اخبار الساعة

حيا الله بني حميدة (الاردن)...

اخبار الساعة - د. محمد احمد جميعان بتاريخ: 08-01-2011 | 14 سنوات مضت القراءات : (2141) قراءة


نعم والله دمتم وبوركتم، وحيا الله بني حميده ، سجل الوطن في تاريخه صوت حناجركم ، فنحن والله حراثون ابناء حراثين ابناء حراثين وحتى الجد العشرون بل وحتى آدم ، وهذا شرف نعتز به ونتمسك له، ومن يحرث الارض ايها الرجال الرجال اولى بها واولى بالحنين لها والخوف عليها والدفاع عنها بل والموت ذودا عن حياضها.

نعم والله ، لقد ابرزتم ايها الاشراف الرجال باعكم وذراعكم الذي طاول السماء ، حيث بلغت حناجركم، وهي تصدح وتطالب الحكومة بالرحيل التي تخبطت واربكت وعجزت عن معالجة الفقر والبطالة، وارهقتنا بمسلسل رفع الاسعار.

وكانت حناجركم تبلغنا عن عظم باعكم وذراعكم التي اراد البعض تقزيمها، باع طويل بالعزة والكرامة وحب الارض والايمان بالخالق المعز المذل، وذراع طويل بالصبر وتحمل الفقر وشظف العيش .

لقد كانت رسالتكم واضحة ، رسالة كل اردني ، ان الحراثة شرف لنا ، وعزة وعنوان مهما علت المناصب ، ومهما انتفخت الجيوب ، وان الارض وحراثتها عنوان رسالتنا التي بها نحدد بوصلتنا ووجهتنها.. .

ان العدل الذي هو اساس الاعتدال ، وان اول العدل هو احساس الانسان بهويته وكيانه ومستقبله وحبه للارض ، واعتزازه بحراثتها ، وهو يرفض ما يفرض عليه من تلون او تلاعب او فذلكات تمس مشاعره خارج فطرته وما تربى عليه في اسرته وعائلته وعشيرته ومسقط راسه ، كما ان التفاوت الاجتماعي الظالم والقاهر وسيطرة البعض القليل على مقدرات الكثرة الغالبه هي من اكثر الاسباب واعمقها للشعور بالظلم الذي يؤدي الى الاحتجاج والعنف المجتمعي ..


واذا كان لنا من مخرج من هذه الدوامة ، وكمدخل الى بداية المعالجة، فلا بد لحكومة دولة سمير الرفاعي، وقد تازم الامر في ظل عهدها ، وارتفعت الحناجر واوصلت رسالتها ان تضع بين يدي جلالة الملك عبدالله الثاني استقالتها .

ليتم تشكيل حكومة انقاذ وطوارئ من ذوي الرؤى والثقل والتجربة والسياسة ،لان هذا الامر اصبح ضرورة ملحة وسريعة ، لتعالج كل ما يعانيه الوطن والمواطن ، بل والعنف المجتمعي الذي يدمي قلوبنا، من خلال برنامج عملي وحازم نحو ردم الفوارق الاجتماعية ومعالجة الفقر والبطالة واعادة هيكلة الرواتب لذوي الدخل المحدود والمتقاعدين ، ومراجعة شاملة للتشريعات الضرائبية بما يخدم الفقروالشرائح الاقل دخلا، ويحمل راس المال جزءا من علاج الفقر والبطالة وما ينجم عنها من توتر وعنف متواتر ومتكرر .
بل ولتفتح الملفات المتعلقة بالقلق والهواجس والمستقبل والهوية والتي اصبحت متداولة في وسائل الاعلام كافة حتى الدولية منها، وليكن الامر واضحا جليا ترتاح به النفوس وتهدأ ..
اقرأ ايضا: