صحيفة وول ستريت: طهران تسعى لتحويل اليمن إلى لبنان آخر
اخبار الساعة - ترجمة مهدي الحسني بتاريخ: 27-10-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2692) قراءة
أظهرت رسائل البريد الإلكتروني الحكومية القادمة من ليبيا (القنصلية الأمريكية في ليبيا) والتي تم نشرها هذا الأسبوع، أروع اكتشاف خلال ساعات توصلت إليه وزارة الخارجية الأمريكية، أن مجموعة إرهابية إسلامية هي من تقف وراء هجمات 11 سبتمبر (2012) الذي قتل فيه أربعة أمريكان. قد تجبر قطرة الحقيقة هذه الرئيس أوباما على تقديم تفسير لماذا قللت إدارته بشدة من وجود صلة عمل إرهابي وشددت على أن اللوم يقع على الفيديو المعادي للإسلام. لكن في ضخم الجهود التي يبذلها الإعلام والكونغرس لكشف حقيقة ما حدث في بنغازي، فالأمر يستحق أن نوجه اهتمامنا إلى هجوم آخر على بعثة دبلوماسية أمريكية الشهر الماضي.
في 13 سبتمبر، قام مئات الأشخاص معظمهم من الشباب بمهاجمة السفارة (الامريكية) في العاصمة اليمنية صنعاء. تم إخلاء الطاقم الامريكي الذي يعمل في السفارة، لكن مجمع السفارة تم اجتياحه. وفي خضم العراك الصاخب، قتل أربعة يمنيين. حينها صنف الأمر على أنه مرتبط بالاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة التي شهدتها تونس وباكستان ومصر في ذلك الأسبوع.
ومن ذلك الحين أصبح من الواضح أن هجوم اليمن كان على درجة عالية من التنسيق، من قبل إحدى المليشيات أو أكثر. وما ينذر أكثر بالخطر هو علاقة إيران بذلك، الأمر الذي يشير إلى أن طهران تقوم بتوسيع حربها الهادئة والطويلة على أمريكا إلى جبهة جديدة.
إن الولايات المتحدة لا تستبعد تواطؤ إحدى فصائل الجيش الموالية للرئيس الذي تمت الإطاحة به، علي عبدالله صالح، الذي تنحى عن السلطة في فبراير في عملية انتقال سياسية برعاية الولايات المتحدة. منذ مغادرته السلطة، ظل الجيش منقسماً وسط مناورات للسيطرة على الحكم في هذا المجتمع القبلي. معسكر صالح ينكرون تلك الاتهامات.
وأثناء الأشهر التي شهدت احتجاجات مناهضة للحكومة في 2011، أحرز تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب أيضاً مكاسب من خلال السيطرة على مناطق وسط اليمن. وحاول التنظيم مهاجمة الأراضي الأمريكية عدة مرات، ومن المرجح أنه يقف وراء عملية اغتيال أحد ضباط الأمن اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية هذا الشهر.
غير أن المجرم الرئيسي هو قوة شيعية متمردة تدعمها إيران. يستمدون اسمهم من قائدهم المتوفي، تقاتل المليشيا الحوثية منذ منتصف التسعينيات ضد حكومة صنعاء ذات الغالبية السنية. ووفقاً لدبلوماسيين غربيين في اليمن، قامت إيران العام الماضي بتقديم المساعدة للحوثيين. وتلقى مقاتليهم تدريبات في إيران ولبنان، وتدفقت الأموال والأسلحة من كلا البلدين إلى اليمن بحسب المسؤولين. ويدير الحوثيين قناة تليفزيونية من بيروت تدعى المسيرة.
في يوليو قالت الحكومة اليمنية أنها اكتشفت شبكة تجسس إيرانية في صنعاء. ولفت ذلك اهتمام السعوديين الذين يساورهم القلق إزاء الجهود الإيرانية, لإثارة الشيعة الذي ينتمون لنفس المذهب في البحرين واليمن والأهم من ذلك كله الشيعة في المملكة العربية السعودية نفسها.
إن إستراتيجية إيران في اليمن تعيد إلى الذاكرة لبنان في الثمانينات، عندما أنشأت حزب الله حتى أصبح قوة قيادية في لبنان. وقام الإرهابيون المدعومين من إيران بتصدر المشهد من خلال تفجير السفارة الأمريكية وثكنات بحرية في بيروت. إذا كان الحوثيين يقفون وراء ما حدث الشهر الماضي، فإن حلقة القيادة مرتبطة مباشرة بطهران.
وتتصارع الحكومة اليمنية الانتقالية أيضاً مع ثورة مسلحة انفصالية في الجنوب. ويعيش أحد زعماء القوة المتمردة الممزقة في بيروت، وحاول أن يبني حركة موالية لإيران في الجنوب بحسب دبلوماسي غربي في صنعاء.
الحوثيون والجنوبيون جماعتين انفصاليتين لكل منهما أجندة مختلفة. لكن من المرجح أن إيران تعمل على تسهيل عملية شراكة، كما تسعى إلى التواصل مع القاعدة. لديهم جميعاً هدف مشترك وهو الإطاحة بحكومة صنعاء الموالية للولايات المتحدة. يقول الدبلوماسي الغربي على الرغم من حقيقة اختلاف أهدافهم الدينية، فإن القاعدة وإيران سيتعاونان. هناك مؤشرات على أن إيران تقدم المساعدة للقاعدة من خلال محاولة إقامة علاقات مع القاعدة والحوثيين والمتمردين الجنوبيين.
إن الولايات المتحدة تدعم الحوار الوطني من أجل استقرار اليمن، في الوقت الذي تشن فيه حملة بطائرات من دون طيار على القاعدة في شبه جزيرة العرب. كلاهما هدفين جديرين بالثناء. مع ذلك ظهرت إيران كتهديد جديد على مستقبل اليمن وكقوة تحارب الولايات المتحدة من خلال وكلاء الإرهاب.
بإمكان الكونغرس الحصول على مزيد من التوضيحات حول المخططات الإيرانية من خلال فتح تحقيق حول هجمات صنعاء.
المصدر : المصدر اونلاين
اقرأ ايضا: