إنتعاش سوق الإعلان عبر الإنترنت في اليمن وتوقعات بمنافسة أكبر في 2013
شهد سوق الإعلان عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة في اليمن إنتعاشه غير مسبوقة مقارنة بالأعوام الماضية خاصة في العام 2012.
ويأتي التوجه نحو الإعلان الإلكتروني عبر الإنترنت بسبب زيادة إعتماد اليمنيين على الإعلام الإلكتروني، وخاصة بعد الأحداث التي شهدتها اليمن في 2011، وزادت نسبة المستخدمين والمتابعين للمواقع اليمنية بشكل كبير.
ويعتبر العام 2012 عام ذهبي للإعلان عبر الإنترنت في اليمن رغم تأثير الأوضاع الإقتصادية السيئة على مجريات الأمور في اليمن.
وبدأ العديد من رجال المال والأعمال والشركات المختلفة بنشر إعلانات لمنتجات وخدمات وشركات تابعة لهم على المواقع اليمنية المختلفة، وظهرت إعلانات لشركات لأول مرة تعلن عبر الإنترنت مثل شركات أجهزة هاتف وأجهزة منزلية وإعلانات لمعاهد وجامعات ومؤسسات تعليمية مختلفة.
وجاءت شركات الإتصالات في المرتبة الأولى من حيث عدد الإعلانات في المواقع الإلكترونية اليمنية، وجاءت إعلانات أجهزة الجوال وأجهزة الإتصال بالإنترنت في المرتبة الثانية، والقطاع البنكي والمصرفي في المرتبة الثالثة بحسب التقديرات. كما ظهرت إعلانات لشركات أجهزة منزلية وشركات عقارية ومدن سكنية وفنادق على المواقع الإلكترونية اليمنية لأول مرة في 2012.
ومن المتوقع أن تزداد المنافسة بين الشركات ورجال الأعمال في عام 2013 بشكل كبير في ظل التوجه القائم نحو الإعلان عبر الإنترنت.
وأكد أوس الإرياني رئيس المؤسسة اليمنية للمعلوماتية، أن الإعلان الإلكتروني قد تطور مؤخراً بشكل كبير، فبالإضافة إلى دخول معلنين لأول مرة إلى عالم الإعلان الإلكتروني، فقد بدأت بعض المفاهيم المغلوطة تختفي، فأصبح الكثيرون يدركون أن حجم الإعلان الإلكتروني يقاس بالبيكسل وليس بالسنتيمتر، وأصبح البعض يدرك معنى التكلفة لكل ألف ظهور إعلاني CPM، وبدأ المعلنون أيضاً يهتمون بالحصول على إحصائيات دقيقة عن المواقع التي يضعون إعلاناتهم فيها.
ويرى الإرياني أن العام القادم سيشهد المزيد من التطور في (سوق الإعلان الإلكتروني اليمني) حيث أن المعلنين أصبحوا يدركون الفعالية العالية للإعلان الإلكتروني من حيث المقارنة بين ما يدفعونه في الإعلانات المطبوعة وعدد قرائها، وما يدفعونه في الإعلانات الإلكترونية وعدد زوارها.
وحدد الإرياني الميزات الأساسية للإعلان الإلكتروني بأربع ميزات، وهي: الانتشار بدون حدود، الديناميكية وربط الإعلان الإلكتروني بالمحتوى المناسب، رخص الثمن مع الأخذ بعين الاعتبار عدد المتلقين، وأخيراً الإحصائيات الدقيقة التي يحصل عليها المعلن والاستجابة المباشرة في بعض الأحيان.
وفي نفس السياق قال المهندس زكريا الكينعي المتخصص في مجال الإنترنت أن عائدات الإعلان عبر الإنترنت خلال العام 2011 وصلت إلى 31 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، متفوقاً على الإعلان عبر الصحف، في حين أن عائدات الإعلان عبر الإنترنت في اليمن لا تتجاوز 500 الف دولار سنوياً.
وتوقع المهندس الكينعي نسبة نمو كبيرة خلال العام 2013 قد تصل إلى 300% معللاً ذلك بإمكانية تحسن الاوضاع الإقتصادية، وزيادة التوجه نحو الإنترنت، وزيادة المنافسة بين رجال المال والأعمال على المساحات الإعلانية في المواقع اليمنية، لكنه أكد أن هذه ما تزال توقعات وقد يكون هناك تغيير بالزيادة أو النقصان.
ونوه المهندس الكينعي إلى أن على المعلنين إستهداف المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة والتأكد من ذلك من خلال برامج الإحصائيات العالمية التي يمكن من خلالها معرفة عدد زوار الموقع المراد الإعلان فيه أو الإستعانه بخبراء في هذا المجال لمساعدتهم في إختيار المواقع الإلكترونية المناسبة وعدم الإكتفاء بمجرد الإعلان على الإنترنت وذلك لتحقيق الفائدة المرجوه من ذلك الإعلان.
وقال المهندس أحمد عبدالمولى أن الإعلان عبر الإنترنت أصبح ينافس وسائل الإعلام التقليدية بل ويتغلب عليها، وقال بأن اليمن ما تزال متخلفة في هذا الجانب، وأن الكثير من رجال المال والأعمال لا يدركون أهمية هذه الوسيلة التفاعلية في الترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، لكنه أستدرك قائلاً لقد ظهر نوع من المنافسة في الأونة الأخيرة.
وتعتبر شركة يمن موبايل أكبر المعلنين عبر الإنترنت في اليمن من حيث عدد الإعلانات، ويعد هذا تميزاً لشركة يمن موبايل لأنها سبقت غيرها في التوجه نحو وسائل الإعلان الحديثة، بينما تحل منافستها سبأفون في مرتبة لاحقة وتحل شركة MTN (ام تي ان) متأخرة جداً ومتخلفة على منافساتها سبأفون ويمن موبايل.
الإ ان من ما يعيب شركة يمن موبايل هو عدم قدرتها على التمييز بين المواقع الكبيرة التي تجذب مئات الآلاف من الزوار وبين المواقع الصغيرة التي لا يتعدى زوارها المئات وتحاول أن تفرض أسعار متقاربة للإعلان في كل المواقع الإلكترونية مما يسبب في تدمير سوق الإعلان الإلكتروني في اليمن، وتبديد ميزانية يمن موبايل للإعلان عبر الإنترنت، وإيجاد ثقافة إعلان سيئة يتساوى فيها المواقع اليمنية الكبيرة والصغيرة.
ومما يشجع رجال المال والأعمال على التوجه إلى الإعلان عبر الإنترنت أن الطبقة المتوسطة والغنية في اليمن باتت تسخدم الإنترنت بشكل كبير وتعتمد عليه، والملاحظ أن مستخدمي الإنترنت خاصة في اليمن هم الأعلى دخلاً والأكثر ثقافة مقارنة بالشرائح المختلفة.
ولا يزال المعلن اليمني قليل الخبرة في جانب الإعلانات عبر الإنترنت ولا يمتلك إي خبرات سابقة ويخوض تجربة من نوع جديد، لذلك هناك نوع من التخوف من إقتحام سوق جديدة وواعدة للإعلانات، كما أن الكثير من المعلنيين يلجأون إلى الإعلان عبر وسائل الإعلان التقليدية كونهم لا يجيدون الإ إستخدام تلك الوسائل، ولا يجيدون مطلقاً إستخدام الوسائل الحديثة مثل الإنترنت.
ويتميز الإعلان عبر الإنترنت عن غيره من وسائل الإعلان التقليدية برخص الثمن وكونه تفاعلي، حيث يمكن للزائر النقر على الإعلان، والإنتقال لصفحة تفصيلية او مشاهدة فيديو، أو صفحة خاصة بتفاصيل العرض او المنتج.
وقد بدأت بعض الشركات المحلية توظف مختصين بالتسويق الإلكتروني والإعلان عبر الإنترنت لكن ما تزال الكوادر المؤهلة في هذا المجال قليلة للغاية.