د.أنور معـزب : شحنة المسدسات التركية بين البحث عن الحقيقة والمناكفات السياسية
في الوقت الذي مازالت فيه البلد تشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والانفلات الامني طلت علينا شحنة مسدسات تركية مهربه تحتوي على (246) قطعه مسدس ربع ، و (2925)قطعة هيكل مسدس و (2445)قطعة مخزن طلقات مسدس و (2631)قطعه للجزء العلوي المتحرك للمسدس ، و(2317)قطعة لمجموعه الطارق للمسدس و (3050) زوج لغلافات خارجية ليد المسدس
كما نعلم جميعا ان شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها لم تكن هي الاولى فهناك العديد من شحنات الاسلحة المهربة التي تم ضبطها في وقت سابق وماخفي كان اعظم الا اننا الان لسنا بصدد الحديث عن شحنات الاسلحة السابقة التي تم ضبطها في وقت سابق كما اننا لسنا بصدد الحديث عن ماخفي كان اعظم ونحن الان بصدد الحديث عن شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها مؤخرا
طبعا المسدسات التي تم ضبطها في شحنة المسدسات التركية هي مسدسات خاصة لعملية الاغتيالات والتصفيات وقد تم صناعتها لهذا الغرض تحديدا فهي مسدسات كاتم للصوت وهذا مؤشر خطير يقودنا الى ان اليمن قادمه على وضع خطير جدا سوف يشهد حالة من الاغتيالات والتصفيات وفي نهاية المطاف تسجل القضية ضد مجهول كما هو حال جميع قضاياء الاغتيالات السابقة
الاحزاب السياسية اليمنية وكما هي عادتها دائما تقوم بخلط الاوراق حتى في قضاياء الامن القومي التي ترتبط بأمن واستقرار البلد وقضية شحنة المسدسات التركية المهربة واحده من هذه القضاياء التي يتم التعامل معها من قبل الاحزاب السياسية اليمنية دون الشعور بالمسئولية الوطنية وهو ماشهدناه بالفعل حيث ان جميع الاحزاب تتهم بعضها البعض بالتورط بهذه الفضحية وكلا يريد ان يلصقها بالاخر وحتى ولوم يكن له اي صله بها من قريب او بعيد الان ان هذا التعامل والتصرف الذي اعدناه من قبل الاحزاب السياسية اليمنية ناتج من فشل قيام الاجهزة الامنية والرقابية بدورها ومسئوليتها ذلك ان هذه القضاياء وبالدرجة الاولى تخص الاجهزة الامنية والقضائية ولادخل للاحزاب السياسية بها من قريب او بعيد و بطريقة او بأخرى يمكننا القول بان قادة الاحزاب السياسية مشاركون بقصد او بدون قصد في جميع الجرائم التي حصلت في البلد ذلك انهم يزجون بالمناكفات السياسية والصراعات الحزبية بجميع القضاياء ويقومون بخلط الاوراق وهومايؤدي الى عدم اظهار وكشف الاشخاص الحقيقيين الذين يقفون خلف الجرائم التي حصلت بالبلد
وبعيدا عن المناكفات السياسية والصراعات الحزبية الممقوته نريد ان تقوم الاجهزة الامنية والقضائية بدورها ومسئوليتها القانونية والدستورية في اجراء التحقيقات و كشف الملابسات وفضح الاشخاص الذين يقفون خلف شحنة المسدسات التركية المهربه فالامر يهمنا جميعا كونه مرتبط بأمننا واستقرارنا جميعا فالشعب اليمني مل وضاق ذرعا من المناكفات السياسية والصراعات الحزبية والتي كانت سببا رئيسي في تدهور الوضع الامني وعدم استقرار البلد ولذلك على قادة الاحزاب السياسية ان يتحلوا بالروح الوطنية وان يكونوا عند قدر المسئولية وان لايقحموا جميع القضاياء في صراعاتهم وخلافاتهم الحزبية
الشعب اليمني وبمختلف شرائحه وتوجهاته الحزبية يحمل الاجهزة الامنية ممثلة بوزير الداخلية والاجهزة القضائية ممثلة بوزيرالعدل بكشف الاشخاص الحقيقيين اكرر الحقيقيين الذين يقفون خلف شحنة المسدسات التركية التي تم ضبطها ولانريد المسرحيه الهزلية التي اعتدنا عليها وذلك بان يتم التضحية بكبش فداء وبالتالي اخفاء الاشخاص الحقيقيين الذين يقفون خلف هذه الجريمة وغيرها من الجرائم
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي والبحث العلمي
anwarmoozab@gmail.com