والده طلب تجهيز زفته قبل استشهاده بشهر
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 10-09-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (10393) قراءة
والده طلب تجهيز زفته قبل استشهاده بشهر
أربعة وثمانون كيلومتراً مربعاً من أرض فلسطين المقدسة تمتد عليها أراضي بئر السبع . التي تعتبر قبيلة التياها ( نسبة إلى المجاهد سالم التيهي ) الذي قدم من الحجاز للمشاركة في الفتوحات الإسلامية هي إحدى القبائل الأصيلة في بادية بادية بئر السبع .
كان يوسف سلامة أبوكردش يعيش مع ذويه في بلدتهم الأصلية رهط وهي محاذية لمدينة خليل الرحمن عندما وقعت النكبة , واتجهوا مشردين صوب غزة وبعد النكسة لجأوا إلى الأردن . وأقاموا في حي الرصيفة الجنوبي والذي يسمى بحي الأمير علي . وتزوج ورزقه الله بخمسة أبناء وأربع بنات والشهيد سليمان هو رابعهم حسب الترتيب .
لا عدوّ للشهيد إلا الشيطان الرجيم وأتباعه , يقول والده , فإبني من حفظة القرآن ونشأ في طاعة الله . وكان يردد أنه سيعمل إلى إعادة الإسلام إلى عزه ومجده . والسبيل إلى ذلك هي طاعة الله ورسوله . وترعرع وحيداً بمعزل عن إخوته فكان سلوكه الطيب شرساً عندما يتعلق الأمر بمعصية الله . ولطالما جهر بعشقه للجهاد في سبيل الله والموت لإعلاء كلمته عز وجل . سمعه الجميع يردد كثيراً وهل أنا عصفور بجناحين لأحلق بهما وألقى وجه ربي في فلسطين التي أحب , فجاءت الثورة السورية , التي رأى فيها انقضاضاً على الطغاة والكفار والمنافقين والمشركين من شيعة وشيوعيين باعتبارهم أجبن خلق الله ودوماً كان حالهم من المعارك فارين هاربين . واتجه لرحلة جهادية طالما تمناها ولما يتم الثانية والعشرين من عمره . كان ذلك في شهر نيسان الماضي واستشهد في الأول من حزيران الماضي . ولما تأكد أهله من النبأ زفّوه بمشاركة الآلاف من شتى ربوع الأردن وزفّته مدينة الرصيفة التي تقع على مشارف العاصمة عمان ولا يقل عدد سكانها عن الستمائة ألف نسمة , ويطلق عليها بمدينة الشهداء .
إستشهد سليمان يوسف أبوكردش في عربين وهو يواجه طغاة النظام الفاجر لينهي طاغية النظام من الوجود . واتصل صحبه يهنئون والده الذي أقر لي إنه كان ينتظر هذا النبأ منذ لحظة مغادرته للشآم ليبلغه أحدهم ( إستشهد ابنك سليمان مقبلاً لا مدبرا , جعله الله شفيعاً لكم وهنئتم به ) .
والده يمتدح إبنه الشهيد وصحبه , وحدثني عن أن أحدهم رأى الشهيد في المنام داخل صندوق وعلى مرأى عيني أبيه . ولعله يؤكد ما أحس والده به من أن إبنه سينال الشهادة حقاً .
المصدر : عباس عواد موسى