مصر.. الثورة المضاده والديموقراطيه
يرى مدير المركز العربي للأبحاث عزمي بشارة أن ما حصل في مصر في الثالث من يوليو/تموز هو إفشال للعملية الديمقراطية برمتها، ووصف ذلك بالخطيئة. وانتقد إقصاء جماعة الإخوان المسلمين ووضع أعضائها في السجون.
وقال بشارة في تحليله للوضع المصري إن إرادة الشارع وضعت ضد إرادة الشعب التي يعبر عنها بصندوق الاقتراع. وفرّق بين ثورة 25 يناير وما حصل في الثلاثين من يونيو/حزيران من مظاهرات مناوئة للرئيس المعزول محمد مرسي.
ففي 25 يناير -يؤكد بشارة- التحمت إرادة الشعب والشارع، وكانت هناك ثورة شعبية شملت كل أطياف وتيارات المجتمع المصري بأسره. ووصف الحالة بأنها كانت "نحن المصريون ضد النظام"، بغض النظر عن الأرقام، ولذلك عزل النظام.
أما في الثلاثين يونيو/حزيران فكانت هناك حركة شعبية واسعة ضد حكم مرسي، الذي قال إنه حُمِّل كل مصائب المرحلة الانتقالية، لكن بدل إسقاطه بالانتخابات كان هناك تخطيط لتدخل عسكري أفشل العملية الديمقراطية برمتها.
وقال بشارة إن الانتظار سنتين -مثلا- كان أفضل للمصريين من تدخل الجيش. وأكد أنه بهذا التدخل حدد طريقة النظام في المستقبل، سواء حكم هذا الجيش أولم يحكم.
وعرف بشارة الثورة بأنها تحرك شعبي لتغيير النظام، أما الانقلاب فهو صراع من أجل السلطة وليس لتغيير النظام، واعتبر أن ما حدث في الثلاثين من يونيو/حزيران كان خطة وغطاء لما جاء بعده، في إشارة منه إلى الانقلاب على مرسي في الثالث من يوليو/تموز.
واعتبر بشارة في تحليله للوضع المصري أن التيارات التي حكمت في المنطقة العربية -وبينها القوميون والإسلاميون والليبراليون- لم تكن ديمقراطية، لكنه أوضح أن التيار الإسلامي مع ذلك درس تاريخه واقتنع أن وصوله إلى الحكم لن يأتي إلا عن طريق الديمقراطية.
ورأى أن إفشال هذا التيار الإسلامي في مصر يعد مصيبة، وأن وضع الإسلاميين في السجون سيحول الدولة إلى دولة قمعية، مشيرا إلى أن تاريخ الإخوان يثبت أن لهم توجها دعويا إصلاحيا وليس منهجهم منهج العنف المسلح.
ويعتقد بشارة أن الخروج من الأزمة المصرية، يكون عبر تسوية بين مختلف الأطراف للتعايش فيما بينهم، وعبر إخراج الإسلاميين من السجون والتفاوض وإقرار نظام برلماني.