وحدة اليمن وجمهوريته واستقلاله يحتضرون !!!
لقد سجل التاريخ لليمنيين الكثير من الانجازات العظيمة عجزت عن تحقيقها كثير من شعوب العالم ويتفاخر بذلك ابناء الشعب اليمني . ولعل اهم تلك الانجازات قيام النظام الجمهوري من رحم الاستبداد والعبوديه والظلم بعد إسقاط الشعب اليمني لنظام الامامه وما تبعه من إخراج الاستعمار البريطاني ودحره من جنوب القلب اليمني الذي جثم على صدور اليمنيين وصولا لتحقيق حلم إعادة توحيد اليمن في مايو 90م بعد عقود طويله من التشظي والفرقه .
لكن مع شديــــد الاســـــــف مع استمــــرار الصـــــراعات السياسية والانقسامات في اليمـــــن فتــح الباب على مصراعيه امام كثير من الاحتمالات والتي قد تجعل لا سمح الله ان يصبــح من (الجمهورية – الوحده – الاستقلال) لا وجود لها على الخارطه الجغرافيه والسياسيه .
فبعد كل صراع سياسي تظل مخلفاته وترسباته باقيه على الساحه اليمنيه وتبقى بلا معالجه حقيقية وهذا ما كان سببا في تمزيق نسيج المجتمع اليمني وانشطاره الى قوى مناطقيه ومذهبيه حتى الان وما يزيد الامر سؤاً وقوف الكثير من القوى الاقليميه وراء كل صراع لترسم لنفسها موضع قدم لها على الخارطه اليمنيه خصوصا ان غياب التنميه الإقتصاديه والبشريه جعلت من اليمن بيئة جاذبه لتلك القوى الظلاميه من داخل اليمن وخارجه .
قد نلتمس العذر لعامة الناس من الشعب اليمني لعدم ادراكهم لكثير من مشاريع وفتن طائفيه ومذهبيه وقبليه وانفصاليه تحت مبررات تبدوا في الوهله الاولى انها واقعيه فتنطلي عليهم تلك المشاريع القذرة ... لكن تظل تلك المبررات مجرد باب عبور لمخططات تستهدف اليمن بعمقها الاستراتيجي في ظل فقدان الرؤيه الوطنيه والاستراتيجيه لدى بعض القوى السياسية في اليمن .
نرى دعوات تنادي برجوع دولة الأمامه في اليمن واخرين ينادون بانفصال اليمن وفي ظل التنافس على تقسيم اليمن بين مذهبيه ومناطقيه وضعف الدولة تبقى اليمن بلا سياده واستقلال حقيقي للقرار بل مواصلة نهج الوصايه المفروض على اليمن وانتهاك سيادته عيانا بيانا امام العالم .
ومن يدفع ثمن ذلك التقاعس هو ابناء الشعب اليمني بكامل فئاته واختلاف تواجده وانتمائه فلا يتم التمييز بين الباطل ولا الحق . الظرف الصعب الذي يمر على اليمن يستدعي من الجميع بلا استثناء مراعات الرغبة في التغيير نحو الافضل فالظروف الصعبه التي مرت على اليمن اثبتت ان اليمنيين انهم جسد واحد ولهم صولات وجولات للتغلب على الصعاب مهما بلغت صعوبتها. تظل بعض القوى السياسيه تحاول نقل الانقسامات السياسية وتوريثها للجيل الجديد في اليمن من اجل ان تدوم دورة الصراع السياسي والانقسام حتى تحصل على مكاسب سياسيه واستعادة نفوذها من اجل بث سمومها لكنها لن تنجح في تحقيق هدفها وإن تسببت في إبطاء دورة التغيير الزمنيه لكنها لن توقفها .
اخيرا ،،،،، بعض القوى السياسية التي مازالت تعيش ما قبل 62م و قبل 90م يجب ان تدرك انه لا يمكن تصفير التاريخ والرجوع الى الوراء .
فالحوار الوطني ليس حوار بين معارضه وسلطه من اجل السباق على الحكم بل حوار بين جميع الاطياف السياسية والفكريه والاجتماعيه لأجل اخراج اليمن وشعبه من عنق الزجاجه .
والسؤال الذي يجب ان يُطرح الى متى ستظل تلك القوى تهمل القضايا الحقيقيه للشعب اليمني وكيفيه معالجتها وتصارع من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتسويق الاحداث السياسية والصراعات الايدلوجيه بعد ان كانت جلادأ للشعب اليمني بدرجة امتياز .
حان الوقت لتعترف تلك القوى المتسرطنة بان اليمن اصبح يملك الان جيلاً جديداً سخره الله بأن يحقق ثورة غيرت كثير من المفاهيم واصبح هذا الجيل خارج عن السيطره السياسيه وتبعيتها . وبما ان تلك القوى اساءت الى اليمن وشعبه وجلبت له الدمار والخراب فقد من الله عز وجل بهذا الجيل الثوري ومن وراءه القوى الوطنيه ... وليتذكروا قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة: 54.