مسئول يمني: السيطرة على الأوضاع المتدهورة في "صنعاء القديمة" بعد تحذيرات "اليونسكو"
قال مسئول يمني اليوم (الثلاثاء) إنه تم السيطرة على الاوضاع المتدهورة في مدينة "صنعاء القديمة" وذلك بعد حوالي شهرين من تحذيرات اطلقتها لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
وأوضح نائب رئيس الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة سليم الحيمي، في تصريح لوكالة انباء (شينخوا)، أنه تم السيطرة شبه كليا على الوضع المتدهور الذي كانت تعيش المدينة من خلال عدد من الاجراءات.
وأضاف " تمكنت الحملة الوطنية من فرض السيطرة على المدينة وإيقاف عجلة التدهور الذي كانت بدأت تشهده المدينة أخيرا ".
وأكد الحيمي أنه " تم ايقاف 178 مخالفة منذ أن بدأت الحملة قبل حوالي شهرين، وان ما نسبته 95 بالمائة من المخالفات تم السيطرة عليها وما يزال العمل جاريا حتى اللحظة ".
وأوضح أن الحملة تمكنت من ايقاف البناء العشوائي والاستحداثات داخل المدينة، وكذا ترميم المنازل التي تعرضت للأضرار، وإيقاف التوسع داخل الاحياء، ورفع البضائع الفاسدة من اسواق المدينة ، بالإضافة إلى منع الاسواق العشوائية.
ونوه بانه تم فتح اسواق جديدة للبساطين "اسواق عشوائية" خارج اسوار مدينة صنعاء القديمة حفاظا على واجهة المدينة.
وأشار الحيمي، وهو مسئول في الحكومة اليمنية، إلى أن جهودا كبيرة تبذل حاليا من قبل الحملة الوطنية لإعادة الصورة الجميلة للمدينة بعد ان شابها الكثير من التشويه.
وفي السياق ذاته، قال سكان محليون إنه فعلا تم اخراج الاسواق العشوائية من المدينة خلال الاسابيع الماضية وكذا قيام الحملة الوطنية بأعمال الترميم للمنازل المتضررة جراء الامطار.
وأكد هؤلاء أنه تم منع عملية الاستحداثات في المنازل وفي شوارع و"ازقة" المدينة، وبدأ العمل بشكل جدي لحل مشكلة الصرف الصحي.
وأشار السكان إلى أن لجنة طوارئ تابعة للحملة الوطنية مرابطة في المدينة هذه الايام لمواجهة أي اضرار قد تلحق بالمنازل جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها المدينة.
وتعد الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة، عبارة عن كيان وطني تم تشكيله من عدد من المؤسسات الحكومية ذات الاختصاص في البلاد وهو كيان معني بالحفاظ على المدينة خاصة بعد ان كان وضع المدينة يعيش حالة من التدهور الحاد.
وكانت لجنة التراث العالمي قد دعت في يونيو الماضي إلى حملة دولية "مادية وفنية وتقنية" لإنقاذ هذه المدينة من التدهور.
ووافقت اللجنة على قرار بتبني مركز التراث العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حملة دولية لتقديم المساعدة المادية والفنية لمدينة صنعاء القديمة.
وأكد القرار الذي وافقت عليه اللجنة بالإجماع في أعمال دورتها الـ 37 المنعقدة في العاصمة الكمبودية "بنوم بيه"، على ضرورة تقديم المساعدة الفنية والتقنية العاجلة من قبل اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية لمدينة صنعاء.
وأمهلت اللجنة اليمن حتى الأول من فبراير 2014 لتقدم تقرير تفصيلي عن حالة المحافظة على مدينة صنعاء التاريخية، وطلبت اللجنة من الدولة دعوة مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية لإرسال بعثة مراقبة وتقييم لحالة صون الممتلكات في صنعاء وتحديد التدابير اللازمة لتجاوز حالة التدهور وضمان حفظها وحمايتها.
وتعد مدينة صنعاء القديمة ذات الطابع المعماري الفريد المطرز بالزخارف المبهجة واحدة من أكثر المدن التاريخية التي ما تزال تنبض بالحياة والروعة والجمال.
ويعود تاريخ بناء المدينة إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهي مدينة مسورة بسبعة أبواب، أشهرها "باب اليمن"، ومأهولة بالسكان وتقع في قلب العاصمة السياسية صنعاء.