اخبار الساعة

دعوة لمأدبة عشاء حوّلت مزرعة ارفيفان الخريشا إلى صالون سياسي

اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 29-09-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (5573) قراءة

 

دعوة لمأدبة عشاء حوّلت مزرعة ارفيفان الخريشا إلى صالون سياسي

عباس عواد موسى

 

ذهبت مدعوّاً من قبل المحامي راكان ارفيفان الخريشا لتناول طعام العشاء في الموقر , في مزرعة الزعيم المرحوم والده , وعندما وصلتها فوجئت بوفرة الصحفيين والشعراء والأدباء والسياسيين ورجالات المجتمع المحلي والفعاليات الشعبية ووجهاء البوادي والمخيمات .فأعادت الجلسة إلى رؤياي تلك الجلسة التي تمت قبل فترة التي أقامها الشيخ عمر يعقوب سعد رئيس ديوان أهالي السافريّة ( إحدى قرى منطقة يافا ) في منزله بحيّ جبل الأمير فيصل . ليعلن فيها الصديق راكان أن الألفاظ النابية بحق الملكة رانيا العبدالله إنما تمسهم في شرفهم وشموخهم وكبريائهم , فآل الخريشة ينبعون من نفس بلدة الملكة وهي إبنتهم وكريمتهم . وقال إن إستمرارية ذلك , تجعلهم يعزمون على التصدي لمُطلقيها .

ألدكتور خالد ارفيفان وهو النجل الأكبر للزعيم المرحوم ارفيفان الخريشا ظل واقفاً يهلل ويرحب بالضيوف الجالسين والقادمين , حتى فوجئت بقدوم شيخ الديبلوماسية الأردنية طاهر المصري ليصطف كل هؤلاء لاستقباله بحفاوة بالغة , نظراً لسمعته الطيبة بين جميع الأوساط الشعبية . ثم ارتجل الدكتور المضيف كلمة ترحيبية بالضيوف ودعاهم لتناول الطعام . ولما أتمّوا طعامهم حتى فتح فناطل الحجايا ويوسف الستريحي وجميل الدوايمة ومطيع العرايفة حناجرهم لينهمر الشعر منها , في أبيات قصائدهم تجلت الوحدة الوطنية فيها وكذلك الإنتماء الحقيقي والتمسك بمبدأ الحفاظ على منجزات الوطن ., ليتبعهم الدكتور محمود الأمير وهو من رموز مخيم البقعة أكبر المخيمات على الإطلاق , مُتحدثاً عن صمود الأردن برجاله , هذا الوطن الصغير بمساحته الكبير بفكر عظمائه وعلمائه رغم قوة العاصفة . وعرج في حديثه على كل الغزاة الغاصبين الأولين والسابقين وقال ومثلما خرجوا فسيخرج اليهود مهزومين بإذن الله تعالى , وأضاف أن الإساءة لرسولنا الكريم ما جاءت إلا ممن يسعون لإثارة الفتنة ولكننا نستبشر خيراً بالربيع العربي .

وما إن انتهى من كلامه , حتى وقف التربوي صلاح الفرارجة ليذكّر الحاضرين بأننا نجلس في مزرعة المرحوم ارفيفان الخريشا الذي اشتهر بوصفه الأردن وفلسطين على أنهما رئتا الوطن الواحد , ومؤكداً على فضل رئيس مجلس الملك في تأسيس جمعية زكريا قبل نحو عِقدين من الزمن . وأشار إلى أن هناك حراك صادق وكذلك هناك من الدولة رجال صادقون كما أن هناك فئات ضالة وهناك تائهون وطلب من السيد المصري بالتوقف والحديث عن هذه الأمور بهدف تصحيح البوصلة .

إستهل رئيس مجلس الأعيان حديثه بأنه يحبذ استعمال مصطلح العائلة الواحدة عِوضاً عن كلمة الوحدة الوطنية , فالنسيج الداخلي ليس بمقدور أيٍّ على شرخه مهما كانت مرجعيته وأجندته .

وطالب الجميع بأن يحافظوا على عناصر قوتنا التي حفظت الوطن منذ مجيء الهاشميين , رغم الذي حصل من تشرذم سياسي واجتماعي وما يجري من صراعات ونزاعات من حولنا . وتطرق إلى مُنجزات لجنة الحوار الوطني التي شُكّلت برئاسته وما أنجزت من قرارات مُشيراً إلى أنه يرى في قانون الصوت الواحد ضرراً على المجتمع الأردني لكن المشاركة أمراً ضروريّاً للتغيير نحو الأفضل وحتى نحافظ على الوطن والمواطن .واعتبر أن الحوار المفتوح وجهاً لوجه هو أفضل السبل وأنجعها للخروج من الأزمة الراهنة .

ألنائب المخضرم بسام حدادين فقد وقف قائلاً يطيب لي الكلام بوجود حبيبنا دولة أبونشأت , فهو صاحب كلمة الإتزان السياسي لأنه يقرأ الواقع بواقعية ويتمنى الخير للقيادة والوطن والشعب , يتّبع أسلوب الحاور الذي يسمع الرأي الآخر , يسعى إلى التوافق وبعقلية البناء التدريجي ونحن بأمس الحاجة إليه . لا يمكن جرع كأس الديموقراطية دفعة واحدة , لأن المراحل لا يمكن حرقها ولو أقدمنا على حرقها فقد تشتعل فينا حرائق لا يمكن إخمادها . والمهم أن نعرف كيف نصل للإصلاح , فالأمن والإستقرار هما أهم ما يلزم لحدوث الديموقراطية .صحيحٌ أن الإجتهادات متعددة وأنا شخصياً لي رأيي الخاص وملاحظاتي ولكن الأهم هو الحفاظ على الوطن .فمن ليس وطنياً لا يمكن أن يكون ديموقراطياً . لدينا إنتخابات قادمة وبغض النظر عن القانون فإنني أراها ستكون نزيهة , فلم يعد لأحد القدرة على العبث بإرادة الناخبين وأرى ضرورة  أن ندع التجربة تمر كي تكتمل في بلدنا أسس العمل الديموقراطي .

عدد من القيادات الإسلامية حضرت لكن أحداً منهم لم يتكلم بشيء أو أدلى بحديث ما . أما الحضور الآخرون الذين ضموا ممثلين عن العشائر كالفايز والشرعة والجبور والحماد والقضاة والهقيش والعباد والبلقاوية في مادبا وممثلين عن المخيمات فقد اغتبطوا بالجلسة الحوارية التي نظمها الدكتور خالد الخريشا الرئيس الفخري لنادي شباب مخيم حطين فهم يرون أن الإصلاح يتم عبر هذه اللقاءات .

سألت الرئيس المصري عن إمكانية أن تحصل مشاركة إخوانية في الإنتخابات القادمة حسبما روى لي أحد المتنفذين ممن يعملون على تشكيل قائمتين للإنتخابات إحداهما للدوائر والأخرى للوطن فأجابني بالنفي .    

المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: