اخبار الساعة

حملة على تويتر لزيادة الرواتب في السعودية

اخبار الساعة - سعد عبود بتاريخ: 07-10-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (10576) قراءة

تؤكد ملايين التغريدات على موقع تويتر تاييدها حملة تطالب بزيادة راوتب الموظفين في السعودية نظرا للارتفاع المتزايد في الاعباء المعيشية في اغنى دول العالم بالنفط، الا ان الامر لم يخل من انتقادات تحذر من استغلال هذه الخطوة لاغراض اخرى.

ورغم الشعبية الواسعة للحملة مع هاشتاغ خاص بعنوان "الراتب لا يكفي حاجة" حظي بتاييد 17,6 مليون تغريدة خلال اسابيع، الا انها واجهت انتقادات وصفتها بانها مضللة خصوصا بشان الاستعراض العلني للمصاعب التي يعانيها المجتمع المحافظ جدا.

وتدعو الحملة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لاصدار "مرسوم ملكي بزيادة رواتب جميع الموظفين" في دولة يبلغ حجم احتياطها النقدي ما لا يقل عن 700 مليار دولار بفضل اسعار النفط، في حين يبلغ عدد مواطنيها اكثر من عشرين مليونا من اصل حوالى ثلاثين ملايين نسمة ثلثهم تقريبا من الوافدين.

ويشكل الشباب الذين تبلغ اعمارهم اقل من 29 عاما نسبة ستين في المئة من مواطني السعودية حيث تبلغ معدلات البطالة 12,5 في المئة رسميا لكنها اعلى من ذلك بكثير في صفوف الاناث.

وينتقد بعض المؤيدين للحملة انفاق الحكومة اموالا طائلة لمساعدة الخارج كما حدث عندما قررت السعودية دعم مصر بخمسة مليارات دولار، معبرين عن استيائهم برسوم كرتونية وتعليقات تؤكد عدم الارتياح ازاء هذا القرار.

ورغم شكوك البعض في نوايا الحملة، الا ان هذا لا ينفي واقعا اجتماعيا يدفع الى المطالبة بزيادة الراوتب.

يذكر ان رواتب السعوديين في القطاع الخاص هي الاقل مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي وفقا لدراسة للبنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط.

وتظهر الدراسة ان متوسط الراتب الشهري للموظف السعودي في القطاع الخاص يبلغ 6400 ريال (1700 دولار)، مقارنة بمتوسط راتب الموظفين الخليجيين البالغ 15200 ريال (اربعة الاف دولار).

كما يبلغ متوسط راتب السعوديات 3900 ريال (1040 دولارا)، مقارنة بالخليجيات اللاتي يبلغ متوسط دخلهن من الرواتب 8700 ريال (2300 دولار).

كما اظهرت دراسة لشركات التامين ان راتب السعودي في القطاع العام يراوح بين 3945 ريالا (1051 دولارا) و 24750 ريالا (6599 دولارا) فضلا عن المزايا او العلاوات.

ولم يتسن تاكيد هذه الارقام من مصادر رسمية.

وفي هذا السياق، قال الاقتصادي عبد الله العلمي لفرانس برس "من الواضح ان التضحم او ارتفاع الاسعار المتصاعد منذ عدة سنوات وخصوصا في مجتمع استهلاكي مثل السعودية سبب اضطرابا في قدرة الفرد على الانفاق".

واضاف "بالتالي، بدات مداخيل الفرد العادي بالتآكل تدريجيا فانحسرت الطبقة المتوسطة بشكل كبير خلال الاعوام القليلة الماضية".

من جهته، قال زيد الرماني وهو مستشار اقتصادي ومدرس في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض، ان "مواسم الاجازات والاعياد والمدارس تاخذ نسبة كبيرة جدا من مدخول الاسر".

واضاف لفرانس برس ان "رب الاسرة مكبل بالتزامات مالية وقروض فالمدارس تستهلك نحو 5 في المئة من الدخل ورمضان يأخذ 40 في المئة والسياحة تستهلك 60 في المئة".

لكنه اشار الى "مبالغات احيانا في الصرف وانعدام التوازن بين المصروفات والمدخولات. وهناك ايضا ارتفاع الاسعار وجشع التجار وعدم فرض رقابة على اسعار السلع الغذائية موضحا ان نحو 80 في المئة من السعوديين يستخدمون قروضا مصرفية".

واوضح الرماني ان "ازمة السكن والعقارات ساهمت بشكل كبير جدا في استنزاف الرواتب".

ورغم ذلك، يطالب العديد بضرورة الانتباه لمحاولات استغلال الهاشتاغ لامور لا علاقة لها بالرواتب.

وفي هذا الصدد، قال سعود كاتب استاذ جامعي وخبير شبكات التواصل الاجتماعي لفرانس برس "بعض الهاشتاغات تنشأ بحسن نية لكن قد نجد من يحاول استغلالها للفتنة والاساءة للسعودية واحراجها كما حصل في هاشتاغ الراتب لا يكفي الحاجة"

واكد ان "العديد من التغريدات على تويتر كانت من خارج السعودية وبلغات اجنبية".

وقد طالت الانتقادات على تويتر تصرفات كبار المتنفذين لان تقارير اعلامية ذكرت ان بعض هؤلاء يدفع ملايين الدولارات مقابل لقاء يستمر دقائق مع مشاهير في عالم الاستعراض او مقابل دعوة احد نجوم الغناء او حجز مكان فاخر.

يشار الى ان كثيرا من الاعلاميين والاقتصاديين وحتى الممثلون واللاعبون دعموا الهاشتاغ من خلال مشاركاتهم.

والهاشتاغ هو الاكثر انتشارا في السعودية حاليا منذ انشائه قبل اكثر من شهرين ومتوسط عدد التغريدات بلغ مليونا ومئتي الف يوميا خلال الشهر الاول.

ويقارن مغردون بين رواتب القطاعين الخاص والحكومي داخل المملكة، ورواتب السعوديين والخليجيين، في اشارة الى ان رواتب دول الخليج مقبولة قياسا مع السعودية.

المصدر : AFB
اقرأ ايضا: