الحرس الثوري الإيراني يدرب الحوثيين في جزر إريترية، وأسلحتهم تصل الى الميناء بمراكب صيد
أكدت لـ «الشرق الأوسط» نقل أسلحة إيرانية إلى الساحل اليمني على شكل شحنات صغيرة بمراكب صيد
كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية في تصريحات متطابقة أمس أن إيران تدرب أعدادا كبيرة من الحوثيين في دولة إريتريا المجاورة لليمن على الساحل الأفريقي للبحر الأحمر، وأكدت المصادر أن لدى اليمن ما يثبت تهريب إيران لأسلحة عبر سفن مهربة إلى جزر تتبع إريتريا، ثم يتم نقل هذه الأسلحة عبر شحنات صغيرة إلى الحوثيين في محافظة صعدة التي يسيطرون عليها شمال البلاد.
وأكدت المصادر السياسية والدبلوماسية اليمنية، التي فضلت عدم ذكر أسمائها، في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» في لندن، أن «إيران تدرب المقاتلين الحوثيين في إحدى الجزر الإريترية الواقعة بالقرب من سواحل البحر الأحمر اليمنية، بعد أن صعبت عمليات نقل هؤلاء المقاتلين من اليمن إلى إيران أو لبنان حيث حزب الله بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا»، وأضافت أن «لدى اليمن معلومات مؤكدة أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل مقاتلين حوثيين وتدريبهم في الأراضي الإريترية تحت علم حكومة إريتريا»، مطالبة إيران وإريتريا بالكف عن هذا العمل الذي لا يخدم العلاقات الطبيعية بين اليمن وهذين البلدين، مؤكدة أن إيران «تعتمد على استراتيجية نقل شحنات الأسلحة المهربة إلى جزر تابعة لإريتريا في البحر الأحمر بادئ الأمر، ثم تنقل الأسلحة عبر قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الأراضي اليمنية، حيث يقوم سماسرة السلاح بنقلها وتهريبها إلى محافظة صعدة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي».
وذكر مصدر سياسي يمني مطلع في صنعاء أن «مجلس الأمن القومي الإيراني أقر الاستراتيجية الإيرانية الجديدة المتمثلة في نقل ثقل المعركة من الشمال في سوريا ولبنان إلى جنوب الجزيرة العربية في اليمن، بعد تيقن إيران أن استمرار نظام حليفها بشار الأسد في دمشق يستحيل أن يستمر»، وذكر أن إيران تشعر أن «نفوذها على سوريا، ونفوذ حليفها حزب الله في لبنان، لن يستمر طويلا، ولذا تفكر إيران بجدية لنقل ثقل هذا النفوذ إلى مناطق الشمال اليمني، والبحر الأحمر والقرن الأفريقي مستغلة العلاقات القوية التي تربطها بالنظام الإريتري»، وأضاف المصدر أن «الاستراتيجية الإيرانية الجديدة تضع في اعتبارها مسألة التحكم في الممرات المائية الدولية، وتريد الوجود في البحر الأحمر وبحر العرب لتتمكن من ضم مضيق باب المندب إلى مضيق هرمز، ومن ثم يسهل عليها التحكم بحركة التجارة العالمية، وخطوط الطاقة عبر هذه الممرات». وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول النفي الإيراني المستمر لمثل هذه الاتهامات اليمنية، قال المصدر السياسي «تعودنا من إيران أن تنفي مثل هذه التهم»، وتساءل: «أليست إيران تنفي دائما تدخلها السافر في البحرين والعراق وسوريا ولبنان؟! وهي كذلك تنفي تدخلها في اليمن».
وفي حين اتهم مسؤولون يمنيون مرارا إيران بالتدخل في الشؤون اليمنية بدعم الحوثيين، وممارسة أنشطة تجسسية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتهم مسؤولون يمنيون إيران بتدريب مقاتلين حوثيين في دولة مجاورة لليمن في القرن الأفريقي كإريتريا. وسبق للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن اتهم إيران بدعم الحوثيين في الشمال، ودعم التيار المتطرف في الحراك الجنوبي المنادي بالانفصال، كما سبق لليمن الإعلان عن ضبط ست خلايا تجسس إيرانية تعمل تحت إمرة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ويعمل على تنسيق الأنشطة الأمنية الإيرانية بين اليمن والقرن الأفريقي. وتمت خلال الأيام الماضية محاكمة أعضاء خلية تجسس إيرانية في صنعاء وصدرت أحكام بالسجن ضد عناصر الخلية، الأمر الذي جعل السفارة الإيرانية في صنعاء تتقدم باستئناف ضد الأحكام الصادرة، وهو ما قوبل برفض المحكمة على اعتبار أن إيران طرف خارجي ليس لها الحق بالتدخل في مجريات المحاكمة.
وتنفي إيران بشكل مستمر تدخلها في الشؤون اليمنية، وصرح السفير الإيراني في مؤتمر صحافي عقده مؤخرا في صنعاء، بأن إيران لا تتجسس على اليمن، ذاكرا أنه ليس في اليمن برنامج نووي ولا مواقع عسكرية مهمة لكي تتجسس إيران عليها، وأن الأمر لا يعدو كونه دعاية سياسية.