(3) د.الحروي لماذا يجب أن تتحول اليمن إلى دولة بحرية عظيمة على المستوى التاريخي
اخبار الساعة - د.طارق الحروي بتاريخ: 08-03-2013 | 12 سنوات مضت
القراءات : (4011) قراءة
نرد على ذلك بالقول لوجود عدة اعتبارات مهمة يغلب عليه الطابع الاستراتيجي والمرحلي تتعلق بالجانب التاريخي، أي باليمن كثقافة وحضارة، تكمن أهمية هذا الأمر في البعد لثقافي والحضاري الذي أحرزته اليمن نظاما وشعبا وأرضا وتاريخا وطموحا منذ تأسيس أول حضارة إنسانية على وجه الأرض في التاريخ القديم والوسيط، واستمرار طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الزخم الثقافي والحضاري لليمن لعشرات العقود ما بين مد وجزر كما تشير إليه الدلائل التاريخية، بحيث تأسست فيها حضارات عظيمة وكثيرة لها شأنها.
- مثلت البذور التي غرست والأعمدة التي أقامت أول مداميك تعمير الأرض والنور الذي أضاء الجزيرة العربية والأراضي العربية وصولا إلى المشرق والمغرب ذهابا وإيابا، ثم أنتقل هذا الدور لليمن نظاما وشعبا وأرضا جيل بعد جيل إلى التاريخ الإسلامي فكان لأبنائها أدوارا محورية عظيمة في تأسيس وإرساء ومن ثم ترسيخ مداميك الدولة الإسلامية العظيمة على مختلف العصور (الدولة الإسلامية الأولى، الدولة الأموية، الدولة العباسية، الدولة الأندلسية،....) بكل ما يحمله هذا الأمر من دلالات ومعاني ومن ثم مضامين وأبعاد لها شأنها.
- وعندها أدركت القوى الحاقدة على الأمة العربية أثناء إعادة قراءتها المتعمقة والمتفحصة لفقرات مهمة من التاريخ العربي والإسلامي أن مربط الفرس في كل ما جرى ويجري هي اليمن، فعمدت إلى النيل منها شكلا ومضمونا فخرجت اليمن من المعادلة الإقليمية (العربية والإسلامية) فخرج العرب منها- تباعا.
- ومن هذا المنطلق أدركت نفس هذه العناصر والقوى ان إعادة المنطقة العربية إلى سابق عهدها بعد ما كشفته حمى الدمار والفوضى التي اجتاحت المنطقة وبلغت حد الذروة منذ العام 2011م من مضامين وأبعاد منظورة وغير منظورة، لا يمكن أن يتم بصورة منهجية وموضوعية وفقا- لما تمليه أولويات المصالح الحيوية المشتركة بحكم أن إلغاء الأخر أصبح أمرا غير ممكن.
- إلا باستعادة اليمن نظاما وشعبا وأرضا وتاريخا وطموحا لدورها ومكانتها وهذا هو أحد أبعاد الحضور الدولي والإقليمي في اليمن ومن هنا يصبح من الأهمية لا بل والضرورة على اليمنيين كحكام أن يغتنموا نطاق حدود الفرصة التاريخية السانحة المتاحة أمامهم ليهيئوا كافة الأجواء والمستلزمات أمام أبناء شعبهم لصياغة وبلورة طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الدور المنشود الذي يطمحون إليه باتجاه صناعة أدق تفاصيل مستقبلهم المنشود من خط البداية إلى النهاية.
والله ولي التوفيق وبه نستعين
([1]) باحث في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية وكاتب ومحلل سياسي.
المصدر : الكاتب
اقرأ ايضا: