الدكتور عبدالعزيز الردفاني : مؤتمر الحوار نجح في اسقاط المفهوم الديني المقدس للوحدة اليمنية
اكد الدكتور / عبدالعزيز راجح حسن الردفاني أستاذ القانون الدولي في كلمته التي تحدث فيها اليوم السبت في جلسة مؤتمر الحوار الوطني بان الايام الاولى من هذا المؤتمر قد نجحت تمامً في اسقاط مفهوم " المقدس الديني للوحدة اليمنية " . معاتباً في نفس الوقت على من لا يزالون يتحدثون عن جمال الوحدة ومحاسنها .
واستهل حديثه بالقول عن أي وحدة تتحدثون ، عن وحدة الضم والإقصاء والإلحاق والإلغاء والاستعباد لأبناء الجنوب ، ام عن وحدة استباحة الارض والعرض والبشر والحجر والثمر ، ام عن وحدة القيد والكيد وسلاسل القيد التي لفت حول ايادي وأرجل كل جنوبي ولدته امه حراً على هذه الارض الطيبة .
وخاطب اعضاء المؤتمر بالقول " باعتباركم صفوة هذا المجتمع على كل واحد منكم ان يكون صاداً مع ضميره في الاجابة على هذا السؤال . من منكم يستطيع ان يجبر اخاه البالغ العاقل على العيش معه في بيت واحد ؟ . ان الاجابة بصدق وأمانة من قبلكم على هذا السؤال هو مفتاح القضية الجنوبية ان كنتم صادقين " .
وأضاف لمن لا يزالون يتحدثون عن الوحدة بان كل نواميس الكون وشرائع السماء وقوانين الارض لا تستطيع ان تجبر الاخ الذي تخلق مع اخيه في رحمٍ واحد ، ورضعا من ثدي واحد وعاشا طفولتهما في حجرةً واحدة ، لا تستطيع كل هذه النواميس والشرائع والقوانين ان تجبر هذا الاخ على العيش مع اخيه الاخر في بيتٍ واحد ، فمن حق الاخ ان ينفصل عن اخيه للعيش حراً في منزل مستقل .
وأوضح حديثه قائلاً " وعلى هذا الاساس فلا يستطيع اخواننا في الشمال ان يجبروا اخوانهم الجنوبيين على العيش معهم في دولة واحدة اذا رغب ابناء الجنوب في استعادة دولتهم وسيادتهم على ارضهم وثروتهم ومقدراتهم لان هذا الاجبار لا يكون مخالفاً لشرائع السماء وقوانين الارض فحسب ، بل سيكون مخالفاً للفطرة الانسانية والغريزة البشرية .
وفي نهاية كلمته خاطبهم بالقول " لقد اتينا اليكم كي نخاطب عقولكم وضمائركم ، اتينا اليكم حاملين غصن زيتون وحمامُ سلام ، اتينا اليكم وكلنا امل في ان تتفهموا وضع شعبنا في الجنوب الذي يخرج بالملايين في الساحات مطالباً باستعادة دولته وهويته وسيادته ، وعليه فاننا ندعوكم من على هذا المنبر للتسليم بحق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته سلمياً ، وبذلك تكون اللحظة التي نسلم فيها بحق تقرير المصير لشعب الجنوب سلمياً هي لحظة بداية كتابة التاريخ المعاصر لليمن ، والمنطقة بشكل عام ، مذكراً اياهم بمقولة امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه ((ان الرجوع الى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل)) .