ماذا بعد الهدف الـ 86 لميسي وكسره الأرقام القياسية؟
اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 11-12-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (3501) قراءة
يوماً بعد يوم وموسماً بعد موسم يرتقي الساحر الأرجنتيني الصغير ليونيل ميسي الى أعلى درجات التميّز، ويحظى بالمديح على طريقة العظماء، ويوماً بعد يوم يغوص ميسي في كتابة اسمه بأحرف ذهبية في كتاب تاريخ كرة القدم وحاضرها ومستقبلها، ويوماً بعد يوم يكسب نجم برشلونة شعبية جارفة، حتى من أعداء فريقه أو منتخب بلاده، ويوماً بعد يوم يكسر ميسي الصغير أرقاماً قياسية تعب عمالقة كرة القدم في تاريخ اللعبة بصناعتها.
واليوم كَسر ميسي الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجّل في عام واحد باسم لاعب أنصَفه التاريخ هو الألماني غيرد مولر، وسجّل هدفه السادس والثمانين، ليؤكد أن لا كبير عليه في عالم اللعبة الشعبية الأولى، ولكنه لا يزال يُمني النفس بلقب كأس العالم ليصبح افضل مَن أنجبته ملاعب كرة القدم في التاريخ.
واصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي تحليقه في سمائه الخاصة، وأكد أنه أحد أفضل اللاعبين الذين عرفتهم ملاعب كرة القدم، إن كان بالأداء أو الأرقام، وذلك بعدما أضاف أمس الأول إنجازا جديدا الى سجله الرائع بتسجيله هدفه السادس والثمانين خلال عام 2012، ما جعله يحطم الرقم القياسي الصامد منذ 40 عاماً والمسجّل باسم "المدفعجي" الألماني غيرد مولر.
أصبح ميسي، أمس الأول، اول لاعب في التاريخ يسجل اكثر من 85 هدفا خلال عام واحد، بعدما قاد فريقه برشلونة الاسباني الى فوزه الثامن من اصل 8 مباريات خاضها في الدوري المحلي خارج قواعده، وذلك بتسجيله ثنائية في مرمى ريال بيتيس (2-1).
وتفوّق ميسي على مولر الذي سجّل 85 هدفا عام 1972 مع بايرن ميونيخ والمنتخب الالماني، بعد ان سجّل 74 هدفا مع برشلونة، بينها 56 في الدوري إضافة الى 14 هدفاً في دوري ابطال اوروبا، و3 في الكأس المحلية، و2 في كأس السوبر المحلية، وذلك الى جانب 12 هدفاً مع المنتخب الارجنتيني.
وأكّد ميسي مجددا انه لاعب قادم من كوكب آخر، بعدما أضاف هذا الإنجاز الى الأرقام القياسية الأخرى التي حققها خلال مسيرته الاسطورية المتواصلة مع النادي الكاتالوني، بينها أفضل هداف في تاريخ برشلونة (283 هدفاً حتى الان)، واللاعب الوحيد الذي سجّل 5 اهداف في مباراة واحدة ضمن مسابقة دوري ابطال اوروبا (الموسم الماضي امام باير ليفركوزن الالماني (7-1) في اياب الدور الثاني)، وثاني لاعب فقط يسجّل 14 هدفا خلال موسم واحد (الماضي) من المسابقة الأوروبية الأم الى جانب الايطالي-البرازيلي جوزيه التافيني (موسم 1962-1963 مع ميلان)، وأول لاعب في التاريخ يسجل 73 هدفا في موسم واحد (الموسم الماضي)، اضافة الى انه اصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الاهداف المسجلة في موسم واحد من الدوري الاسباني وقد حققه الموسم الماضي بعد ان وجد طريقه الى الشباك 50 مرة.
كما انّ ميسي هو اول لاعب يسجّل 8 ثلاثيات "هاتريك" في موسم واحد من الدوري الاسباني، واكثر اللاعبين فوزا بجائزة هداف دوري ابطال اوروبا (4 مرات مشاركة مع غيرد مولر)، وافضل هداف في تاريخ برشلونة على صعيد دوري أبطال اوروبا (56 هدفا).
لكنّ هذه الإنجازات لم تشعره يوماً بالغرور، اذ لطالما تميّز بتواضعه ولم يختلف الوضع بعد إنجاز الامس امام بيتيس، اذ قال: "الامر الاهم هو انّ الفريق خرج فائزاً. الرقم القياسي رائع لِما يعنيه، لكن الامر الاهم هو انّ الفريق فاز وحافظنا على الفارق الذي يفصلنا عن الفرَق التي تلاحقنا".
وتابع النجم الارجنتيني مازحاً: "سأحاول ان أسجّل المزيد من الاهداف (في المباريات المتبقية لفريقه هذا العام) لكي أصعّب الامور على اللاعب الذي سيحاول تحطيم رقمي"، مضيفاً: "عندما بدأ العام، كان الهدف ان افوز بكلّ شيء مع الفريق، الأرقام الشخصية تعتبر ثانوية".
وسيكون النجم الارجنتيني امام فرصة اضافة انجاز تاريخي آخر الى رصيده، في حال فوزه بجائزة افضل لاعب في العالم للمرة الرابعة في مسيرته، وهو يتنافس على ذلك مع نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو وزميله في برشلونة اندريس اينييستا.
وتحدّث ميسي عن شعوره في حال فوز اينييستا بالجائزة المرموقة، قائلا: "إذا فاز بها اينييستا، فهو يستحقها تماماً وسأكون سعيدا جدا. انه لقب للفريق بأجمعه".
الصحف الإسبانية تهلّل
ودفع الإنجاز الجديد الصحف الإسبانية الى الاحتفال بالنجم الارجنتيني، فعَنونت صحيفة "سبورت": "الصاروخ ميسي يترك التوربيدو مولر خلفه بتسجيله 86 هدفا خلال عام"، فيما كتب الصحافي جوسيب ماريا كاسانوفاس في عموده: "نحن محظوظون لأننا سنتمكن دوما من القول إننا عشنا هذا العام الرائع الذي سجّل فيه ميسي 86 هدفا. انه لمتعة، واستعراض، وأمر رائع ان ترى افضل لاعب في العالم في ارضية الملعب". ومن المؤكد انّ هذه الإشادات تُسعد ميسي وتعطيه الدافع اللازم لكي يحقق الاهداف التي وضعها لنفسه وفريقه هذا الموسم، أي الفوز بكلّ شيء.
والسؤال الذي يطرح نفسه الى اين يذهب ميسي وماذا بعد الرقم القياسي الجديد ومن يوقف الساحر الجديد؟ الإجابة فقط تكمن بين أقدام ميسي نفسه وفي ارضية الملاعب التي يدوسها.
اقرأ ايضا: