"حكاية نازحين": طفل في مخيم النازحين تربطه أمه على شجره، في الخمج نازحين على أرض جدباء
اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 21-07-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (3116) قراءة
طفل في الثالثة من عمره في أحد المخيمات بعد أن اختل عقلياً بسبب المواجهات واضطرت أمه إلى ربطه على عمود خشبي خشية من أن يذهب بعيداً، صورة محزنة لأم تستخدم أكياس طحين فارغة لابنها الرضيع لينام عليه بدلاً من الفرش، مرضى لا يجدون مستشفيات يتلقون فيها العلاج
في الخمج نازحين على أرض جدباء
في خبت من خبوات تهامة مديرية حيران قرية الـ"خمج" الواقعة شرق مديرية حرض بمحافظة حجة، يقبع أكثر من ألف نازح ونازحه يفصل بينهم وبين وادي العريض الذي يحتضن أكثر من 10 آلاف نازح مسافة كبيرة بالسيارة نتيجة قطع الحوثيين للخط الرئيسية التي تمر بمديرية مستبأ. هؤلاء من أبناء مديرية عاهم، يقطنون أرض جدباء لا ماء فيها ولا غذاء، شديد الحر، بعيدة عن مراكز الخدمات والأسواق.
أطفال بملامح جافة شردوا من مدارسهم، وشيوخ أجهدهم الدهر يتمنون أن يجدوا مكاناً يهنئون فيه بالراحة، وسراجات يبددون بها شيئا من ظلام الليل وكآبته ووحشته.
يقول توفيق علي قاسم طالب في صف أول ثانوي وأحد النازحين في هذه المنطقة: "تركت الدراسة وهربنا عند هؤلاء" ويشير إلى شخص بجواره من نفس المنطقة. ويتابع "ما نسوي في موت الحوثي اعتدى على المدارس والمساجد والبيوت وقطع علينا الخطوط ما في أمان ولا معيشة خربوا بيوتنا" ومع كل ما يحل بتوفيق ومن معه إلا أنه لا يزال يطمح بأن يكون دكتور في المستقبل.
هؤلاء النازحين يأسوا من كل ما حولهم، وبقوا يتطلعون فقط إلى الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة التي يناشدونها أن تكون لهم ملاذاً بعد الله وأن تسارع إلى إيوائهم كما آوت أخواناً لهم من قبل وهم ممن عاشوا حروب صعدة الستة، فظروفهم واحدة والمتسبب واحد وإن كان هذه المرة في موقع الجلاد..!!
في هذه المنطقة قابلت عدد من النازحين، وقرأت الحزن العميق في وجوههم، ولمستُ الألم في أحاديثهم، ورأيت صوراً موجعة لن تخطئها الذاكرة ولو بعد سنين طويلة، صورة لطفل في الثالثة من عمره في أحد المخيمات بعد أن اختل عقلياً بسبب المواجهات واضطرت أمه إلى ربطه على عمود خشبي خشية من أن يذهب بعيداً، صورة محزنة لأم تستخدم أكياس طحين فارغة لابنها الرضيع لينام عليه بدلاً من الفرش، مرضى لا يجدون مستشفيات يتلقون فيها العلاج بسبب قطع الطريق الرئيسية.
ليس النزوح والحرب وحدهما سلبوا فرحتهم، بل إن التجاهل الكبير لمعاناتهم وأوضاعهم المأساوية هو الأقسى من كل ذلك حسب أحد النازحين.. ولولا رحمة وكرم أهالي الخمج لماتوا من البرد والجوع..
ولولا لفته كريمة من جمعية الإصلاح بالتعاون مع قطر، لكان الوضع أكثر مأساوية -هكذا يقولوا النازحون.
اقرأ ايضا: