الصحفي أنيس منصور "يكشف" حقائق" مدوية عن الحراك الجنوبي أسبابه وبدايته: إيران دخلت الجنوب بـ«قصة زواج»
قال الكاتب والصحفي أنيس منصور الصبيحي إن العصيان المدني الذي تبنته فصائل في الحراك الجنوبي في اليمن يؤثر سلبياً على شعبية الحراك لدى المواطنين، معتبراً أن القمع والتخوين وعدم القبول بالآخر من قبل بعض الحراكيين ضد من يخالفهم امتداد للنهج الاشتراكي. وقال إن الحوار الوطني قد لا يعالج القضية باعتبارهم يرفعون السقف مع الحلول السياسية.
جاء ذلك في محاضرة ونقاش مفتوح في مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، مساء الأحد في صنعاء، تحت عنوان "قراءة في خطاب الحراك"، قدمها الإعلامي أيمن باحميد، حيث تحدث منصور حول تحولات خطاب الحراك التي هي في المجمل تعبر عن واقع الحراك وسياساته وتحولاته منذ انطلاقته الفعلية في 2007...
وقال منصور، وهو إعلامي عايش الحراك منذ انطلاقته، إن خطاب الحراك، بدأ بالمطالبة بالإفراج عن سجناء وأصوات اشتراكية، ومن ثم بدأ بانتقاد "وحدة 90"، تم انتقل إلى اعتبار حرب صيف 1994 احتياجاً (وليس احتلالاً)، ثم المطالبة بتفعيل "قرارات الشرعية الدولية"، وانتقل إلى "تقرير المصير" ثم "الاستقلال"، ثم فك الارتباط واستعادة الدولة، وصولاً إلى التنصل من الهوية اليمنية والإرتماء إلى أحضان إيران، والمطالبة بـ"الجنوب العربي" ودعوة بعض الفصائل إلى "الكفاح المسلح".
وفي سياق حديثه عن إيران، أكد منصور أن الطرف الفاعل داخل الحراك حالياً هو ذلك الذي ارتبط بإيران، وأشار إلى أن العلاقة والتواصل بين بعض القيادات الحراكية وإيران، له سوابقه منذ ما قبل الوحدة اليمنية، حيث وقفت أطراف في النظام الاشتراكي في الشطر الجنوبي مع إيران ضد العراق أثناء حرب الخليج الأولى.
وقال إن إيران دخلت "الجنوب" بـ"قصة زواج"، في إشارة إلى الزواج الشهير ابنة البيض بفنان لبناني شيعي، وأشار إلى أنه بعد 6 أشهر من الزواج التقى البيض بالقيادي الحوثي عبدالملك بدرالدين الحوثي في ألمانيا، ومن ثم أصبحت الأصابع الإيرانية واضحة في مسيرة الحراك، حيث يقيم البيض في لبنان بأحضان حزب الله ورعاية وإشراف إيران، ومن بيروت تبث قناته الرئيسية "عدن لايف"، وأشار إلى ابتعاث عشرات الإعلاميين من ناشطي الحراك إلى لبنان وإيران لأخذ دورات والاستقطاب عن طريقها.
وأكد منصور أن مؤتمر الحوار الوطني قد لا يحل الأزمة هناك وإن المجتمع الدولي لا يستطيع إرضاء الحراك، حيث أنه تحول إلى استثمار وصراع قوى وخطاب تخوين وكراهية ، وكلما "تحاورت مع طرف قاموا بتخوينه"، مشيراً في هذا الصدد إلى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المشاركين عن الحراك والذين رغم تبنيهم لمطالب الحراك، تتوجه إليهم الاتهامات.. وأضاف: "زاد الطين بلة، أنهم تغدوا لدى صادق الأحمر".
وتحدث منصور عن خطاب الكراهية وعن الأعمال التي ينتهجها بعض الحراكيين، وتأثيرها، خصوصاً في مدينة عدن، التي تحتضن كل الأجناس والألوان، وأشار إلى أنه لا يوجد قيادي واحد من أبناء مدينة عدن في الحراك، وهناك "حافات" بكاملها في عدن تعود أصول سكانها من محافظة تعز وغيرها. وأشارإلى الاعتداءات التي جرت في عدن تحت تأثير التحريض ضد ساحات الثورة، ووصلت إلى استهداف منازل بعض الشخصيات..
وأكد منصور أن الكثير من أنصار الحراك يبنون مواقفهم على الشائعات واعتبارها حقائق، مشيراً في هذا الصدد، إلى الإشاعة التي تسببت بفوضى داخل قاعة مؤتمر الحوار الوطني قبل أيام، بمقتل 5 على يد قوات الأمن، تبين فيما بعد أنها شائعة.. وقال إن التصالح والتسامح يستمر لمدة "ساعتين" في كل عام. مستدلاً بالخطاب المحرض على الرئيس عبدربه منصور هادي كشاهد على ذلك.
واعتبر منصور إن علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وعبدالرحمن الجفري يريدون إقامة "دولة هاشمية"،.. وأشار إلى مشاريع تلعب على "رؤوسنا نحن أبناء الضالع ولحج وأبين".
ورداً على سؤال أحد الحاضرين حول الحلول المقترحة تجاه خطاب الحراك وفي مسار القضية الجنوبية، أكد منصور أن الحلول: اقتصادية، أمنية، وإعلامية.. وذلك انطلاقاً من التعامل مع اقتصادين، أحدهما كان يعتمد إلى على النظام الاشتراكي، والآخر على النظام الرأسمالي..
وأثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات المؤيدة والمعارضة من قبل إعلاميين وناشطيين ومن بعض مناصري للحراك.