الكويت تمنع الشاعر السعودي المريخي من دخول أراضيها
أعلن وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد أنهم بصدد فتح تحقيق عاجل لمعرفة كيف حصل الشاعر السعودي خالد المريخي على الجنسية الكويتية في وقت يحمل جنسية دولة أخرى.
وأكد الوزير في تصريحات تلفزيونية أنهم سارعوا إلى تشكيل لجنة تحقيق وأصدرت الأوامر إلى جهاز أمن الدولة والإدارة العامة للجنسية والإدارة العامة للمباحث الجنائية لتزويده بمعلومات كافية ووافية عن بيانات المريخي".
واعتبر وزير الداخلية أن المريخي أساء لشعب الكويت بعد أن أعلن على الهواء مباشرة في لقاء تلفزيوني أنه لا يريد الجنسية الكويتية من جهته، التي حصل عليها في العام 2003، مشيراً إلى أن التابعية السعودية كانت في حوزته ولم يتم الاستغناء عنها.
وطالب المريخي في حديثه الذي أثار موجة غضب كويتية لاذعة السلطات الكويتية "بالإسراع في استرداد الأوراق والوثائق الخاصة به من مثل الجواز والجنسية". مؤكداً في الوقت نفسه "حبه للشعب الكويتي الطيب". إلا انه أكد عدم رغبته في دخول الكويت مرة أخرى، وقال: "إذا أردت التقاء الشعب الكويتي فسألتقيه خارج الكويت".
إساءة مزدوجة
ورأى الخالد: "أن المريخي بتصريحه لم يسئ إلى الكويت التي شرّفته بمنحها الجنسية، بل أساء أيضاً إلى الشقيقة السعودية كونه يحمل تابعيتها، دون أن يخطر بباله أبداً مراعاة الوشائج والصلات التي تربط بين البلدين الشقيقين، خصوصاً ونحن نعتبر انفسنا في الخليج أننا خرجنا من رحم واحد، رغم أن هناك حدوداً وملكيات هي محل احترام من الجميع".
وتساءل الوزير "من هذا الجاهل الذي يتكلم عن تاريخ الكويت، خصوصاً أن تاريخ الكويت معروف وعريق وممتد الجذور، ولن يستطيع مثل هذا الجاهل ومن هم على شاكلته أن يسيء إلى هذا التاريخ المضيء والمشرق، أو أن يحرّض على علاقتها مع الأشقاء. أبداً إنه دون شك امام جدران مرتفعة وعالية علو العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي".
وتابع: "نحن نتشرّف بتاريخ السعودية كما نفتخر بتاريخ الكويت وهذا (الجاهل) هو آخر من يتكلم عن دول لها تاريخها ويحكمها حكامها في دول الخليج".
من جهة أخرى، نشرت صحيفة "الراي" الكويتية على لسان مصدر رفيع في وزارة الداخلية أن ما جرى على لسان المريخي: "لن يمر مرور الكرام". معلناً أن الوزارة باشرت الاستعلام عن الأوراق والثبوتيات التي قدمها (المريخي) في سبيل الحصول على الجنسية الكويتية ومنذرة بأنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية في حقه".
وتابع المصدر "ان الجهات المعنية في الوزارة ستتحرى ملف تجنيس المريخي، سواء لجهة تقدمه للحصول على الجنسية الكويتية دون أن يسند أوراقه بوجود جنسية اخرى، أو إذا ثبت تقدمه للحصول عليها بعد تنازله عن أي جنسية أخرى". والأمر في الحالتين سيكون تحت المتابعة والرصد والإجراء.
وأكدت المصادر أن الوزارة ستتجه إلى منعه من الدخول بعد الاطلاع على ملفه، إضافة إلى أن الإجراءات لن تقف عند هذا الحد بل ستكون هناك إجراءات أخرى "فنحن لا نقبل أن يستهين أيّ كان بالجنسية الكويتية".
إعلان على الهواء
وكان الشاعر السعودي خالد المريخي أعلن في حديث لقناة "الراي" الكويتية أنه لا يرغب في استمرار حمل الجنسية الكوتيية مرجعاً ذلك الى أسباب خاصة قال عنها: "أنا أحتفظ بها لنفسي". مشدداً على احترامه وتقديره للشيخ أحمد الفهد.
وأضاف "أعطتني الكويت الجنسية وأنا أعطيت الكلام والأشعار إلى كبار المغنين وحصلت مقابل ذلك على مبالغ بسيطة، الكويت أعطتني المحبة وأنا أعطيتها الكلام ومحبة الكويت من محبة السعودية والعكس صحيح".
".
وتابع الشاعر الذي كان يحمل الجنسيتين السعودية والكويتية (مزدوج الجنسية)، "قصدت من وراء التنازل عن الجنسية الكويتية توجيه رسالة إلى السلطات لتمارس إجراءاتها، بعد أن بلغ السيل الزبى".
واتهم القيادة السياسية (الكويتية) بممارسة "دور على المواطنين، وتضيق الخناق عليهم على اعتبار أن هذا مزدوج وهذا مزدوج..."، بحسب ما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية، السبت 31-7-2010.
وتابع المريخي: "الكويت دولة حديثة نسبياً (300 - 400 سنة)، مقارنة بالمملكة العربية السعودية، وإن من توافد إلى الكويت من الدول المجاورة وأقام فيها منذ زمن أخلص لها".
وأوضح أن "الكل يعرف أني سعودي وأحمل الجنسية السعودية في الأساس، وحصلت على الكويتية (الجنسية) منذ 7 سنوات، ولكن بسبب ما يدور حالياً من غمز ولمز تجاه المزدوجين، هدفت إلى بعث رسالة أعبر فيها أن الجنسية (الكويتية) ليست صك غفران تؤهل حاملها الدخول إلى الجنة، ولا تتمتع بأي إغراءات".
وقال إن "السعودية تعتز بتاريخها، تاريخ الانتصارات والمعزة والكرم، وحتى القانون السعودي عندما تمنح الجنسية بموجبه لا يتراجع، ولا يسقطها عن الممنوحة إليه، كما هو واقع الحال مع الجنسية الكويتية (اللي معتبرينها صك غفران)".
كما تطرق إلى قضية "البدون"، قائلاً: "أعتقد أن هناك الكثير من البدون استشهد من أجل الدفاع عن الكويت، والإخلاص ليس بالهوية، إنما في الولاء الصادق وفي إثبات هذا الولاء".