تقرير يفضح الحركة: اتساع نطاق اعتداءات الحوثي في ظل صمت الدولة
اخبار الساعة - الصحوة بتاريخ: 07-10-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2619) قراءة
عند كل هدنة كانت تبرمها جماعة الحوثي المسلحة مع النظام السابق، كان الحوثيون يحولون مديريات محافظة صعدة إلى ساحات صراع وانتقام دموي وتخريبي مع المواطنين باعتبارهم أعداء مفترضين في الأساس، سواء الذين شاركوا في الحروب الستة ضدهم أم أولئك الذين وقفوا على الحياد، فلا مجال إلا أن تكون مع الحوثي تقاتل في صفه أو تجبي له الزكاة أو تردد صراخه وصرخاته، أو أن تكون مصنفاً لديهم بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، وعليه ينبغي وضعك في دائرة الاستهداف والاعتداءات المتكررة!!
وسيّان لدى الحوثيين أن تكون مختلفاً معهم في الرأي أو تكون متخاصماً معهم بالسلاح، فثمة طريقة واحدة لديهم للتعامل مع الآخر، هي لغة السلاح والعنف، ومصادرة الحريات بفوهات البنادق ومحاكمة الناس بالنيات، وإعدامهم خارج نطاق القانون بالشبهة، وتهجير المواطنين بالوشاية، وتعذيبهم بجريرة أداء سنة من سنن الصلاة، أو بتهمة إقامة شعيرة من شعائر الإسلام التي يختلفون في مشروعيتها مع الآخرين.
ليس هذا وحسب، فالهجوم المتكرر على المحافظات خارج صعدة لم يتوقف عند حد، وسيل الدماء ما زال جراراً من صعدة إلى الجوف إلى عمران، وكأن فكرة الحوثيين لا تعتاش إلا على الدم، ولا تنمو إلا في ثنايا الجماجم المتساقطة، وبين الأشلاء الممزقة التي تطايرت بفعل الألغام..وإن فكرة هذا حالها؛ لا تنتشر إلا بالدم القاني ولا تنمو إلا في ظل البارود تحمل بذور فنائها في داخلها بلا شك، ولن يكتب لها الحياة والديمومة، فهي فكرة مدمرة لمن يحملها وللمحيط الذي تريد أن تستوطنه.
كل هذه الاعتداءات: الإعدام والقتل والتعذيب والتهجير والخطف وتخريب الممتلكات العامة والسطو على المقار الحزبية والرسمية؛ والمبرر الحوثي جاهز: جهاد أمريكا وإسرائيل، وكأن الطريق إليهما لا يمر على أشلاء ودماء أبناء مران وعاهم وحرف سفيان؛ تماماً كما قال «خميني إيران سابقاً» بأن:
الطريق إلى إسرائيل تبدأ من العراق، فهل الأمر عندنا يبدو كذلك؟! الآن وقد مرت إيران على العراق ولم تدع فيها شبراً، فأين إسرائيل إذن!! يبدو الأمر أشبه بالنكتة السمجة التي لا تخلو من خطورة اللعب بالدم والنار.
عندنا في اليمن تتناقل وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان أخباراً على مدى ست سنوات، مفادها بأن الحوثي قَتَل، والحوثي أَعْدَم وانتهك واعتدى وخَطَف وهجّر واقتَحَم وأشعَلَ حرباً هنا وأخرى هناك، وما زالت الأنباء تأتي اليمنيين تترى من صعدة وعلى عجل، من إشعال الحرب في دماج إلى تأجيجها في الجوف، وإذكائها في حجة ثم في ريدة، ولا أحد يدري أين ستكون حرب الحوثي القادمة، فهو ضاغط على الزناد دوماً، وفي أعلى جاهزيته لخوض ملاحم تحرير فلسطين في اليمن(!!).
لم يعد الأمر دفاعاً عن النفس كما كان يقول الحوثي سابقاً ويبرر استخدامه للسلاح ورفعه في وجه النظام السابق، فهو الآن يبشّر حسب ناطقه الرسمي بثقافة جديدة تعبر حدود صعدة على أفواه البنادق، وتُخط أدبياتها بدماء المواطنين الأبرياء في حجة والجوف وعمران؛ ناطق الحوثي خانه التعبير ونسي أن الثقافة لا تنتشر إلا بالكلمة والحُجّة والجدال بالتي هي أحسن، وأن أدواتها هي اللسان والكتاب والقلم وليست الرصاص والبارود والألغام.
بعضاَ مما جرى
توثيقاً لما جرى من انتهاكات جسمية كشف واحداً من التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية عن انتهاكات أسماها بالخطيرة تقوم بها جماعة الحوثي بمحافظة صعدة، بحق سكان المحافظة الواقعة تحت سيطرتهم في ظل غياب سلطات الدولة، وتنوعت تلك الاعتداءات ما بين القتل والاعتقال والتعذيب والتهديد، وقال التقرير إن مسلحي الحوثي اعتقلوا 59 شخصاً وقاموا بتهديد 36 شخصاً خلال شهر ونصف, مشيراً إلى تسجيل 5 حالات تعذيب و12 حالة اعتداء بالضرب وحالتي قتل، من خلال رصده لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها مسلحو الحوثي خلال الفترة من 19 يوليو إلى 28 أغسطس من العام الجاري، ويشير التقرير الذي أعده ناشطون حقوقيون وصحفيون من أبناء صعدة إلى أن مسلحي الحوثي يمارسون أعمالاً تتجاوز حتى الأعمال المشروعة للدولة, مدللاً بقيامهم بفرض إتاوات(مبالغ مالية) على المواطنين والتجار تارةً باسم «حق الشهيد»، وتارةً أخرى باسم «حق المجاهدين», ناهيك عن إجبار السكان على دفع الزكاة لهم, وممارسة فرض أفكارهم بالقوة واعتقال مخالفيهم وتعذيبهم في سجون سرية.
وأوضح التقرير أن الحوثيين في 1/7/2012م داهموا منزل المواطن أحمد شارد (أحد وجهاء منطقة شعبان بمديرية رازح) وقاموا باعتقاله وأخيه واثنين من أطفالهما واقتادوهم إلى أحد معتقلات الحوثي في مدرسة عبدالله بن رواحة بمنطقة رازح .. وفي 3/7/2012م اعتقل الحوثيون خمسة مزارعين من بني حذيفة بمديرية مجز وهم صالح جخدب سالم ومبارك حسين ناشر وعبدالله صالح الحذيفي وأحمد سالم الشيعي ومحمد جابر الحذيفي وفرضوا عليهم جباية مالية قدرها (15,000) ريال على كل واحد منهم كشرط أساسي لإخراجه من المعتقل- حسب التقرير.
وأضاف التقرير: أما في 3/7/2012م اقتحمت عناصر حوثية عدداً من المحلات التجارية في عمائر الأوقاف بالشارع العام بعد منتصف الليل وطردوا أصحابها من داخلها وقاموا بإقفالها بأقفال خاصة وفرض زيادة 100% في الإيجارات عليهم كشرط أساسي لمن أراد الرجوع إلى متجره ومواصلة عمله.
وأشار إلى اعتقال الحوثيين لمحمد عبدالله سالم الرازحي- وكيل مدرسة الشهيد حسن بمديرية رازح- وكذا اعتقال مراسل قناة سهيل الفضائية ونهب تلفونه وكاميرا التصوير في 4/7/2012م، كما أقدموا على اعتقال الشاب بكر مسفر ثبات- أحد أبناء منطقة بني بحر بمديرية ساقين- واقتياده إلى جهة مجهولة في 5/7/2012م.
كما لفت إلى قيام الحوثيين بالاعتداء بالضرب على سلطان ضيف الله- أحد مدرسي تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القطيناه بمديرية ساقين- في 6/7/2012م.. كما قاموا في نفس اليوم باحتجاز 4 باصات لطلاب علم من محافظتي عدن ولحج متوجهين للدراسة في دار الحديث في دماج وذلك في منطقة سفيان ومنعوهم من دخول صعدة.
وفي 7/7/2012 م اعتقل الحوثيون (20) فرداً من أبناء منطقة شعبان بمديرية رازح بحجة رفضهم دفع جباية أموال لصندوق «سبيل الله»!! .. وفي 7/7/2012م اقتحموا جامع الجوازات بصعدة أثناء خطبة الجمعة وترديد شعارهم «الموت لأمريكا،، الموت لإسرائيل،،... الخ» داخل الجامع وذلك بغرض إخضاع المنطقة لسيطرة الحوثي.
كما اعتقل الحوثيون عضو اللجنة النقابية لفرع نقابة المعلمين بمديرية حيدان فهد مرعي بعد تهديده بالتصفية بتاريخ 8/7/2012م، وفي 9/7/2012م اقتحم أحد أطقم دورية الحوثي بصعدة مكتب مؤسسة المياه وقام بطرد جميع الموظفين في المكتب واستبدلهم بأشخاص من عناصره.
وفي 9/7/2012م تم اعتقال المواطن مسفر محمد الرباعي ـ أحد مزارعي منطقة بني حذيفة بمديرية مجز ـ وفرض جباية مالية عليه بمبلغ عشرين ألف ريال كشرط أساسي لإخراجه من المعتقل.. وفي ذات اليوم أقدمت عناصر الحوثي على اعتقال حميد حبيش ـ أحد مدرسي منطقة بني عوير بمديرية سحار ، كما اعتقلت محمد مصلح الرازحي من أمام أولاده.
ولم يراع الحوثيون حرمة شهر رمضان الفائت حيث شهد الكثير من الانتهاكات الحقوقية والتصعيد الحوثي، ففي 20/7/2012 أقدم مسلحو الحوثي بقيادة عبدالله محمد الطيري والمكنى بـ»أبو طه» وبتوجيه من «أبو نصر»، على اعتقال 12 شاباً بينهم ناشطون حقوقيون وأئمة مساجد وحفّاظ لكتاب الله الكريم ومنعهم من أداء صلاة التراويح من أبناء منطقة عريمة بمديرية حيدان واقتيادهم إلى جهة مجهولة، كما قام الحوثيون في نفس اليوم بتفجير مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد يرسم مديرية سحار وتدميرها بعدد من الألغام والمتفجرات، مما أثار الرعب والهلع في أوساط أهالي المنطقة من هذا الفعل الإجرامي.
وفي 21/7/2012م أقدم الحوثيون على قتل الشاب رشيد بن حسين راشد العويري في منزله وأمام أسرته في منطقة آل مزروع في منطقة الطلح بمحافظة صعدة، وقاموا بالاعتداء على والده حسين بن راشد العويري بالضرب المبرح واقتادوه بعد أن هشموا أطرافه بأعقاب البنادق والعصي وطردوا أسرته من المنزل وقاموا بتفجيره.
التعذيب الوحشي
قبل ما يقارب الشهرين تعرض أربعة من شباب ساحة التغيير لتعذيب وحشي على أيدي الحوثيين، ووصفت منظمات حقوقية ما تعرض له هؤلاء «بالعمل الوحشي» واعتبرتها «جريمة لا يمكن السكوت عنها» وقالت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات(هود),عقب زيارتها للمعتقلين, الذين نقلوا إلى أحد المستشفيات بصنعاء بعد تدهور حالتهم الصحية جراء التعذيب, إن حالتهم الصحية سيئة ووضعهم النفسي صعب.
