المبنى ولكن الباب ليس هو ؟ والمدخل الآخر يعني ضياع ربع ساعة او أكثر من السير في مطر واشنطن والأدهى أني نسيت المظلة اليوم

ولن اشرح لكم حالتي في الوصول المتأخر ومبلول ومجعوث

وأتحدث بحشرجة ولا استطيع ان اخذ نفسي

وانا اردد السبب

جزيرة حنيش --حنيش

والجمع يندهش

ويقلب نظره فيك ويعيدون نفس نظرات الشفقة السابقة التي يشيعك بها السائقين

 

اووووووووووه  أنت من اليمن وتبدأ همهمات ( تقرح القلب ) الله يعينكم

 

وتعود نفس الأسئلة التي تبكيك

ماذا عملتم ؟ ايه اللي حصل عندكم يا يمنيين ؟

فلا تجد الا ان تقلب يدك بطريقة الشلل الرعاش !! وتردد والله نص نص!

والكل ينظر أليك كقادم او ذاهب الى المصحة !!

اقرأ ايضا: