منعها أبوها من الزواج.. فقتلته
زمان كان العرب يقولون ''كل فتاة بأبيها معجبة''.. والآن تغيرت الصورة ونستطيع أن نقول كل فتاة بأبيها تعسة أو محبطة أو بائسة.. ليس كل الآباء طبعا.. ولا أكثرهم، ولكن هؤلاء الذين يمنعون بناتهم الزواج ويتركونهن رهن المحبسين.. البيت والتقاليد.. حتى يتوفين أو يصيبهن داء العنوسة فيخرجن من الدنيا دون أن يقمن بوظيفتهن الأساسية في الحياة وهي الإنجاب.
وفي الصحف المصرية التي أطلع عليها بين الحين والحين قرأت أن فتاة من الإسكندرية قتلت أباها لأنه منعها الزواج حتى بلغت سن السابعة والثلاثين.
والفتاة اسمها ''نوال'' واعترفت في محضر التحقيق أمام النيابة بأنها قتلت أباها بحقنة سامة أحضرتها لها إحدى صديقاتها، والعجيب أنها قالت في المحضر إنها قالت لأبيها وهو يحتضر: لقد أعطيتك سما لأنك حطمت حياتي فقام محاولا الإمساك بها ولكن السم أسقطه أرضا.
وقالت الفتاة إن أباها رفض كل من تقدم إليها للزواج.. من الجيران.. وزملاء العمل.. وبعض من رأوها فأعجبوا بها.. ولم يكن أمامها بعد أن بلغت السابعة والثلاثين إلا أن تتخلص منه لعلها تلحق بقطار الزواج.
ومنذ أيام نشرت الصحف السعودية أن عشر فتيات سعوديات وأجنبيات لجأن إلى جمعية حماية الأسرة بعد منعهن الزواج بواسطة أسرهن، مما دفعهن للهرب واللجوء إلى الجمعية لإنصافهن وإيصال أصواتهن للجهات المعنية.
وتقول الدكتورة إنعام برعي رئيس جمعية الأسرة إن عددا من الفتيات يهربن من أسرهن لمنعهن الزواج دون سبب أو مبرر وبعضهن هربن لصد آبائهن عن التحرش بهن جنسيا.
هناك دراسات تجرى في جهات حكومية وأكاديمية لرصد الظاهرة ومحاولة التصدي لها.
ونترك الدراسات وحلقات البحث الحكومية والأكاديمية ونطالب الآباء بالوعي بالمشكلة وألا يقفوا في وجه تزويج بناتهم حتى ببعض التنازلات فليس هناك خطيب ''كامل الأوصاف'' ولا زوج 100 في المائة.. ومن الأفضل للفتاة أن تتزوج ولو ببعض التنازلات بدلا من أن تعنس.. وتهرب أو تقتل أباها كما حدث في الإسكندرية.