وكان مسلحو الحوثي اعتقلوا ضمن حملات اعتقالات واسعة يشنوها في محافظة صعده,عابد عبدالله مشعل وفاضل الشغبان وضيف غارب البدري وأمين غمري في بني بحر مديرية ساقين, وفي مديرية حيدان اعتدى الحوثيون بقيادة فيصل الدخش على الشاب علي ضيف الله السحاري بالضرب وصادروا دراجته النارية، وقد قالت منظمة رقيب لحقوق الإنسان إن التعذيب الذي طال هؤلاء يأتي في سياق انتهاكات ممنهجة على أساس طائفي رصدها فريق المنظمة في المحافظة, وأن الكثير من الانتهاكات يسكت عنها خوفا من الانتقام.
إعدام بتهمة الجاسوسية
في واحدة من جرائمها المروعة, أعدمت عناصر حوثية «شرف سلطان» عامل بناء من منطقة ماوية محافظة تعز في قفلة عذر بمحافظة عمران، أمام الناس بتهمة « الجاسوسية « لأمريكا وإسرائيل.
لا أحد يدري كيف اكتشف الحوثيون أن (شرف) جاسوساً، وجاسوس مشترك لأمريكا وإسرائيل، وما مصلحة أمريكا وإسرائيل في زرع جاسوس بمنطقة نائية في أقاصي ريف اليمن، هل لدينا مفاعلات نووية في «قفلة عذر» حتى يروع الأمر إسرائيل وأمريكا ويدفعهما لاستدعاء شرف سلطان من ماوية تعز وممارسة مهامه كجاسوس في هيئة عامل بناء؟!!
بسط نفوذ الدولة
وقد دفعت هذه الاعتداءات الممنهجة والمتكررة أبناء محافظة صعدة إلى تشكيل كيانات تمثلهم وينتصر لقضاياهم، خصوصاً بعد أن تزايدت وتيرة الاعتقالات وجرائم التعذيب في الآونة الأخيرة، التي تقوم بها جماعة الحوثي بصعدة ضد مواطني المحافظة، لمجرد مخالفتها الرأي والتوجه, ما جعل المحافظة تعيش أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في ظل إدارة الحوثيين للمحافظة نتيجة غياب الدولة.
ففي أول تصعيد ميداني دعت إليه حملة المليون لمحاكمة الحوثي في العاصمة صنعاء احتشد الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحوثي الأسبوع قبل الماضي بينهم أكاديميون وحقوقيون وشخصيات اجتماعية على رأسها مشائخ ووجهاء صعدة في مسيرة أنطلقت من شارع العدل جولة الزراعة إلى أمام مبنى رئاسة الوزراء طالب خلالها المتظاهرون الدولة ببسط نفوذها على صعدة واستعادة كافة المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي مستنكرين صمت الدولة ممثلة برئيس الجمهورية وحكومة الوفاق إزاء مايجري هناك، بحسب ما أورده موقع الأهالي نت.
وخلال المسيرة التي شارك فيها مجاميع كثيرة من نازحي صعدة والمهجرين بسبب جرائم الحوثي ضدهم رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بمحاكمة الحوثي ووقف أعماله الاجرامية بحق أبناء صعدة، وكافة المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، إذ رفع المتظاهرون لوحات كتب عليها «نطالب بالتحقيق في الجرائم التي يرتكبها الحوثي في محافظة صعدة وحجة وعمران والجوف»، وكذلك «الحوثيون يرتكبون جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والاختطاف والتعذيب والتشريد ومصادرة الأموال والممتلكات والاعتقال».
إضافة الى لوحة كبيرة قال الداعين للمسيرة إنها تلخص مشروع الحوثي كتب فيها «الحوثي اغتال السلام ودمر مدينة السلام وزرع فيها الألغام» وفيما بدا أنها صرخة المقهورين حمل المتظاهرين لوحات كثيرة كتب عليها «الحوثي قتل أبي ودمر منزلي».
اقرأ ايضا: