اخبار الساعة

طفل على الرصيف بدون احذية يشاهد التلفاز

اخبار الساعة - محمد عبد الملك الشرعبي بتاريخ: 11-11-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (2384) قراءة

في الحقيقة لم التقي  بنفسي  بهذا  الطفل صاحب البشرة السوداء كما يبدوا وصاحب القلب الطيب  والبريء حسب ما فهمت من صديقي هشام اليوسفي  الذي  التقط  له هذه الصورة  المؤلمة في   احد محلات بيع شاشات العرض التلفزيونية بشارع حدة  ثم  أطلعني على الصورة ووجدت شغفا كبيراً للتعبير عنها .

احياناً أجد  نفسي اقرب  الى الالاف من مثل هؤلاء الاطفال  اليمنيين  الذين  يقضون طفولتهم كلها على ارصفة الشوارع  وعلى ابواب المحلات  وفي الجولات  بعيداً عن بيوتهم ان كانت لهم بيوت  وبعيدا عن ابناء حاراتهم ان كانت لهم حارات  او ضاقت بهم الحياة منها  ذرعاً .

 هذا الطفل المنتمي الى فئة المهمشين – الأخدام -  لكم ان تتأملوا في الصورة جيداً  .. بدون احذية .. يجلس على الرصيف قد يبدوا  رصيفاً من الرخام  .. القى بجسده  على باب المحل .. يبدوا عليه الارهاق الشديد .. حالته الرثة ايضاً .. يسترق بعض الوقت ليشاهد التلفاز من خارج الباب الزجاجي ..  هو الان يشعر بانه  امام عالم اخر ..

ليس لديهم تلفاز في خيمتهم التي قد يسكنون فيها كما هو حال  المهمشين في اليمن .. ابوه  ان كان لا  يزال   على قيد الحياة فقد يكون يعمل حائك احذية او منظف سيارات  وامه كذلك تعمل بائعة  ملوج او  الكراث   .

تبدوا التفاصيل كثيرة ومؤلمة  اتمنى لو اني  اخذت هذا الطفل الى البوفيه  لانشرب معه شيئاً  ويحدثني  بعدها عن بعض تفاصيل حياته واسرته   .. مع اني ادرك تماماً  اني لست مستعدا لان اشتري له شاشة العرض  وقد  يكون زوج الاحذية هو كلما اقدر به   مساعدته  اضافة الى  رواية هذه القصة  عن  تفاصيل حياته .

هكذا يقتلون الطفولة في   بلادنا .. اطفال تبيع  قوارير المياه في الجولات واخرون  يبتكرون طريقة للتسول وطلب التصدق واخرون تستخدم اعضائهم  في  سوق النخاسة السوداء ومن ينجوا من هذا كله فالحروب النفسية واثار معارك  الاقتتال  مصيرهم واذا نجو وتجاوزوا  كل هذه المشاكل فتكاليف الدراسة والجامعة والزواج وربما الاغتراب  هي عناوين مستقبلهم المجهول مع الاسف .

متى سيستخدم هذا الطفل جهاز الايباد  - المس – ويكون لديه احذية وبدلة  نضيفه وحقيبة وقلماً  وكتاب  وساعة يد  وتلفون محمول  عادي  ولعبة صغيرة ..   

فوق هذا كله متى سيكون  له اباً  واماً  يشبعوه  حناناً وعاطفةً  ودفئاً كما يفعل المسؤولون مع عيالهم  الصغار  الذين ينادونهم  في كل وقت بابا وماما   .

اشعر  باختناق كلما  شاهدت  صور هؤلاء الاطفال الذين قدرت  لهم هذه الحياة القاسية في  بلدي ويتكاثرون كل يوم مع الاسف  ويزداد اختناقي عندما اتابع جلسات مؤتمر الحوار الوطني   ولا اجد   من يفكر بحياة مثل هؤلاء الاطفال الذين يمثلونهم  كما تتحدث التسريبات .

اقرأ ايضا: