الوحدة اليمنية.. ضرورة دولية!!
اخبار الساعة - بقلم عبد الله علي السنيدار بتاريخ: 09-04-2013 | 12 سنوات مضت
القراءات : (5093) قراءة
لا يعرف شهد الحرية إلا من ذاق مرارة الاستبداد؛ لذلك لم يكن غريبا أن يهب الجميع, في المحافظات الجنوبية قبل المحافظات الشمالية, للدفاع عن الوحدة من مشروع الانفصال في العام 1994م, ويقدمون الغالي والنفيس من أجل ألا تعود عقارب الساعة إلى ما قبل الـ22 من مايو 1990م؛ فبقيت الوحدة وفشل مشروع الانفصال, وصار صوت الشعب يعلو فوق كل الأصوات.
ولا يعني ما رافق الفترة التي تلت العام 1994م من نهب لبعض الأراضي, الخاصة والعامة في بعض المحافظات الجنوبية, وتضييع لحقوق الكثيرين, أن بإمكان الطامحين في عودة اليمن إلى عهود ما قبل الوحدة أن يتلاعبوا بمشاعر المظلومين في المحافظات الجنوبية وجرهم إلى الحكم الشمولي المستبد؛ فالكل يعلم علم اليقين بأن الظلم طال الجميع في المحافظات الشمالية والجنوبية على حد سواء, وإذا كان مسلسل نهب الأراضي بدأ في المحافظات الجنوبية بعد حرب صيف 1994م فإنه قد بدأ في المحافظات الشمالية منذ ستينيات القرن المنصرم.
إذا الكل في المحافظات الجنوبية والشمالية أصحاب قضية واحدة, ومظلمة لا تختلف عن الأخرى, ويتوجب على الجميع على امتداد الأرض اليمنية الحبيبة أن يقفوا صفا واحدا للدفاع عن حقوقهم المسلوبة, ولكن في إطار دولة موحدة لا في إطار دولة اتحادية من عدة أقاليم.
بقاء اليمن موحد ومستقر لا يعتبر ضرورة يمنية فحسب, بل ضرورة تقتضيها المصلحة الإقليمية والدولية, ولأن من حولنا, قريبا كان أو بعيدا, يتفهم بأن مصلحته تكمن في بقاء اليمن موحد ومستقر؛ فهو يبذل دعمه, المادي والعمنوي؛ لأن يتفق الفرقاء السياسيون في اليمن, وأن تلملم الأحزاب والنخب السياسية اليمنية شتاتها؛ فجمعتهم حول دائرة واحدة في مؤتمر وطني شامل.
أقول وبكل فخر واعتزاز بأن لي في المحافظات الجنوبية أصدقاء أعزهم كمعزتي لإخوتي وأبناء عمومتي, ولي في العديد من المحافظات الجنوبية أعمالا تجارية تنمو من يوم لآخر, كما أن للكثير من تجار المحافظات الجنوبية أعمالا متعددة في المحافظات الشمالية تنمو باضطراد.
لم يعد لمصطلح يمن جنوبي وآخر شمالي من معنى, وليس بمقدور أحد, في الجنوب أو في الشمال, أن يذيق شعبا كؤوس المرارة بعدما تذوق شهد الحرية.
اقرأ ايضا: