هويتنا بين خلط الأوراق والمسار الصحيح
سنبقى حماة أوفياء لوطننا،ولن تعيقنا خزعبلات العاجزين، وسنعمل جاهدين بقدر استطاعتنا، وما تجود به أفكارنا وأقلامنا وقرائحنا، من كلمات وعبارات ورؤى ومفاهيم، حول ما نراه سلبيا في مجتمعنا اليمني، ونثرها في قوالب أدبيّة وفنّية تستسيغها ووتقبلها القلوب قبل العقول،وخاصة اذا كانت ذات تراكيب وجمل بسيطة وسهلة وواضحة،وبعيدة عن الايحاءات والرمزيّة والحبكات والسيناريوهات المعقدة ،التي يلجأ اليها بعض الكتاب مستخدمين مخزونهم الهائل من المفردات اللغويّة الصعبة،والتي تأتي أحيانا على حساب فهم القاريء، ومحتوى ومضمون المنشور وفكرته الأساسيّة المراد ايصالها الى ذهن القاريء،ومحور حديثنا اليوم حول التعصب لأفكار ومفاهيم قبليّة وجاهليّة مستهلكة، عفا عليها الزمن ومنتهية الصلاحيّة،ولم تعد صالحة لمستجدات العصر،وتحت مبررات وحجج واهية جوفاء بعيدة عن المنطق والعقل والثقافة والعقيدة الاسلاميّة السمحة،والتي حكمنا بها العالم بأسره عندما كنا نسير على هداها ومسارها الصحيح، بعيدا عن خلط الأوراق والأمزجة والأهواء وصبغتها والصاقها بالدين، والتمترس تحت ذلك في شكل مسرحية سافرة وضحك على الدقون،ونتشدق بالأصالة والتميز والتفرد والهوية الاسلاميّة، التي نحن بعيدين عنها بعد السماء عن الأرض،ولم تعد تنطلي على الشعب الذي أصبح على قدر كبير من الوعي وقادر على فرز الغث من السمين.
أخوتي الأعزاء.
نحن على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ اليمن، ويجب التعامل معها بحرفنة وحنكة وحكمة يمانيّة، تتناسب مع المتغيرات وثورات الربيع العربي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني،حتى لا نقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها غيرنا،وعلينا أن نستفيد من أخطاء الماضي،ونرحم الوطن والمواطن من المزايدات الكاذبة والحركات العنترية،ذات الرؤى الضيّقة،والمفاهيم الجامدة والعاجزة عن مواكبة التغيرات في العلاقات والمصالح الدوليّة، التي تأثرت بالتكتلات الجديدة بعد حرب الخليج وثورات الربيع العربي، والتطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات،والتي يجب علينا الاستفادة من هذه المتغيرات واستغلال هذه التكنولوجيا في شتى مجالات الحياة.
وبما لم يتناقض مع مبادئنا وقيمنا وعقيدتنا الاسلاميّة ،ووحدة تراب وأرض الوطن الغالي،الذي عانى كثيرا من جهلنا وتصرفاتنا الحمقى،وأنانيتنا وايثار مصالحنا فوق مصالحه.
والتي أدت بنا وأوصلتنا الى ما نحن فيه من أزمات ومآزق وتخلف وتمزق وفرقة،واهدار لمواردة القومية الأساسيّة واللازمة لنهضته وتقدمه وتطوره.