الوجهة الإيرانية للسيد علي سالم البيض الحسيني العلوي
لم يعد الرفيق علي سالم البيض رفيقاً يسارياً هو وبعض رفاق الأمس الذين يدورون في فلكه السياسي حالياً فالاشتراكية العلمية لم تعد ذات جدوى فكري وواقعي توصلهم الى كراسي السلطة وأدركوا أن طبيعة المرحلة التي يهدفون من خلالها الى تحقيق أهدافهم تستلزم قبولهم بالإرتماء الى أكناف الحوزات الشيعية وأحضان الآيات. وأن عليهم أن يتزعموا تمثيل السادة الهاشميين آل البيت في جنوب الوطن لدى الحاضنة الأم ايران التي التقت مصالحها مع أهدافهم في خط مشترك وإن لم تتواءم العقائد في هذا المدى القصير من عمر هذه العلاقة المصلحية والتي أصبحت طهران بموجبها الداعم والممول لهم وصاروا لها أيادٍ تخريبيةٍ لوطنهم بتنظيماتهم الحراكية الانفصالية المسلحة التي أصبح مبعثها الهيمنة والتسلط ونشر الفكر الشيعي في خط سير السياسة الإيرانية الخفية لتنفيذ أجنداتها الفارسية الحالمة بعودة إمبراطوريتها من تحت عباءة الإدعاء حب آل البيت ونصرتهم اينما وجدوا.
متاجرة مفضوحة بالقضية الجنوبية . بل والعمل على بيع القضية والوطن بإستجداء العونُ الخارجي ممن هم أعداؤه لزعزعة أمنه واستقراره والمتمثل في التمويل المالي والدعم اللوجستي لتدريب وتجنيد إيران لأكثر من 6500 شاباً يمنياً جنوبياً لتخريب الجنوب وإذكاء النعرات الانفصالية المناطقية والطائفية وتسليم الجنوب اليمني لولاية الفقيه لقمةً سائغة على أمل تسليم الحكم اخيراً إلى الصفوة الهاشمية هناك ذات الولاء الحديث لقم بزعامة السيد علي سالم البيض الحسيني العلوي مسايرةً ووصولاً الى وضع الحوثيين في شمال الشمال الذين وافق هواهم وجهة البيض الإيرانية وسرهم دعاويه الإنفصالية فصاروا معه يمشون في خط متوازٍ لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية الإيرانية الرامية الى تمزيق اليمن الواحد التي أصبحت وحدته في العام 90م لا تنسجم مع هدف الدفع والوصول بشيعة الشمال الى إمامة صنعاء من جديد وذلك واضح من خلال مواقفهم المعروفة للجميع إبان حرب 94م وما سبقها من إرهاصات وقلاقل كان لهم الدور الرئيس في إذكائها بين أطراف العملية السياسية آنذاك. وتأتي تصريحات جماعة الحوثي أخيراً على لسان ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام من تأييدهم لخيار انفصال الجنوب ما يؤكد التوافق السياسي والمصلحة المشتركة والمقايضة مع الممول الإيراني.
والذي لأجله تسعى إيران بخطى حثيثة الى العمل على إفشال المبادرة الخليجية والمرحلة الإنتقالية بين أطراف العملية السياسية اليمنية وتعزيز وتقوية مواقع الحوثي وتدعيم القوى الإنفصالية في جميع مناطق الجنوب بالأيادي المأجورة من داخل الوطن الحالمة بالعودة إلى السلطة بثوب جديد مصنع ايرانياً.
مستغلة في ذلك ما شهدته ثورة الربيع العربي اليمنية من أحداث وما تبع هذه الثورة من خواء سياسي واقتصادي فرضته ظروف المرحلة الثورية في بلادنا فعملت على تمويل موازنات لجماعات تنظيمية حوثية بهدف إيجاد حضور فكري وسياسي وعسكري يغطي كل الشرائح الإجتماعية اليمنية داخل الجغرافيا اليمنية تمهيداً لحركة ثورية في مواجهة الأخوان والسلفيين حسب زعم تلك الجماعات.
ولم تكتف السياسة الإيرانية بتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في الشأن اليمني في مناطق الشمال لاسيما منذ الفترة التي أعقبت التوقيع على المبادرة الخليجية بما صنعته من زعزعة للأمن والاستقرار اليمني وزرعٍ الفتن الطائفية وبث روح الفرقة في أوساط المجتمع بل ذهبت بإتجاه الجنوب اليمني لإيجاد موطئ قدم لها يؤسس لصراعٍ شيعيٍ سنيٍ مستقبلي ووجدت ضالتها المنشودة في شخصية البيض ومن إليه ممن تذكر حالياً نسبه الهاشمي بعد أن أضاعه في سبعينيات القرن الماضي حال تطبيقه لنصوص ونظريات الفكر الإشتراكي الداعية للمساواة ومحاربة الطبقية .
وتهدف السياسة الإيرانية ومنفذيها في الميدان بزعامة البيض إلى تشطير اليمن من جديد من خلال الحراك المسلح ومطالب فك الإرتباط ومن ثم وضع السياسة الملائمة لها في كل شطر وفق استراتيجيتها المستقبلية لهذا البلد كونها تدرك أولاً أن بقاء الوحدة اليمنية لا ينسجم مع مخططاتها الإثنى عشرية وأهدافها الفارسية إذ أنه من الصعب تلائم وإنسجام المجتمع السني الجنوبي مع ذلك المذهب وتلك الأفكار التي ينبذها أهل السنة وهو ما خشيته السياسة الإيرانية أبان تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م وحال إنتهاج اليمن الوحدوي للعملية الديمقراطية في ظل وجود تباين مذهبي كبير مدركة كثافة وتزايد المد السني من جنوب الوطن في عموم الرقعة اليمنية بحيث أصبح السنة بفعل الوحدة اليمنية يشكلون ما يربوا على ثلاثة أرباع سكان الجمهورية اليمنية . ولم تخف الجمهورية الإيرانية تخوفها وقلقها إزاء ذلك الوضع إذ أصدرت الخارجية الإيرانية حينها تقريراً ينص على أن من أهم الأخطار التي تحدق بشيعة اليمن وإيران هو إنضمام المحافظات السنية في جنوب اليمن إلى اليمن الشمالي
وصدرت توجيهات ولاية الفقيه حينها بالعمل على معالجة ذلك التأثيرالسكاني ومحاولة التغلب على الوضع الجديد وأوكلت تلك المهام الى الفاعلين الشيعة في الشمال لوضع استراتيجية وسياسات مستقبلية تقوم بموجبها مجاميع الشيعية في الشمال بالإغارة والدخول إلى المناطق القليلة السكان وفرض تواجد عسكري مباشر فيها في حين تعمل في المناطق ذات الكثافة السكانية على الإستقطاب للعنصر البشري الشبابي وتمويل المشاريع ذات الطابع الخدمي المتستر بدغدغة العواطف بالأفكار الخمينية وتمويل الجماعات المحتاجة استغلالاً للوضع المعيشي في صفوف الشباب في تلك المناطق وماحدث ويحدث اليوم في شمال الوطن وجنوبه من قبل الجماعات المنفذة للأجندة الإيرانية إلأ إنعكاس تنفيذي لتلك الإستراتيجية والمخططات والتوصيات الحوزوية.
لقد عملت السياسة الإيرانية في مناطق الجنوب اليمني بالإضافة إلى إيجاد الحراك المسلح وتجنيد الشباب إستقطاب بعض من النخبة السياسية الذين يحسبونهم ذوي مظلومية أولاً لما حل بهم عقب حرب صيف 94م وثانياً لأنهم سيمثلون من وجهة نظرها آل البيت في مناطق الجنوب اليمني .تلك السياسة التي ترمي إلى إحداث الشرخ التشطيري وفكفكة النسيج الإجتماعي وتهديد وحدة وتجانس البناء الإجتماعي الجنوبي بالأفكار بالطائفية المقيتة والعنصرية المهيئة للطبقية داخل المجتمع وما ستفرزه من صراعات.
بل وزرع المذهبية بالتدرج والمواءمة التي يتطلعون إلى ان تنال إعجاب واعتناق بعض الأسر الهاشمية السنية الشافعية التي ظلت ولازالت في مناطق الجنوب اليمني تحظى بالحب والتقدير والإجلال من جميع أطياف المجتمع لمكانتها الأسرية وعدم وجود النزعة العنصرية في أوساطها وعدم إيمانها بنظرية البطنين الزيدية والتي لم تعرف هي وجميع أبناء المجتمع الجنوبي غير المذهب السني الشافعي مذهبا .
ولكون إستراتيجية التمذهب الإيرانية في مناطق الجنوب غير ذات جدوى في الوقت الراهن وبحاجة إلى عوامل تهيئة وقتية للتصدير الفكري التدريجي للآراء الإثنى عشرية والفكر الخميني فقد اتجهت السياسة الإيرانية حاليا بالبدء في الاستقطاب السياسي ووضع القدم الأولى وأصبح السيد البيض الحسيني الممثل لجميع دعاة الإنفصال لدن آيات طهران .
لقد أدرك الكثير من إخواننا في جنوب الوطن وفي مقدمتهم الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد والمناضل محمد علي احمد وغيرهم من المناضلين تلك الأهداف الحراكية الانفصالية المسلحة وحقيقة توجهات البيض ومن يدور في فلكه من الإرتماء بالوطن في أحضان إيران والعودة به إلى وضع سياسي اجتماعي ثيوقراطي فيه السيد والمسود والشريف والوضيع ذلك الحال الذي عانى منه أبناء الشعب اليمني لقرون عديدة في شمال الوطن حتى قيام ثورة سبتمبر 62م التي قضت على ذلك الواقع وما زلنا نعاني من فكره العنصري الى اليوم فكان قرار المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني قرار إنقاذ للقضية الجنوبية التي أصبح البيض يسير بها نحو الهاوية فالإرادة الشعبية الوطنية ستبقى الغالبة على قوى الشر ومخططاتها وأصبح اليمنيون ينظرون إلى مشاريع البيض المشبوهة بعين الريبة والتيقظ .