العرب الأمريكيون في رمضان.. إقبال على المساجد وحنين للأوطان، ومشاهد الابتهاج بالشهر الكريم
اخبار الساعة - الولايات المتحدة: عماد هادي بتاريخ: 14-08-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (14608) قراءة
شهدت مراكز الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الامريكية خلال الأيام الماضية مع بداية دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك إقبالاً غير معهود نتيجة لتوافد ألوف المصلين لأداء صلوات التراويح والقيام، فرمضان يشكل للمغترب المسلم متنفساً يلامس خلاله بعضاً من عاداته وتقاليده التي تربى عليها في بلاده.
شهر رمضان الحالي كان ملفتا في مدينة نيويورك بالنسبة للعرب الأمريكيين الذين نقلوا عاداتهم وتقاليدهم العربية إلى عاصمة التنوع الاثني, فقد دفعت تلك العادات الإسلامية البعض إلى التوقف ولو قليلا للتعرف على عادات المسلمين القادمين من الشرق.
وتحدثت صحيفة «النيويورك تايمز» عن مظاهر احتفال المسلمين والعرب بشهر رمضان المبارك في شوارع حي بروكلين أشهر حي يقطنه المسلمون بنيويورك. وقالت «إنهم يحاولون تعويض شعورهم بافتقاد أسرهم وأهاليهم بنقل مراسم الاحتفال بالشهر الكريم إلى المقاهي والمطاعم المجاورة لهم».
وأضافت الصحيفة إنه برغم أن الشوارع تكون فارغة بحلول الليل, إلا أن الحياة تدب داخل مقهى بالجادة الرابعة والمصمم على الطريقة العربية ما يوحي للزائر بأنه في بلاد عربية وذلك لتناول وجبة السحور.
وحسب المهندس إبراهيم العنسي الذي يدير شركة هندسية خاصة به «إن هناك تزايد مطرد في أعداد المصلين من عام إلى آخر وهناك زحامات ملحوظة في المراكز الإسلامية خاصة في نيويورك نظراً لمكانتها الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني والذي يشكل عائقا إلى حد ما أمام أبناء الجالية المسلمة بخصوص توسعة مراكزهم ومساجدهم».
ففي نيويورك وحدها نصف مدمني المخدرات في الولايات المتحدة إلا أنها مدينة عجيبة من حيث تنوع الاثنيات والأجناس والألوان فيها وجمعها للمتناقضات, فهناك التواجد العربي والإسلامي حاضر بقوة, ففي حيي بروكلين ومانهاتن هناك عدد لا يستهان به من المراكز الإسلامية, ويشتهر غالبية العرب الامريكين في نيويورك بالتجارة المتنوعة (دكاكين , مطاعم, أسواق تجارية كبرى, شركات هندسية وإعلامية وخدمية وتجارية).
والحال نفسه بالنسبة للعرب والمسلمين في ولاية ميتشغن لاسيما في مدينة ديربورن إحدى مدن منطقة (ديترويت ميترو) التابعة لمقاطعة (وين)، ففي ديربورن تتشح الشوارع بالزينة والانارات الملونة التي ترمز إلى الترحيب بقدوم شهر رمضان الكريم وتفتح المطاعم أبوابها لتقديم وجبة الإفطار وتستمر حتى آذان الفجر بعد أن ينفض الزبائن لأداء صلاة الفجر بعد تناول وجبة السحور وتخف حركة السيارات نهارا ويبدو المشهد كأنه في شوارع مدينة عدن اليمنية.
وهناك في ديربورن لا تكاد ترى أمريكيا ابيضا سوى في أطراف المدينة نتيجة التواجد العربي الكثيف والذي تسبب في ارتفاع أسعار العقارات إلى مستويات قياسية رغم التراجع في هذا القطاع على مستوى الولايات المتحدة في الأعوام القليلة الماضية بعد الأزمة المالية العالمية.
ويقول المهندس ماجد الصايدي وهو مغترب يمني يقطن في حي ديكس جنوب مدينة ديربورن حيث التواجد اليمني الخالص لم يمض على وفادته سوى أشهر وتعد هذه أول تجربة له في رمضان بعيدا عن وطنه، يقول بان «الشعور عظيم ومشجع على الإقامة رغم الحنين إلى الوطن, لكن بما أني قدمت مع عائلتي فقد لامست أناسا وطباعا حميدة كتلك التي كنت أتعايش معها في اليمن خلال شهر رمضان فعلى سبيل المثال تجد الكل وقت الإفطار ينتظر ويدعو بخشوع وهناك العائلات تأتي بكل أفرادها لتشهد صلاتي التراويح والتهجد وهذا شيء يبعث على الطمأنينة حقيقة بالإضافة إلى الاختلاف الكبير خلال الشهر الكريم الذي شهدته الأسواق والمحال التجارية في المناطق ذات الغالبية العربية».
أما عبدالحافظ المصب الذي يعمل محاسباً مالياً وقدم إلى أمريكا قبل ما يقارب العشرين عاما فقال «رمضان يعد محطة للتقييم والحكم على زيادة أو نقصان أبناء الجالية فهناك فرق كبير منذ بداية التسعينات إلى عامنا هذا والدليل أن هذا المسجد (مسجد ديربورن) كان البناء القديم يشكل نصف المساحة الحالية ومنذ ذلك الحين تم استحداث عدد كبير من المساجد في هذه المدينة إلا أن هاجس التوسعة قد بدأ يراود القائمين على هذا المسجد وخلال هذا العام من هذا الشهر تم اجتزاء مساحة للنساء من مصلى الرجال وذلك يعني أن جاليتنا تتوسع وتزداد بفضل الله, وأنا سعيد جدا لأني آتي كل يوم للصلاة مع عائلتي في هذا المسجد, والحقيقة أن رمضان مدرسة لأبنائنا الذين ولدوا هنا لكي يتعرفوا من خلال هذه الأجواء الروحانية على عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية التي تختلف اختلافا جذريا عن المجتمع الذي ولدوا فيه».
يشار إلى أن ولاية ميتشغن الأمريكية حيث يتركز التواجد العربي في أمريكا البالغ عددهم 590 ألف نسمة في هذه الولاية وحدها حسب أرقام مؤسسة «زغبي إنترناشيونال» التي تعتمد جزئياً على أرقام دائرة الإحصاء الأمريكي لعام 2000م, تنتشر هناك المئات من المراكز الإسلامية والمساجد التي هي في تزايد ملفت خاصة خلال العشر السنوات الماضية والتي تزامنت مع ارتفاع نسب الهجرة العربية نتيجة الاضطرابات وقسوة العيش في البلاد العربية.
ويعد مسجد الجمعية الإسلامية الأمريكية في مدينة ديربورن بولاية ميتشغن أقدم مسجد أسسه العرب الأمريكيون في الولايات المتحدة والذي يعود بنائه إلى نهاية العقد الثاني من القرن العشرين وتحديداً في عام 1920.
وأكبر مناطق تواجد المسلمين من غير العرب في الولايات المتحدة هي واشنطن وبوسطن وهيوستن ثم جنوب كاليفورنيا.
المصدر : متابعات
اقرأ ايضا: