تقرير مراسلون بلاحدود ... نداء للحرية
اليمن في المركز 169 من اجمالي 179 دولة في الترتيب السنوي لمؤشر ومقياس حرية الصحافة في تقرير حرية الصحافة الذي اصدرته منطمة مراسلون بلا حدود قبل أيام للعام 2012 ,, في عام كامل بدأنا به عهدا جديدا لليمن نجحنا فقط في التقدم مركزين مقارنة بالعام 2011 و مازالت اليمن كما اوضح التقرير من أكثر البلدان خطورة على الصحفيين ومازال العاملين في السلطة الرابعة يواجهون صعوبات كبيرة في الجوانب القانونية التي ما تزال بعيدة عن حرية الصحافة المفترضة .
مر التقرير مرور الكرام ,,و كأن الأمر لا يعنينا من قريب او بعيد ,, ولم اسمع كلمة لوزير الاعلام يعلن عن أسفه لذلك ويعد بالعمل الحثيث للوصول الى حرية وتحرير الاعلام و اقرار انطمة وقانونين في المرحلة القادمة تعمل على الاقتراب من المؤشر المرتفع لحرية الاعلام والصحافة ,, و لم اشاهد منظمات معنية بالأمر استغلت المناسبة للقيام بحملة اعلامية تساهم في تغيير واقع الاعلام اليمن ,, بل أن اغلب الصحف و المواقع الالكترونية وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تجاهلت الخبر رغم انه يعنيها كثيرا .
محكمة الصحافة ما زالت قائمة حتى اليوم , وقانون الصحافة مازال منذ العام 90 ينتظر التعديل بما يواكب العهد الجديد , وقانون الاعلام المرئي والمسموع والالكتروني الخاص لم يرى النور بعد , و محاكمات الصحفيين وحالات الاعتداء عليهم مازالت مستمرة , ومؤسساتنا الصحفية والاعلامية مازالت بحال لا يسر صديقا او عدوا , وقانون حق الحصول على المعلومات مازال بعيدا عن حيز التطبيق و اضيف الى سلسلة طويلة من قوانين ظلت حبرا على ورق , وصحيفة الأيام مازالت تنتظر عودتها , والفوضى الاعلامية ما زالت سيدة الموقف حتى هذه اللحظة ,, و غير ذلك من النماذج الشاهدة على أننا بحاجة الى عمل مضنٍ وحثيث لانتقال الحال الى واقع غير الحال اليوم .
من المحزن أن تتقدم دول كثيرة على اليمن في ترتيب حرية الصحافة رغم اننا سبقنا الكثير منها في بداية الصحافة ونشأتها , وحتى في نطاقنا العربي ,فليبيا مثلا الخارجة من حكم ديكتاتوري قاسٍ نجحت في سباق الزمن والتقدم بخطوات متسارعة للحاق ركب السائرين الى فضاء الحرية , بينما نحن نقلد خطوات السلحفاة ونتسابق على الخطب والشعارات بدون أي واقع ملموس على الأرض .
اوجه ندائي الى وزير الاعلام والمسئولين المعنيين وقيادة نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ,, نداء بناءً على ألم لحال اوضحه تقرير مراسلون بلاحدود ,, نداء للحرية و الاستفاقة و العمل لمحو الصورة بخطى متسارعة , لأن حرية الصحافة والاعلام هي أبرز مؤشرات الديمقراطية والتقدم ومردودها لايمكن تقديره على كل المجالات .
أتمنى أن تصل رسالتي هذه , و أتمنى ان تكون اليمن في العام القادم في موقع متميز لحرية الصحافة و أن يكون الوطن قد تعافي بشكل كبير من كل أمراضه المزمنه التي ظلت ملازمة له طيلة اكثر من ثلاثة عقود ماضية ,, دمتم والوطن بألف خير .