لا صوت يعلو فوق صوت الماطور
أربعة أيام وينطلق مؤتمر الحوار الوطني ، كما هو مقرّر له في الثامن عشر من مارس الجاري . في موازاة ذلك وفي سياق إرهاصات الحوار الوطني التي تجلّت واضحة في مارثون التخريب والتفجيرات الأخيرة التي استهدفت أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ؛ سبق حوار المواطير ،الحوار الوطني ،فتعالت أصوات المواطير الصاخبة في محافظات الجمهورية ، بما في ذلك محافظة عدن التي عاشت ليلة الثلاثاء فجر الأربعاء ليلة ليلاء صاخبة مع هدير وصفير وضريط المواطير ، إثر غرق مدنها ومديرياتها في الظلام الدامس نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مساءً وأستمرارها حتى مساء الأربعاء، وهي الإنقطاعات التي ذكرتنا بفترات الصيف الماضي من السنوات الماضية . حوار المواطير إذاً سيكون الصوت الأعلى الذي لا يعلو عليه صوت في الصيف القادم الذي يبدوا أنه حل علينا هذا العام مبكراً ، بالتزامن مع الحوار الوطني، إستمراراً لمسلسل الإنقطاعات الذي بدأت بشائره مبكراً ودشنت حلقاته التي لا تنتهي الثلاثاء في عدن مع ورود أنباء أكدت قرار مجلس الوزراء بإلغاء مناقصة اتفاقية توريد الكهرباء لمحافظة عدن التي فازت به شركة دوم ، والتي قالت وفق مصدر في رئاسة الوزراء أنه – أي القرار - جاء بناء على ملاحظات اللجنة العليا للمناقصات على الإجراءات الخاصة بالمناقصة والمؤكدة على أن هناك أخطاء كثيرة شابت تنفيذها. وفيما أوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن المجلس بقدر حرصه الشديد على توفير الكهرباء لمدينة عدن ، قال مسئولون في المؤسسة العامة للكهرباء بعدن والتي تقوم بادارة عدد من محطات توليد الكهرباء إن عدد من مولدات الطاقة الكهربائية في المدينة خرجت عن العمل بسبب خلل فني، وأن محطة توليد الكهرباء الرئيسية والمعروفة بالحسوة تعرضت لضربة قوية سببها خلل فني ضخم في منظومة الشبكة الكهربائية الوطنية.. وهذه التصريحات كانت سبقتها تصريحات لمدير عام كهرباء عدن المقال من قبل مجلس الوزراء المهندس خليل عبدالملك قال فيها إن لجنة المناقصات التابعة لمجلس الوزراء ألغت الثلاثاء حصة مدينة عدن من الطاقة المشتراه وقالت أنها ستنظر في بدائل أخرى قال "خليل" ان النظر فيها قد يستغرق أشهر قبل التوافق حولها.مشيرا إلى ان عدن ستدخل هذا الصيف بنفس قدرتها الكهربائية العام الماضي وربما اقل بكثير من ذلك ، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية . وختم "عبدالملك" تصريحه بالقول إن المؤسسة العامة للكهرباء بعدن كانت قد اطلقت أكثر من نداء تحذير وهي اليوم تطلق النداء الاخير حول مايمكن ان يحدث في عدن في حال دخول الصيف دون ان يتم ايجاد حلول حقيقية لمشكلة الكهرباء في عدن .
على العموم بين القيل والقال والأخذ والرد بين الحكومة ومؤسسة كهرباء عدن ، حتماً ستعيش عدن صيفاً شمعياً وفانوسياً وماطورياً جديداً هذا العام وستزداد حرارته وسخونته بسخونة وحرارة القضايا المطروحة للحوار ، وما على المواطن في عدن إلا أن يستجيب لحوار المواطير أولاً ، بعد أن تعوًدت أذنيه على صفيرها وضريطها في الأعوم السابقة ، أما الحوار الوطني ،فلا أضن أن المواطن في عدن أو في غيرها من المدن الحارة والذي سينام لسويعات إن تمكن من النوم في الحر الشديد ووسط صفير وضريط المواطير أن يهزّ له أي مشاعر لمتابعته ، فهو متروك للمتحاورين الذين سيكثرون من الخريط والضريط حسب الحاجة لذلك، وهو أي الحوار ليس نهاية المطاف وإنما بداية له . أما حال المواطن في عدن وبقية المحافظات الساحلية فبلاشك سيزداد ظلمة وتعاسة في ظل استمرار انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة في الصيف ،سيما وأن كل الخريط والضريط الصادر من الحكومة ووزارة الكهرباء بشأن ايجاد الحلول والبدائل لمواجهة أعباء الصيف من الكهرباء قد تبخّرت كسابقاتها من الوعود في الأعوام الماضية ، ولم يرى المواطن إلا انتعاشاً لسوق المواطير ( أشكال وألوان يا إبن علوان ) ، فهي السوق التي لا يضاهيها سوق في الصيف الذي تزداد فيه انقطاعات الكهرباء عاما بعد عام .. ولعل المواطن قد أدرك هذه الحقيقة ،ولم يعد يعوّل بأي وعود أو تصريحات تصدر عن الحكومة بشأن اصلاح منظومة الكهرباء وتعزيز القدرة التوليدية لها ، ولذلك نجد من تيسر له حاله ، رغم ضيق الحال يتّجه إلى سوق المواطير الصينية ،وما أكثرها ، فقد زادت انتعاشاً خلال السنتين الماضيتين خصوصاً في المناطق الجنوبية التي لا يرحم صيفها صغيراً أو كبير .. طفلاً أو كهلاً .. صحيحاً أو مريضاً ، في ظل انقطاعات الكهرباء خصوصاً في الصيف . وبالرغم من خطر المواطير ومساوئها العديدة إلا أنها تبقى الحل المر لمواجهة متاعب الإنقطاعات المتكرّرة، التي لم تعمل الحكومة الحلول المناسبة لها ، غير الوعود الكاذبة.. فكفى وعوداً ياحكومة الوفاق ، فلسان حال المواطن الغلبان النكدان يقول ( أمسيت أفتش همومي بين السلف والفواتير أيقنت أن الحكومة تركب حمار المواطير).
* تغريدة ماطورية ( مع الإعتذار للأغنية اللحجية الشهيرة "باحبك "وصاحبيها الشاعر :عبدالله هادي سبيت والفنان محمد صالح حمدون ):
يا ما طور.. باحبك
حتى لا أنت كاظمني .. باحبك
حتى لا أنت صانجني .. باحبك
حتى لا أنت داوشني .. باحبك
يا محبوب با حبك .. يا مرغوب باحبك
يا مجبور .. باحبك .. يا مشهور باحبك
حتى لا أنت ماتسمع .. با حبك
والله والنبي ما ارجع .. با حبك
يا مجبور من حسنك ..
يا مشهور في فنك ..
كل أنسنا منك ..
يا مجبور يا مشهور أنت الشمس أصل النور
با حبك .. با حبك
طول العمر باحبك
حتى لا غلى سعرك .. باحبك يا ماطور..