بالصور.. "سقطرى" اليمنية جنة الله في الأرض
اخبار الساعة - خالد خليل- سبق بتاريخ: 30-06-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (14401) قراءة
اسمها عربي، أكده المؤرخون القدامى، وهواؤها عربي في كل نسمة، وصحراؤها تحكي قصصاً عربية وغير عربية، ونباتاتها تقول لك لن تجدني إلا هنا في "سقطرى"، إنها جزيرة يمنية بكر تطل على سواحل بيضاء تحسبها أنهاراً من مائها الزلال وترى أشجارها العتيقة، التي تلف العالم من الأعجايب والأساطير التي تدور حولها.
ترجع شهرة "سقطرى" إلى طريق اللبان، إذ كانت الجزيرة أحد الأماكن الرئيسة لإنتاجه في تلك العصور، واشتهرت كذلك بإنتاج "الند" وهو صنف من أصناف البخور وزادت أهميتها وتردد ذكرها وذاع صيتها إلى شعوب حضارات العالم القديم، يبلغ طول الجزيرة 125 كلم وعرضها 42 كلم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كلم، وعاصمة الجزيرة "حديبو".
وتتميز المناطق الشرقية بالجو المعتدل بالبرودة في بعض الأشهر وفي بعضها تكون باردة، والمناطق الغربية أيضاً تتميز بالبرودة ومنها منطقة "دكسم" المرتفعة، كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور وهي بذلك أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها تسعة أنواع في جزيرة سقطرى.
وسجل في الجزيرة نحو (850) نوعاً من النباتات منها نحو (270) نوعاً في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، من بينها شجرة دم الأخوين، وتجدر الإشارة إلى أن عشرة من الأنواع الـ18 من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرى.
ولهذه الأشجار والنباتات العجيبة قصص أسطورية، فشجرة دم الأخوين، من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، اقترن اسمها باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور، تنمو في أعالي الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 6ــ 9 أمتار ويشق الأهالي ساقها فتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع وتعد للتصدير. وتدخل في كثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية وتستخدم كعلاج.
أما نبات الأمتة أو الأمتا، فينتج عند قطعه سائلاً أبيض يزرعه المحليون بكثرة قرب القرى لاستخدامه كعلف للحيوانات. ونبات كرتب، ينمو على الجروف التي يصعب على الماعز الوصول إليها، ويمكن أن تصل أحجام سيقانها المنتفخة إلى مترين طولاً وعرضاً.
وهناك شجرة "إكشا"، وهذه الشجرة الكبيرة تنمو عادة على السفوح الجبلية وتنتج عناقيد من الثمار العصارية الكبيرة. أما نبات الصبر السقطري، فهو نبات عصاري تعرف العصارة الجافة المستخلصة منه بالصبر المر، ويستخدم لغايات الطب كما أنه يصدر من الجزيرة منذ مئات السنين.
ويوجد نبات "قمحم" ويتميز بساقه المنتفخة، إلا أنه مهدد بالانقراض لأن السوقطريين يعتمدون عليه في تغذية حيواناتهم في موسم الجفاف. وشجرة الرمان البري، وتعتبر النوع الوحيد ذا الصلة بالرمان واعتقد العلماء في السابق أنه مهدد بالانقراض إلا أنه يتواجد بكثرة في الجزيرة.
ويوجد نبات "إشهب"، ويمكن التعرف عليه مباشرة عن طريق جذعه الرفيع وأفرعه المتدلية، وينتج هذا النبات خشب بناء عالي الجودة.
وعن الطيور، يوجد في سقطرى 179 نوعاً، 41 منها مقيم ومتكاثر في الأرخبيل، و13 نوعاً من الطيور لا توجد في أي مكان آخر من العالم، من أهمها، الصقر الحوام السقطري، ويسمى في سقطرى "نهيمة" وهو طير جارح يصل طوله إلى 50 سم. وطائر السوادية الإفريقية، وطوله 31 سم وهو من أندر الطيور المتوطنة فيها، وطائر "الهازجة" السقطرية، وحجمه 10 سم وهو طائر مهدد بالانقراض، له صوت جميل ومميز، أما المغرد السقطري، فطوله 11 سم شديد الخوف والخجل لذلك يعتبر من يراه محظوظاً لأنه لا يظهر للبشر.
أما طائر "الرخمة" المصرية، فيصل طوله إلى 60 سم، يلتهم المخلفات التي يرمي بها الزائر بسرعة ملفتة، كما يتغذى على المخلفات العضوية للحيوانات الميتة. وطائر "العوسق" يصل طوله إلى 35 سم ويتغذى على الحيوانات الصغيرة.
ويجد طائر "الحسون" السقطري، ويتواجد معلقاً بهدوء يغرد أو يأكل ورغم ذلك فإنه يلفت النظر عند طيرانه نظراً للون ذيله وجناحاه الأصفران الفاقعان، وله منقار قوي جداً، ويصل حجم هذا الطائر الجميل إلى (51) سم.
وبالنسبة للحيوانات والزواحف والحشرات، فمن الحيوانات التي في الجزيرة ويستثمرها السكان "قط الزباد" وهو حيوان متوحش لكنه لا يأكل اللحوم بل يتغذى على التمر ودم الدجاج، ومن فوائده الاستثمارية أنه مصدر لمادة الزباد، وهي مادة ذات رائحة طيبة كالمسك تستخدمها النساء إلى جانب البخور والعود، فبعد أن يتم استخراج الزباد من القط السقطري، يتم إطلاق سراحه ليهرب مختفياً بين الأشجار والنخيل، ثم يعاد اصطياده بعد فترة لاستخراج الزباد مرة أخرى.
وعن الكهوف والمغارات، تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها، وأهمها عموماً مغارة "دي جب" في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة 75 كيلومتراً.
ويوجد "كهف هوك" في منطقة حالة شرق جزيرة سقطرى. يبلغ قطر الكهف نحو 15 متراً، ارتفاعه 8 أمتار بينما يقدر طوله بنحو 500 إلى 1000 متر.
وتتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير حيث تصل الأنواع النباتية فيها إلى نحو (750 نوع) نباتي بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر سقطرى وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها، كما يوجد في الجزيرة نباتات نادرة أخرى ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة "الأمتا" بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة، أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.
وبالنسبة للشواطئ، تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل. تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص للاستمتاع بالشعب الرائعة.
وتتمتع بشلالات أهمها "دنجهن" في حديبو، وحالة، مومي، قعرة، وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام.
وبالنسبة للفنادق والطيران، لا يوجد عدد كبير من الفنادق في الجزيرة لكن هناك العديد من الشقق الفندقية ومقاهي الإنترنت ومحلات بيع الهدايا وغيرها، كما يوجد لها مطار تصل إليه الرحلات الصغيرة من صنعاء وتستغرق الرحلة إليها ساعة واحدة.
اقرأ ايضا: