«القاعدة» تكشف عن فشل وساطة يقوم بها «علماء» بينها وبين الحكومة اليمنية
كشف تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب للمرة الأولى عن عملية وساطة كانت تدور بينه وبين الحكومة اليمنية برعاية عدد من علماء الدين والوجهاء القبليين، إلا أنها فشلت في تحقيق هدنة بين الطرفين، فيما نجا مسؤول أمني كبير من محاولة اغتيال أمس.
وأكد تنظيم القاعدة في بيان نشرته «مؤسسة الملاحم الإعلامية» القريبة من التنظيم أمس أن الحكومة اليمنية رفضت التوقيع على الهدنة مع تنظيم القاعدة بعد أن تمت الموافقة عليها من قبل الطرفين بواسطة علماء ووجهاء قبليين.
وأضاف البيان أن مجموعة من علماء سعوا للصلح بين الدولة وتنظيم القاعدة: وجاء في البيان «لما نرى مما يحصل في بلادنا من الاقتتال وإراقة الدماء المعصومة، وحرصا على تحقيق الأمن والاستقرار وبعد عرض موضوع الصلح على الدولة اليمنية أبدت استعدادها ورغبتها وحرصها متمثلة في رئيس جهاز الأمن السياسي (اللواء غالب القمش) والذي بدوره عرض الموضوع على رئيس الجمهورية (منصور هادي)، ثم عرضت لجنة الوساطة الصلح على قادة تنظيم القاعدة، فأبدوا الموافقة والرغبة والحرص أيضا». وأرجع تنظيم القاعدة عدم توقيع الحكومة على الهدنة إلى ما وصفه بـ«موقف حكومة صنعاء المخزي والمنجر خلف مشاريع أميركا وعملائها». وذكر البيان أنه «بعد المداولة بين الطرفين لوضع آليات الصلح وعرض الشروط من الطرفين، طلبت لجنة الوساطة أن تكون هناك هدنة بين يدي الصلح حتى يتسنى مناقشة بنود الصلح مع الطرفين بحضور عدد من علماء ووجهاء ومشايخ اليمن في أجواء يسودها الأمن، فأبدت الدولة موافقتها واستعدادها على الهدنة المؤقتة لمدة شهرين، والتقت اللجنة ومعها مجموعة من العلماء قادة تنظيم القاعدة، وتمت الموافقة من قبلهم على بنود الهدنة، ووقع أمير التنظيم ناصر بن عبد الكريم الوحيشي عليها». وأوضح البيان أن تنظيم القاعدة أبدى «استعداده التام للصلح بحضور العلماء، لكن بعد عرض التوقيع على الهدنة من تنظيم القاعدة على الدولة: حدد رئيس جهاز الأمن السياسي مدة ثلاثة أيام للعرض على رئيس الجمهورية ليفوض من يراه على التوقيع، وبعد عدة لقاءات مع رئيس الجهاز من قبل اللجنة ومطالبتها بلقاء رئيس الجمهورية لتنفيذ ذلك، وبعد انتهاء المهلة الأخيرة فوجئ العلماء ولجنة الوساطة، بعدم التوقيع على ما اتفق عليه مسبقا».
إلى ذلك نجا مدير أمن مدينة جبل الشرق بمحافظة ذمار غرب اليمن الرائد محمد طاهر الموكلي أمس من محاولة اغتيال من قبل عناصر مسلحة. وقال مصدر أمني لموقع «26 سبتمبر» المقرب من وزارة الدفاع أن مسلحين أطلقوا النار على مدير أمن مدينة جبل الشرق وسط أحد الشوارع الضيقة بالمدينة ولاذوا بالفرار. وأشار المصدر إلى أن «المسلحين من المطلوبين أمنيا على ذمة قضايا تقطع وحرابة»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة ستقوم بمتابعة الجناة وتقديمهم للعدالة. وتسود اليمن حالة من الانفلات الأمني ويعاني من تمرد الحوثيين الشيعة في الشمال ومطالب لبعض فصائل الحراك الجنوبي بالانفصال في الجنوب. ومن المقرر أن تدخل الأطراف المختلفة في حوار وطني شامل تحدد موعده في 18 من الشهر الحالي.