الشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله يكشف طريقة عودته إلى منهج السلف
اخبار الساعة بتاريخ: 18-04-2024 | 7 أشهر مضت
القراءات : (3230) قراءة
كان العلامة الشيخ السوري محمد نسيب الرفاعي رحمه الله (ت 1412ه 1991م) أول أمره أشعريا صوفيا، وكان إذا حضر حلقة ذكر أو رقص، يرقص مع الحضور، ويذكر معهم، لكنه داخل نفسه غير راض عن ذلك، وعندما تحدثه نفسه يقول: "هكذا الدين فأسكت وأسلم"..
كان رحمه الله ضد المستعمر الفرنسي في سوريا، لذا انخرط في الثورة ضدهم، فاعتقل أوائل الأربعينيات الميلادية، وسجن في معتقل "الميه ميه" و"قلعة راشيا" في لبنان مع عدد من المناضلين، وكان من جملة هؤلاء الشاعر الأديب عمر أبو النصر رحمه الله، وكان كاتبا يكتب الكتيبات الإسلامية مثل: "خالد بن الوليد" و "معاذ بن جبل" و "الحجاج " ونحو ذلك، وكان يحمل معه في معتقله حقيبة مليئة بهذه الرسائل وبعض الكتب.. فصار الشيخ الرفاعي رحمه الله يأخذ من هذه الرسائل، وكلما انتهى من قراءة رسالة أخذ أخرى، وهكذا حتى انتهت الرسائل التي معه، فقال الرفاعي لأبي النصر: يا أستاذ! ابحث لنا هنا أو هناك عن كتاب نقرؤه؛ فإن بيت السبع لا يخلو من العظام.
فقال: في الحقيقة بقي معي كتاب واحد لعلك لا تفهمه.
قال الرفاعي: لم! هل هو بالفرنسية؟!
فقال: لا، بل بالعربية.
قال: إذن هاته.
فقال: لعله لا يعجبك!
قال: هات الكتاب.
يقول الرفاعي: أخذت الكتاب، فإذ به كتاب:(مجموعة الرسائل والمسائل) لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأمسكته وفتحته من وسطه، وإذ بي أقع على عنوان:(مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية)، فنزل العنوان على رأسي نزول الصاعقة، فأنا من الرفاعية نسبا وطريقة، فكيف لابن تيمية أن يصفنا بالدجاجلة، فأخذت أسب وأشتم.. ثم قلت - وقد دفعني الفضول -: لأنظرن ما يقول ابن تيمية!! فقرأت الفصل كله، فلما أنهيته وجدت نفسي مسلمة لابن تيمية فيما ذكر، فهذا هو واقع الطريقة، وأنا ابنها، وصاحب البيت أدرى بما فيه..
فقلت: لأقرأن الكتاب من أوله فهذا كتاب يجب أن يقرأ.. فبدأت بقراءة الكتاب قراءة المتمعن الباحث عن الحق حتى أنهيت الجزء، وقد هالني ما فيه ابن عربي سلطان الأولياء! وما عنده من الكفر! التصوف مليء بالبدع والخرافات، وها هو ابن تيمية في كل ما يقول يدعم قوله بالآية والحديث والبرهان الساطع الذي لا يمكن رده.. فحمدت الله وشكرته على إزالته الغشاوة عن عيني، وقد أبصرت نور الحق وانقشع ظلام الباطل.. وقد كنت يومها أشرب الدخان فامتنعت عن شربه، وأخذت أدخر ثمن علبة الدخان، وحين يأتي أهلي لزيارتي أعطيهم هذا المال، وأقول: أحضروا لي كتابا لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهكذا أخذت أسلك الطريق في قراءة كتبه، حتى صلحت عقيدتي، فهو صاحب الفضل علي بعد الله في اتباع منهج السلف في الاعتقاد، ثم صليت ركعتين، وقلت: لئن أخرجني الله من هذا السجن لأنشرن هذا الحق وهذا المنهج.. وهذا ما كان..
رحمه الله رحمة واسعة، ومن أشهر كتبه:[تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير] و كتاب [التوصل إلى حقيقة التوسل المشروع والممنوع]
اقرأ ايضا: