آخر الأمنيات
أيُّها المَوت انتظرْ
فإني في انتظاركَ كنت.
انتظرْ
حَتى ألمْلِمَ بعْض أغراضِي
و أقـَبّل رأس أمِّي
و أودِّعَ بعض أصحَابي
انتظرْ
حتى أكتبَ رسَالة وداعٍ
من أربعَة أحرفٍ
لحبيب غُـيِّبَ عنّي
أمهلني بُرهة
-يا صاحبَ الفضْل-
حتى أخُطَّ وصيتي
على هذا الجَسد المُعَنَّى
وأعَطر كفَني بعطر الرَّحيلْ
انتظرْ حتى...
حتى أنفُض عن قلبي غبَار الخوفْ
و أصَلّي ركعة أو رَكعتين للإله
-فأنا عبدٌ مؤمن كما تعلم-
انتظر
فقد نسيت كتابي المقدَّسْ
على مكتبي المدنسْ
-عياذا بالله-
بزور الأقاويل
دَعني فقط أغْسِلُ صَوتي منه بآية او آيتين
وأغَسِّلَ ما بقي مِني بدَمعتين
- "و هل تكفيان ؟" )تهْمِس(
أجل! أظن ذلك أيها المبجَّل
فلم يبق مِني إلا قليل القليلْ
أمهِلني هُنيهة
أمْلأ دَواتي من حبْر أحزان الأيامْ
لأضَع عَلامة استفهام
في آخر سَطر من القصيدة
و من عمري
يا أيهَا المبجَّل.