وزير الدفاع اليمني: الإرهاب همٌ «سعودي ـ يمني» ولحظة الحسم ضد القاعدة اقتربت (نص المقابلة)
نشرت صحيفة «عكاظ» السعودية حواراً مع وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد تحدث عن الحرب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والأوضاع في اليمن بعد توقيع اتفاق نقل السلطة.. إلى نص الحوار:
حاوره: فهيم الحامد
* بداية.. كيف تقيمون مراحل التعاون والتنسيق العسكري بين المملكة واليمن وانعكاساته على الواقع اليمني والتحديات الإرهابية والأمنية على السلم الاجتماعي اليمني والمنطقة بكاملها؟
التعاون والتنسيق العسكري بين اليمن والمملكة فنؤكد أنه يسير بشكل جيد ومرض للطرفين لأننا نشعر في اليمن أن المملكة هي شريكنا وهي بلد جار وشقيق.. قيادة المملكة الرشيدة هي قيادة متفهمة ومستوعبة حقيقة المتغيرات والمستجدات التي تجتاح المنطقة برمتها.. واليمن منها ولذا فإن هناك شراكة مهمة قائمة بين القيادتين السياسيتين في اليمن والمملكة.. ولذا فإن التنسيق قائم ويخدم أمن وسلامة المنطقة وتحديدا منطقة الجزيرة والخليج.
وبخصوص التحديات الإرهابية.. فلا شك أن هذه التحديات تعاني منها المنطقة والعالم أجمع.. ولكن في اليمن وجدت فرصة خلال الفترة الماضية لأكثر من سبب وأكثر من عامل وفرت لعناصر الإرهاب إمكانية التواجد بشكل علني.
ولكن الجيش اليمني وأجهزة الأمن بالتعاون مع اللجان الشعبية تعاملت بشكل مناسب ووجهت لهم صفعة قوية في أبين وشبوة وانتزعتهم من أوكارهم وتلك العناصر الإرهابية تدرك أن مواجهتهم أصبحت مسألة مؤكدة ولن تخضع لأية حسابات أخرى.. ونود أن نتوجه بالثناء والشكر إلى القيادة الحكيمة في المملكة التي دعمت اليمن وآزرت جهودنا في مواجهة كافة التحديات وأولى هذه التحديات المشكلة الإرهابية العويصة.
* هل بالإمكان أن تطلعونا على طبيعة التنسيق والتعاون بين وزارتي الدفاع السعودية واليمنية.. في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كونه يشكل تهديدا لليمن والمنطقة بكاملها؟
بالطبع.. مشكلة الإرهاب لا تهدد اليمن وحدها فقط، وإنما تهديدات الإرهاب كافة عالمية وعابرة للحدود والقارات وأصبحت هما دوليا.. ولذلك صيغت تحالفات دولية وإقليمية لمواجهة ومكافحة هذه الآفة والمشكلة العالمية.. ونحن كما قلنا ندين بالعرفان لدعم اشقائنا في المملكة، وهناك تعاون لا شك في إطار اتفاقيات دولية وفي إطار شراكة دولية قائمة بين البلدان العربية من جهة وبين الدول الكبرى التي طالها ضرر الإرهاب وعانت منه.
ولذلك نحن على علاقة شراكة إيجابية وفعالة مع الأشقاء في السعودية، كون التهديدات الإرهابية هما مشتركا وقضية مستعصية توجب أن تقام من أجل مكافحتها واستئصالها تحالفات إقليمية ودولية، فالأضرار جد خطيرة لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا اليمني ومجتمعاتنا العربية..
وبالطبع فإن شراكتنا وتعاوننا الاستراتيجي مع الاشقاء في المملكة يخدم الأمن والسلم في المنطقة.. وفي العالم أجمع.. بحكم أن الطاقة التي يحتاجها الاقتصاد العالمي موجودة في هذه المنطقة.. ولذا فقد أصبح التعاون لمواجهة الإرهاب والتصدي لكل مشروعاته التدميرية من الموجبات العالمية والإقليمية.
* لكن هناك أطرافا تزعم أن التعاون بين المملكة واليمن يعتبر تدخلا في شؤون اليمن خاصة بعد النجاحات التي حققها اليمن في تطهير المدن اليمنية من تنظيم القاعدة بما فيها أبين وشبوة ولجأت تلك الجماعات للهروب إلى الجبال الوعرة والمناطق القبلية ومنها مأرب والجوف التي لا تزال القوات العسكرية تخوض معها مواجهات؟
هذا كلام مردود عليه من ذاته.. لأنه حديث مستهلك، وكلام يندرج في إطار المماحكات السياسية التي لا تعي تماما حقيقة المخاطر الإرهابية التي تحالف العالم كله لمواجهتها والتصدي لها وإفشال مشاريعها الخطيرة العدائية والتدميرية.
وعلاقتنا بالسعودية علاقات إخاء وجوار وتعاون ولا تدخل سعوديا في بلادنا.. أما الإرهاب فإن العالم كله يتداعى ويتراص ويصطف من أجل مواجهة كافة احتمالاته ومشاريعه ولا يمكن ان يعتبر الشراكة والتعاون من أجل مكافحة هذه الآفة العالمية الخطيرة تدخلا..
ونحن نعتز بعلاقتنا القوية والوطيدة بأشقائنا في المملكة لأنها علاقة تعاون وإخاء، ولا يمكن أن نتنكر لعلاقات التعاون البناءة والمثمرة مع الاشقاء في السعودية، بل أننا معنيون بالانطلاق صوب علاقة جيدة وشراكة واسعة مع الأشقاء السعوديين لأن ذلك يصب في مصلحة الشعب اليمني والشعب السعودي اللذين يعتبران حجر الزاوية في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي وهذه العلاقة من الموجبات الاستراتيجية للأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
وما حققناه وحققته قواتنا المسلحة والأمن في ابين وشبوة هو شهادة على ان القيادة السياسية بقيادة عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة ومعه كل الخيرين الوطنيين من القيادات فهو رسالة قوية لكل الارهابيين ومن يقفون وراءهم ان الوطن لم يعد يحتمل تطاولاتهم وان لحظة الحسم النهائي قد اقتربت ولن تعصمهم الجبال عن اليد الطولى لقواتنا المسلحة والامن.. وسنلاحقهم حيثما اختفوا واينما تواروا.
* ما موقفكم إزاء مقتل الدبلوماسي السعودي خالد العنزي في صنعاء.. ومواصلة اختطاف الدبلوماسي عبدالله الخالدي؟
في البدء.. دعني أجدد عزائي لقيادة المملكة واسرة وذوي وأهل الشهيد خالد العنزي الذي طالته تلك الأيادي الآثمة. وما أريد التأكيد عليه هنا أن ذلك العمل الآثم الإجرامي الإرهابي آلمنا وأزعجنا ونحن اعتبرناه تحديا مباشرا لنا.
ولذلك نحن تحركنا من أول لحظة وكلفنا كافة الأجهزة الأمنية بملاحقة الفاعلين الاجراميين ونسعى بكل جد لملاحقة وتتبع كافة الخيوط التي ستوصل إلى أولئك الإجراميين القتلة.. ولن نتوانى لحظة عن مواصلة ملاحقتهم لأن الاقتصاص من أولئك القتلة أصبح هاجسا يوميا لدينا.. ولن يهدأ لنا بال إلا بالوصول إليهم جميعا وإيصالهم إلى العدالة.
أما الدبلوماسي السعودي المختطف. فأنا لا أريد أن أتحدث بالتفصيل عنها.. لأننا نريد بصدق أن نطلق سراحه ونحرره من أيدي العناصر الإرهابية وإعادته إلى أهله ووطنه سالما بعد أن طالت مدة احتجازه واختطافه.
ولكن نبذل وسنبذل كل جهد ممكن.. وعبر كل قناة ممكنة للوصول إليه.. وبالطبع بالتعاون مع الاشقاء في المملكة سنواصل جهد البحث عنه ومحاولة إطلاقه.
* كيف تقيمون واقع ومستقبل الدولة اليمنية بعد عام من توقيع اتفاقية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟
نحن الآن نعيش بعد مرور عام كامل على التسوية السياسية في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وما تحقق كثير ومهم وحيوي على أكثر من صعيد وفي أكثر من جانب.
صنعاء اليوم عاصمة الجمهورية اليمنية تعيش انفراجا واضحا بعد إزالة الكثير من الأسباب والمسببات لأزمة ومشكلة العام2011م.
ولكم أن تتخيلوا صنعاء قبل عام وهي ملغمة بالمتارس والحواجز والاشتباكات ودوي المدافع والرصاص في كل حي وفي مدينة تعز أيضا.. كما أن محافظة ابين كانت حينها تحت سيطرة ما يسمى (بأنصار الشريعة) الذراع اليمنى للقاعدة في اليمن والجزيرة العربية حسب مسمياتهم.. والجيش كان حينها منقسما على نفسه وكذا الأمن..
اليوم بعد عام كامل من المبادرة الخليجية وبفضل تعاون الأشقاء والأصدقاء صنعاء تعيش انفراجة إيجابية.. وازيلت معظم اسباب التوتر.. نحن اليوم نباشر تنفيذ عملية إعادة تنظيم وتحديث وهيكلة القوات المسلحة.. والجميع يعيش فرحة هذه الخطوات الجبارة.. لم يكن أحد يتصور أن تتواصل النجاحات في هذا الجانب ولكن اليمانيين فعلوها.. انحازوا إلى السلم والأمن والاستقرار.
وخرست أصوات البندقية.. واليوم نسمع صوت العقل والحكمة والمنطق.. والجهود إن شاء الله سوف تتواصل.
وعلى هذا النجاح وهذا المسلك الإيجابي يمكن أن نرى مستقبل اليمن ومستقبل الدولة اليمنية الحديثة التي يسعى إليها الشعب كله.